الجمعة، 23 مارس 2012

تناقضات و مصالح



تناقضات و مصالح

ان اعجب شيء في القضية الفلسطينية انها اذهلت عقول القادة والمفكرين و جعلت من نفسها الشغل الشاغل للعالم كاملا .
فالعرب يعتقدون انهم الطرف الاكثر ضعفا رغم عددهم الهائل ومساحة ارضهم الشاسعة ، واليهود يعتقدون انهم الاضعف رغم وقوف العالم معهم و رغم عتادهم الضخم و اسلحتهم الوفيرة .ـ
في الواقع ان العرب و اليهود او الصهاينة يعانون كل المعاناة من الشعور بالضعف كما ان الطرفين مقسمين بشكل غريب و تتلاعب بهم المصالح الدولية السياسية والاقتصادية والدينية وغيرها .ـ
فاسرائيل لو تعمقنا فيها جيدا لوجدناها اضعف من بيت العنكبوت ، فجيشها يتكون من خليط غير متجانس من القوميات : اليهود الشرقيين والغربيين و روس و بولندين و رومان وفرنسيين و اميركان و المان و دروز وعرب _ نعم للاسف عرب في الجيش الاسرائيلي _ بالاضافة ان اسرائيل لم تكتب دستورها حتى الآن و ذلك لانها دولة خليط و ديانتها متناقضة و هي دولة علمانية ودينية في نفس الوقت ، و هي ان كانت دولة فهي بلا حدود نهائية . كما ان حوالي ثلثي اليهود خارج فلسطين الآن ولا يؤمنون بإقامة دولة اسرائيل من الناحية الدينية لان مسيحهم المنتظر أو الدجال لم ينزل فيهم بعد . ومع هذا تكاد لا ترى اي خلاف ظاهر بين الاسرائيليين .ـ
اما العرب فلم يكتفوا بتقسيم انفسهم الى اكثر من 22 دولة بل قسموا كل دولة الى سنة و شيعة والى شمال وجنوب و الى اعتدال و ممانعة والى قوميين و يسار و وطنيين و .....ـ
اختلطت المصالح حتى انها جمعت احيانا قمة العداء في مصلحة واحدة ، مثلما جمعت رافضي السلام من الطرفين الاسرائيلي و الفلسطيني في مصلحة وقف المفاوضات .ـ
اختلطت المصالح حتى جمعت اعداء الامس على طاولة واحدة و تجمعهم مصلحة واحدة ، والقضية دائما تكون فلسطين ، والخاسر دائما هي القضية الفلسطينية .ـ
لعل احدهم يتسائل لو ان اسرائيل استخدمت نفوذها الهائل واسلحتها الفتاكة في ابادة العرب والخلاص منهم ، ويتسائل آخر لو ان العرب اجتمعوا مرة واحدة واستخدموا عددهم الهائل وطاقاتهم الوفيرة و بترولهم الذي يسير سيارات اوروبا واميركا لو استخدموا جيوشهم مرة واحدة لابادوا دولة اسرائيل عن بكرة ابيها .ـ
تبقى هذه تساؤلات ولا احد يسيطر على الاخر بشكل كامل ولا احد من الطرفين يمسك بكامل الخيوط ، ولا احد يفهم لماذا تسير الامور على هذا النحو ، ولن تجد الاجابة حتى عند قادة اميركا واسرائيل والعرب ، ذلك ان المصالح تتلاعب بهم و الظروف و الاحداث تسير بهم و تتحكم باتجاه سير القارب .ـ
ان الذي يتخيل ان الامر كله مؤامرة و ان الاحداث لا تحدث الا بعد اجتماعات سرية لابد له ان يقف مذهولا امام الاحداث ولا يجد الكثير من الاجابات . في المقابل ان الذي يظن ان الاحداث تجري بشكل طبيعي و ضمن المصالح يكون قد حكم على نفسه بالسطحية و السذاجة . ـ
في الواقع ان الامور تسير وفق المنهجين منهج المؤامرة و منهج الاحداث الطبيعية والمصالح .ـ
الله وحده هو الذي يتحكم في كل شيء و هو المسيطر على كل شيء وهو الذي جمع كل هذه التناقضات في هذه المنطقة لحكمة هو يعلمها .ـ
و هو الذي اضعف قلب الجندي اليهودي داخل دبابته وهو الذي قوى قلب الطفل الفلسطيني ، هو الذي جعل اهل فلسطين يثبتون كل هذا الثبات و جعل المنطقة تنجو مما يخطط له صناع الحروب والموت والدمار الذين لا يهدؤون الا اذا وقع الخراب والدمار .ـ
الله وحده هو القادر على رد كيدهم و هو الذي يحدد متى المعركة وهو الذي يقرر من ينتصر ، ولا احد راد لقضائه ابدا ، فلنلجأ الى الله و لنتقرب منه سبحانه و تعالى فهو الذي يحمينا وهو الذي ينصرنا .ـ
ـ
عبدالله اللواما
26/8/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق