السبت، 24 مارس 2012

استحقاق ايلول ، ما له ، و ما عليه ـــ



استحقاق ايلول ، ما له ، و ما عليه ـــ

استحقاق أيلول 2011 : أن تتوجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لتنال اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة كاملة العضوية ضمن حدود حزيران 1967 ، و في هذه الحالة يتم المرور بمجلس الأمن حيث الفيتو الأمريكي المنتظر، أو في حال تعذر الحصول على دولة كاملة العضوية يتم اللجوء الى خيار الدولة غير العضو على غرار الفاتيكان وهو الأمر الذي يمكن الحصول عليه عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بعد ايام قليلة ستتوجه السلطة الفلسطينية لطلب عضوية لدولة فلسطين في الامم المتحدة تكون حدود 1967 هي الحدود الرسمية لها مع اسرائيل . و سيتوجه عباس ليطالب بدولة رقمها 194 في الأمم المتحدة ، ليذكرنا و من باب المصادفة بقرار الجمعية العامة رقم 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين عام 1948 .ـ


فهل هذه الخطوة صحيحة ام انها خاطئة ؟ هل هي خطوة وطنية ام انها مؤامرة على القضية الفلسطينية ؟ـ
و لو حاولنا ان نعدل في الطرح بحيث نذكر جميع الآراء و من الطرفين المؤيد و المعارض لهذا التوجه فسنجد التالي :ـ
المؤيدون للتوجه لامم المتحدة :ـ
1- ان الحصول على العضوية في الامم المتحدة حق مشروع للشعب الفلسطيني ، و ستقوي الطرف الفلسطيني في المفاوضات مع الطرف الاسرائيلي في المرحلة القادمة .ـ
2- ان الحصول على العضوية في الامم المتحدة سيقوي موقف الفلسطينيين في صراعهم مع اسرائيل وعلى سبيل المثال ستجعل من السجناء الفلسطينيين اسرى حرب عند دولة اخرى و لهم حقوق اعلى من الناحية القانونية و الدولية .ـ
3- ان الحصول على العضوية في الامم المتحدة سيجعل فلسطين قادرة على التوجه لمحكمة الجنايات الدولية و محكمة العدل الدولية و للمنظمات الدولية الاخرى .ـ
4- ان الحصول على العضوية في الامم المتحدة ستعطي دولة فلسطين قوة اكبر و مساحة اوسع في التحرك دوليا باتجاه الحصول على الحقوق الفلسطينية .ـ
5- اننا جمعنا اصوات 126 دولة و يجب عدم تضييع هذه الفرصة لوقوف العالم معنا .ـ
6- اننا سنضع اميركا في موقف محرج امام العالم عندما تضطر الى استخدام الفيتو .ـ
7- اننا سنكسب تعاطف العالم حتى لو لم نستطع الحصول على العضوية .ـ
المعارضون للتوجه للامم المتحدة :ـ
1- ان هذه خطوة مشبوهة حيث من غير المعقول ان تقف 126 دولة مع الفلسطينين و ضد اسرائيل ، مع العلم ان اسرائيل و اميركا لم تضغط بشكل فعلي على اي دولة لثنيها عن التصويت و كل ما يجري لا يعدو ان يكون فلما سياسيا يراد تصفية القضية الفلسطينية عن طريقه .ـ
2- لاحظوا الرقم 126 و المطلوب 129 دولة و كأن الوضع مرتب وفق مؤامرة تجعل الرقم قريب جدا من المطلوب لتشجيع الفلسطينيين على طلب العضوية و في نفس الوقت لم يجعلوا الفلسطينيين يذهبوا و هم متأكدين من النجاح في التصويت في الجمعية العامة في حال النفاذ من مجلس الامن .ـ
3- ان اعلان الدولة الفلسطينية بشكل انفرادي هو تنازل كامل عن ارض فلسطين التاريخية و انه تنازل كامل عن حق العودة و هذا ما تنتظره اسرائيل و هذا ما تتمناه . و ان هذا التوجه هو لتقديم اكبر خدمة لاسرائيل .ـ
4- ان المتوجهين للامم المتحدة لا يمثلون الشعب الفلسطيني ، خصوصا ان عباس انتهت ولايته من الناحية القانونية و الحكومة الفلسطينية غير شرعية و بالتالي لا يحق لهم التكلم و التفاوض على حقوق الفلسطينيين .ـ
5- ان هذه الخطوة شكلية و لن تغير اي شيء من واقع المعاناة الفلسطينية المستمرة يوما بعد يوم .ـ
6- ان الحصول على العضوية في الامم المتحدة لا يعني من الناحية القانونية الدولية ان الدولة قد حصلت على استقلالها .ـ
7- ان هذا التوجه بشكل انفرادي و اتخاذ خطوات احادية قد يدفع اسرائيل الى عمل نفس الشيء و اتخاذ خطوات انفرادية ايضا و سيكون الشعب الفلسطيني هو الخاسر في هذه الحالة .ـ
8- ان فلسطين لو حصلت على اعتراف كل دول العالم فلن يفيدها طالما اسرائيل لم تعترف ، فاسرائيل هي التي تملك القوة و السيطرة على الاراضي الفلسطينية .ـ
9- في حالة الاعتراف بالدولة او بقاء الوضع متأرجحا فسيكون هناك ازدواجية في التعامل مع الفلسطينيين كدولة تمثلهم او كمنظمة التحرير الممثل لهم الان . و بالتالي قد تضيع حقوق الفلسطينيين من جراء هذه الازدواجية و يتم تصفية القضية الفلسطينية نتيجة هذا الوضع .ـ
10- قد ينشأ نزاع بين اسرائيل و الفلسطينيين تقوم اسرائيل بمهاجمة مدن الضفة الغربية و تفريغ السكان منها .و هو هدف استراتيجي لاسرائيل .ـ
11- إن إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد هو مصلحة إسرائيلية بالدرجة الأولى، لأن إسرائيل معنية بقيام الدولة الفلسطينية داخل حدود الجدار العازل، وتكريس حقيقي لمفهوم السجن للفلسطينيين، وكذلك تكريس لفكرة غزة والضفة بلا أي وسيلة اتصال بينهما.ـ
12- ان المصالحة الفلسطينية لم تتم حتى الآن ، فكيف ستقام الدولة في ظل هذا الوضع غير المتفق عليه اصلا .ـ
13- في حال رفضت دول العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية فستكون اسرائيل في موقف اقوى و تفرض رغباتها بشكل اكبر .ـ
14- ان هذا الامر قد ينشيء نزاعا في المنطقة بين الدول العربية و اسرائيل نتيجة النزاع داخل الاراضي الفلسطينية . و ان المنطقة قد تتعرض لحروب نتيجة هذا الوضع . و بتوقع اقل ان ينشأ نزاع عالمي نتيجة الخلافات في الامم المتحدة بين دول العالم .ـ
السيناريوهات المتوقعة :ـ
1- ان يوافق مجلس الامن الدولي باحالة الطلب الفلسطيني الى الجمعية العامة للامم المتحدة ، و ان تحصل فلسطين على 129 صوت و تكسب مقعد لها في الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية ، و قد اعلنت 126 دولة حتى الان الاعتراف بالدولة الفلسطينية .ـ
2- أن تلجأ الولايات المتحدة الى حق النقض الفيتو و قد لوحت واشنطن بهذا الخيار، و بالتالي لن يحال الطلب الى الجمعية العامة .ـ
3- ان تفشل الجهود في الحصول على الرقم 129 صوت ، فيتم اعطاء فلسطين مكانة دولة غير عضو ( مراقب دائم ، مثل الفاتيكان ) في الامم المتحدة بعد مفاوضات في هذا الشأن .ـ
4- من الممكن ان يتم تأجيل القضية لأجل آخر ، و ذلك لعدم احراج الولايات المتحدة في استخدام الفيتو .ـ
و الايام القادمة ستكشف لنا مدى صحة هذا القرار من عدم صحته ، و سيكون بالامكان معرفة مدى المصداقية في هذا التوجه سواء من السلطة الفلسطينية او من دول العالم التي وعدت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية . فهل سيكون حدثا تاريخيا ، ام أنه مجرد زوبعة في فنجان ؟؟ـ
*****
Abdullah Allawama
Abdullah_allawama@hotmail.com
****
عبدالله اللواما
17/9/2011
 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق