السبت، 24 مارس 2012

نحو حراك شعبي عاقل وواقعي ـ



نحو حراك شعبي عاقل وواقعي ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ـ
اعرف انني اثير البعض بما سأقوله ، و اعرف ان البعض سينظر الى هذا الكلام من زاوية التشكيك ، لكنني ايضا اعرف ان هناك من سيقتنع بهذا الكلام او على الاقل بجزء منه . ففي كل رحلة لابد من وقفات فكيف عندما تكون الرحلة هي الاصلاح في الاردن ، أليس من الواجب علينا ان نتوقف في المحطات و نراجع انفسنا ؟ أليس الحراك الشعبي الاردني سيقود الاردن الى الاصلاح بإذن الله ؟ هل سنترك انفسنا نسير في طريق غير معروف المعالم و لا نعرف المطبات و الحفر الموجودة به ؟ ـ
مثلما اننا نطلب من الحكومة أن تسمع كلام الشعب و ان تنصاع لرؤيته ، فإننا ايضا نطلب من قادة الحراك و من مطلقي شعارات المسيرات أن ينصاعوا للشعب و أن لا يطلقوا شعارات هم يريدونها و الشعب لم يناد بها .ـ
و حتى اكون واضحا فإنني لا اتكلم بإسم الشعب و لكنني انقل ما اسمعه و ما اراه و ما استنتجه ، فأنا جزء من الحراك اسير بين الناس و اسمع ملاحظاتهم و اشاهد ردة فعلهم و استنتج طلباتهم . و لأنني رافقت الحراك منذ بدايته اعتقد ان كلامي سيكون جزء منه على الاقل صحيحا .ـ
و هذه ملاحظات اضعها حتى يسير الحراك الشعبي بشكل عاقل وواقعي و يستطيع اكمال طريقه حتى الوصول الى اصلاح كامل :ـ
1. ان الحراك الشعبي في الشارع يحتاج الى واجهة اخرى تتمثل بحراك سياسي من الاحزاب و التيارات و الاتجاهات في المعارضة للوصول الى خطوات عملية سياسية تجمع الحراك الشعبي بمختلف اطيافه في حزب واحد يقود عملية الاصلاح في الاردن ، و هذا ليس ضربا من الخيال بل هو فرصة ربما لا تتكرر في المشهد الاردني من اجتماع مختلف اطياف المعارضة على بعض المطالب الموحدة و هي المحك الحقيقي للمعارضة الذي يبين مدى قدرة المعارضة على قيادة البلاد عندما يطرح خيار تبادل السلطة بين المعارضة و الموالاة .ـ
2. ان الشعب الاردني لا يريد رفع سقف المطالبات في الشارع فهو لا يريد التعرض للملك او الملكة او لقصر رغدان في المسيرات الشعبية . و ان طرح هذه الشعارات لن تكون في صالح الحراك بشكل عملي و لا يستفاد منها الا اعلاميا فقط . و بالتالي على قيادات الحراكات و على من ينادون بالشعارات ان يتوقفوا عن طرح هذه الشعارات في الشارع و التي ستبعد الكثير من الناس عن الحراك ، فنحن لا نوافق عليها كشعب و كمشتركين في الحراك و بالتالي يجب احترام رأينا .ـ
3. عند ارتفاع عدد المشاركين في المسيرات و الفعاليات يجب ان لا نستغل ذلك في رفع السقف ، لأن هذا سيجعل الحراك يخسر اعدادا منه و بالتالي سنراوح مكاننا بل سنخسر اعدادا باستمرار . و هذا ما حصل اكثر من مرة و لم نتعلم من الدرس و نكرر نفس الخطأ هذه الايام .ـ
4. ان الاعداد التي نراها تزداد هذه الايام يجب عدم التعويل عليها كثيرا ، فهي تشارك بشكل جزئي و ليست على استعداد دائم للمشاركة لهذا يجب تشجيعها بتقليل وقت الفعالية و خفض سقف الطلبات حتى يتناسب مع جميع الفئات المشتركة و بالتالي توسيع دائرة المشاركة و الاستمرار بحراك سلمي نقي و نظيف ووطني .ـ
5. يجب على الحراك ان يسير بخط افقي حتى يكسب زخما و قوة شعبية تؤهله الى رفع صوته و تجعل منه قوة يصغي لها الجميع ، و هذا يتطلب الصبر و التحمل و التأني من المشاركين في الحراك .ـ
6. ان النجاح الحقيقي للحراك هو كسب الجمهور و زيادة الاعداد المشاركة ، و السير بشكل سلمي في طريق الاصلاح .ـ
7. ان الشعب الاردني لا يريد التطرق لكلمة اسقاط النظام لا من قريب و لا من بعيد ، فالشعب يريد اصلاح النظام و لا شيء غير ذلك .ـ
8. الانتباه الى كل من يريد الايقاع بين الملك والشعب ، فليس من مصلحة الاردن و لا من مصلحة الشعب الاردني و لا من مصلحة المعارضة ان يضعف دور الملك في البلاد ، فمن هنا يجب احترام مكانة الملك و مطالبته بالاصلاح بشكل حضاري و مقبول و ليس بالمناداه عليه بإسمه .ـ
9. ان تركيز المطالب يجب ان يكون على الفساد و الحكومة و البرلمان و اصلاح النظام و هذه مطالب شعبية و حقيقية و لها جمهورها الواسع .ـ
10. ان الشعب الاردني لا يريد المواجهة مع الحكومة بشكل عنيف ، فهو يريد اصلاحا بشكل سلمي ينقل البلاد الى الديمقراطية و الحرية و رفع القيود الامنية دون اراقة قطرة دم واحدة .ـ
11. ان النظام و الحكومة يستخدمان الاسلوب "الناعم" و "اللين " في مواجهة الحراك بشكل عام بالرغم من حدوث مواجهات في عدة مواقع ، لهذا يجب تقدير ذلك و الرد بالمثل من حيث التعاون و عدم اغلاق الطرق و عدم التأثير على الحياة العامة و تقليل وقت الفعاليات و عدم المواجهة مع قوات الامن و عدم الاستفزاز في النداءات و الشعارات المنطلقة من الحراك .ـ
12. ان علينا جميعا الثبات على المطالب و الصبر و التحلي بالاخلاق الحميدة و التمسك بالثوابت الوطنية و تطبيق الديمقراطية على انفسنا قبل ان نطبقها على غيرنا . و ان نكف عن مهاجمة بعضنا لبعض و ان لا نتغذى على خلافاتنا ، فكلنا اخوة من وطنيين و اسلاميين و قوميين و..... ـ
و اخيرا اتمنى ان يفهمني الجميع و ان لا يفسروا كلامي تفسيرا خاطئا ، و ان يقبلوا مني هذا الكلام كنصيحة و كفرد من الشعب الاردني يحب الخير لوطنه و يريد ان يستمر الحراك الشعبي حتى النجاح في مهمته بشكل سلمي لينقل الاردن الى واحة الحرية و العزة و الكرامة .ـ
Abdullah Allawama
Abdullah_allawama@hotmail.com
عبدالله اللواما
7/10/2011







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق