السبت، 24 مارس 2012

الحل في الحوار

مقال كتبته بعد احداث 15 تموز  في ساحة النخيل 

الحل في الحوار

ان المتتبع للاحداث الاخيرة على الساحة الاردنية يستطيع ان يستنتج ان الاصلاح في خطر حيث ان عدم استجابة الحكومة للمطالب تقابلها المعارضة برفع سقف المطالب و هذا ما لا يخدم الاردن كوطن نحبه و نضعه في عيوننا . و الاستمرار في الاعتصامات و المظاهرات المتعددة لن يكون الا في صالح المفسدين الذين قد يستغلون الاحداث للايقاع بين الشعب و النظام و بالتالي يكون الاردن معرضا لفقدان الاستقرار و الدخول في طريق مجهول النهاية فالمظاهرات و الاعتصامات ليست الطرق الوحيدة في حل مشاكل البلاد المتعددة ، بل انني ادعو الى التقليل منها و جعلها رمزية الى ابعد حد ، فهذه خطوة تفك من التأزيم و تبقي على حقوق المعارضة في المطالبة بحقوقها ، و تقلل من حجم الخسائر التي تخسرها البلاد من حشد رجال الامن العام فالمطلوب الان حسب رأيي هو جعل هذا الحراك رمزي دون تحشيد اعداد كبيرة لان المطلوب هو الاصلاح و ليس غير الاصلاح .ـ
كما ان على المعارضة ان ترفع الشعارات التي يوافق عليها الشعب بكامل اطيافه و الابتعاد عن الشعارات المختلف عليها . هذا يجعلني ادعو الجميع الى الدخول فورا بالحوار ، و ان لايقف كل طرف عند مطالبه ، فلاردن لا يحتمل ان يبقى الجميع على اختلاف و لابد من التنازلات من اجل الاردن و من اجل الاصلاح ، فلا مصلحة لحزب او لحراك فوق مصلحة الاردن ، فالاردن غالي و نفديه بارواحنا فكيف لا نفديه بمطالبنا التي قد تتحقق تلقائيا مع مراحل الاصلاح المتلاحقة .ـ
ان التكلم باسم الشعب يجب ان يتوافق مع مطالب الشعب ، و يجب ان نترك الشعب ليتحدث عن نفسه اكثر من خلال الندوات و الدراسات المحايدة و استطلاعات الرأي الموثوق بها .و الشعب يستطيع اثبات نفسه من خلال الانتخابات حتى ولو كان القانون المرتقب فيه اشكاليات فالحل يكمن بتوعيه الناس الى هذه الثغرات في القانون و بالتالي التقليل من نسبة الخطا في الحصول على برلمان شعبي .ـ
و اعتقد انه من الخطأ ان تضغط المعارضة بمطالب لم يقبلها الشعب بشكل كامل ، و كمثال عليها الملكية الدستورية ، حيث انها من المطالب التي يمكن طرحها دون فرضها على طاولة الحوار و ذلك لان الشعب لا يوافق عليها بشكل كامل و بكل اطيافه المختلفة و بالتالي قد تكون عامل انقسام في الوقت الحالي ، والمطلوب هو الاتفاق و ليس الاختلاف .ـ
كما ويجب توجيه الشباب في الحراك الوطني في المدن المختلفة الى الحوار و تقبل الافكار المختلفة و الدخول في حوار مع المجتمع و عدم رفع سقف المطالب و التركيز على مشاكل المجتمع العامة . و بالتالي يكونوا دعما لوطنهم و في نفس الوقت يوصلون رسالة الشعب الى مبتغاها .ـ
و على النخب السياسية ان تتوافق فيما بينها للوصول الى مطالب يرضى بها الجميع و تنقل الاردن الى الامام ، فالحلول الكاملة لا يمكن ان تاتي بيوم و ليلة ، و النخب السياسية يقع على عاتقها الاصلاح و لا يجوز لها ان ترميه على الشباب حيث ان الشباب لا يمكن لهم ان يتحملوا اكثر من طاقتهم فخبرتهم قليلة في السياسة و هم في النهاية من يتحمل الاخطاء ، فالشباب في السياسة بحاجة للمساعدة من الكبار و ليس العكس .ـ
و استطيع ان اقول في هذه الظروف التي تمر بها البلاد انه :ـ
ليس من مصلحة الاردن الدخول بها الى المجهول وسط عدم وضوح الرؤية .ـ
ليس من مصلحة الاردن ان نجعل صورة رجل الامن عند الشباب و الاطفال على انه ليس اخا لهم .ـ
ليس من مصلحة الاردن التخندق عند مطالب لن تتحقق في هذا الوقت او غير موافق عليها .ـ
و بالتالي ادعو الجميع الى الدخول بالحوار والاتفاق على الامور التي تتقدم بنا في طريق الاصلاح و القبول بحد معين من سقف المطالب في هذه المرحلة . و من الممكن تحقيق المطالب المتعددة مستقبلا من خلال الانتخابات او في تكوين الاحزاب و التي تحتاج الى سنوات قليلة يكون فيها الاردن رمزا للديمقراطية باذن الله تعالى .ـ
فالاردن يستحق منا كل الحب و كل التضحية و ترابه غالي علينا و دماء ابنائه و شبابه لا تقدر بثمن . فلنعمل جميعا حكومة و شعبا ونخبا سياسية من اجل الوطن و من اجل الاردن الغالي .ـ
Abdullah Allawama
18/7/2011





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق