الجمعة، 23 مارس 2012

لقاء غرايبة _ حتر التلفزيوني



لقاء غرايبة _ حتر التلفزيوني ـ ـ

لقاء رحيل غرايبة و ناهض حتر التلفزيوني شكل مشهدا من مشاهد الصراع السياسي بين المكونات السياسية الاردنية . و بما ان اللقاء تم فلابد من قول فيه . ظهر حتر الذي بدا كمناكف للحركة الاسلامية او للاخوان المسلمين كما لو أنه محامي دفاع عن الفساد فمن تحريضه الشعب على عدم القبول بالتغيير في الحياة النيابية من ناحية المقاعد الى محاولة تصوير ان اتفاقية وادي عربة ستكون هي عنوان الاصلاح أو ان الاصلاح لا يتم الا بتقديم اوراق اعتماد للسيد حتر يوضح فيها الاصلاحيون ما الذي سيفعلونه باتفاقة وادي عربة و السفارة الاسرائيلية ، و ألقى بتهمة التعاون مع النظام من قبل الاخوان المسلمين و خصوصا قبل إلغاء الاحكام العرفية مع العلم ان السيد ناهض حتر تحالف مع الذهبي عندما كان مديرا للمخابرات و هو يدافع عن الذين حموا الفساد و على رأسهم معروف البخيت !! . و أيضا حاول السيد ناهض حتر اللعب بالورقة الخارجية عن طريق استغلال ما يسكت عنه الاصلاحيون و ايضا الاسلاميون حاليا و في هذا الظرف بالذات من مسائل خارجية مثل العلاقة مع اميركا و اسرائيل و الموقف من اتفاقية وادي عربة و غيرها من المسائل التي يراها الاصلاحيون ـ و انا أؤيدهم بذلك ـ ان طرحها يشكل خلطا للاوراق و استباقا للاحداث ليس في مكانه الصحيح ، اذ ان لكل مقام مقال ، اما التصيد للاخر فهذا لا يفعله الاصلاحيون ببعضهم بل يفعله أعداء الاصلاح بالاصلاحيين و على السيد حتر ان يتنبه لذلك . الاخوان المسلمون ليسوا منزهين عن الخطأ و انتقادهم اعتبره وجهة نظر و لكن اعتراضي هنا هو على ان السيد حتر ينتقد الاخوان كجزء من الحراك و كجزء من الاصلاحيين اذ انه لا يستطيع ان يهاجم الحراك الشعبي لأنه في هذه الحالة يسقط بشكل نهائي شعبيا فيلجأ الى انتقاد الاخوان الذين يحملون افكار الحراك و يمثلون جزءا لا يمكن الاستهانة به من المعارضة الاردنية و بالتالي فإن من يريد خيرا بالاردن و بالوطن عليه ان يستوعب جميع اتجاهات المعارضة الاردنية و الحراك الاردني و ليس الدخول معهم بصراع لن يكون الا في مصلحة الفاسدين .ـ
هذا الكلام لا يعني ان الاخوان المسلمين او السيد رحيل الغرايبة يخلون من الاخطاء او أنهم بعيدون عن الخطأ ، و بالرغم من اجابة غرايبة بان موقف الاخوان معروف من كذا و كذا و التي انا اصدقها لأن الاخوان فعلا و ليس فقط قولا برهنوا على مدار السنوات الماضية او العقود الماضية انهم معارضون من النوع الصعب المراس و انهم وقفوا مع الوطن دوما و تحملوا الكثير من المصاعب إلا ان اجابات السيد غرايبة لم تكن قاطعة من ناحية الرؤية المستقبلية للاصلاح و كما لم يقدم حلولا متكاملة بحيث يقنع بها المشاهد الذي ربما انه ليس معه الكثير من المعلومات حول ما يجري من صراع حاليا بين النخب السياسية الاردنية ، كما انني اعتقد ان على الاخوان المسلمين تقديم وعد لأطياف المجتمع الاردني بعدم الاستحواذ على الحياة السياسية الاردنية و ان المشاركة الجزئية هي الحد الاقصى و ذلك كتنازل من اجل الاصلاح ، و قد أُعلن عن هذه الخطوة و لكن المطلوب اعلانها بشكل رسمي و اعلان الاجابات على الاسئلة المطروحة على الساحة الاردنية و التي يعمل تأخير الاجابة عليها على وقف الاصلاح و تأخير الخروج من حالة ضياع الوطن بين يدي الفاسدين ، مع ملاحظة ان من حق الجميع بما فيهم الاخوان ان يشاركوا بطاقاتهم الكاملة و ان يحصدوا ما يستطيعون حصده من مكاسب سياسية و لكن لأعتبارات وطنية و ظرفية و في ظل الاحداث الحالية و الموقع الجغرافي و الديمغرافي للاردن فإننا مضطرون لطرح هكذا مطالب على الاخوان و على غيرهم من الكتل السياسية و الحزبية المختلفة .ـ
و اوجه الشكر للسيد ناهض حتر و السيد رحيل غرايبة على هذا الظهور التلفزيوني الذي شكل اثراء للمتابعين السياسيين الاردنيين و ارجو ان يتحملوا النقد الذي لا يسلم منه كل عامل بالسياسة.ـ
ـ
عبدالله اللواما
5/3/2012
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق