الجمعة، 23 مارس 2012

وقفة بين الحراك الشعبي و الاحزاب



وقفة بين الحراك الشعبي و الاحزاب ـ

مع تنامي الحديث عن انشاء حراكات و احزاب من قبل المنخرطين بالحراك الشعبي الاردني أو بالعمل السياسي سواء احزاب او مستقلين كان لابد من وقفة نستذكر فيها بعض الامور لعلها تكون موجهة لنا نحو الطريق الامثل الذي نحقق فيه رفعة بلدنا و نخلصه مما علق به من الفساد و الافساد .ـ
فليس من المطلوب الآن التسرع بإنشاء احزاب معارضة من شباب الحراك فهذه الاحزاب ستكون ضعيفة حتما و ستفقد الحراك قوته ، فهناك فرق بين الحراك و الحزب ، فالحراك بشكل عام له مطالب شعبية و اصلاحية و ليس مطلوبا منه ان يحدد التفاصيل الدقيقة للمطالب الوطنية و الخارجية لأن هذه مهمة المعارضة من احزاب و معارضين مستقلين و الذين هم جزء من الحراك .ـ
و الحزب السياسي هو تنظيم سياسي يسعى إلى بلوغ السلطة السياسية أو المشاركة فيها و عادة ( و ليس شرطا )يكون له ايديولوجيا و رؤية موحدة .ـ
ان قوة الحراك الشعبي تكمن في انه ليس تنظيما يسعى للسلطة لذلك فهو يمثل شرعية وطنية مقبولة لجميع ابناء الوطن ، و اي انتقال من الحراك الى حزب جديد فإن هذا يعني ان هذا الشخص او هؤلاء الاشخاص يسعون الى السلطة بشكل سابق لأوانه و ليس الى تحقيق المطالب الاصلاحية ، فتحقيقها لن يأتي الا بالحراك و لا يمكن ان تتحقق من خلال الاحزاب المنشأة حديثا و التي تحتاج الى وقت حتى تبني نفسها كقوة لها وزن في الشارع .ـ
و الاحزاب الموجودة حاليا على الساحة الاردنية تعاني من أزمة كبيرة في العمل فكيف عندما يضاف لها أحزاب اخرى ؟ والواقع ان الاشهر الماضية قد شهدت تقدم الكثيرين لـتأسيس احزاب مختلفة و لا ارى في هذا التشتت إلا فائدة كبيرة للفاسدين الذين يريدون تفريق الشعب الى احزاب و اتجاهات مختلفة و كتل بشرية متصارعة حتى يخلو الجو العام لهم و يبقى الوطن مزرعة لهم و لأبنائهم .ـ
و المطلوب من شباب الحراك التنبه لهذا الامر و عدم الدخول في وحل المغامرات الحزبية في مرحلة سابقة لأوانها لأن التاريخ و المنطق يقولان ان الاحزاب لا تتشكل الا بعد ان يحقق الحراك مطلبه و هو الاصلاح و هذا ما حدث في دول عديدة قامت فيها اصلاحات و ثورات .ـ
و كفكرة خاصة ـ و التي لم اجد من يوافقها أو حتى يؤمن بها ـ فإن انشاء حزب واحد يجمع الحراكيين و الوطنيين الذين يسعون للاصلاح سيكون مؤثرا و جالبا للطبقة الصامته التي تخاف من الاشتراك بالحراك لأسباب أمنية او قانونية ، فالحزب الجامع الذي يمكن ان يكون مؤقتا و مهمته قيادة الاصلاح و تحقيقه ربما يكون ملبيا لرغبة البعض من العمل المنظم و القانوني الذي يتيح للجميع العمل دون خوف . فربما هذا يتناسب مع الحالة الاردنية التي يخشى فيها الناس من الحكومة و تشكل لهم الاجهزة الامنية مصدر رعب ، أقول ربما و ليس أكيدا .ـ
كما انه ليس من مصلحة الحراك الشعبي ان يتشكل بداخله او بجانبه حراكات بمسميات ايديولوجية او دينية او ذات اتجاه واحد ، و ليس من مصلحة اي حراك ان يسمي نفسه بالاسلامي او بالقومي او باليساري لأن الحراك الشعبي لا يقسم الا مناطقيا أو شبابيا من اتجاهات مختلفة أو مطلبيا طارئا و أي تقسيمات اخرى ستكون مضرة بهذا الحراك الجزئي و ايضا بالحراك الكلي الذي هو الحراك الشعبي الاردني الذي يجب ان يكون مظلة لجميع الحراكات و ان تعلن جميع الحراكات انضوائها تحته حتى يكون الهدف واحدا .ـ
و المطلوب الآن تقوية الحراك و زيادة الزخم له و ليس تقسيمه و تفتيته الى حراكات بمسميات تحمل طابعا ايديولوجيا ( عقيدة سياسية او فكرية ) أو الى احزاب متفرقة ستكون لقمة سائغة للفاسدين الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف .ـ
الحراك الشعبي الاردني هو ملجأ للجميع و مطالبه واضحة و هدفه الاصلاح و لا خيار غير الاصلاح و له طريق واحد و هو طريق الوطن .ـ
ـ
عبدالله اللواما
3/3/2012
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق