الجمعة، 23 مارس 2012

حقائق حول الوضع في المنطقة



حقائق حول الوضع في المنطقة

مع دخولنا مرحلة مخاض حقيقي لمنطقة قابلة للالتهاب ان لم تكن ملتهبة من الاصل يجدر بنا معرفة و ادراك حقائق واضحة وضوح الشمس لكننا او بعضنا يحاول تجاهلها لأسباب عديدة ، و لم يعد الوقت الان يسمح باغماض العيون او دفن الرأس بالرمال لأن الموجة قادمة و لا ترحم احدا و لابد من التعامل معها شئنا أم ابينا ، فهذه سنة الكون في التغيير الذي ينبغي بنا استقباله و التحكم به و ليس تجاهله و النظر له من بعيد و كأن الامر لا يعنينا .ـ
و هذه مجموعة من الحقائق التي اعتقد انها صحيحة و يجب ان نضعها نصب اعيننا عند اتخاذ اي قرار :ـ
1. ان الاحداث التي تدور في وطننا العربي من ربيع عربي و ثورات و حراكات و الاعمال التي تقوم بها الانظمة و الحكومات العربية غير بعيده عن ايدي و اعين الدول الاجنبية الكبرى و ان هذه الدول الاجنبية ( اوروبا ، اميركا ، اسرائيل ، روسيا ، ايران ، تركيا ) لها نفوذ كبير على البلاد العربية الذي جاء نتيجة عشرات السنوات التي قضيناها مع انظمة مخترقة من الخارج .ـ
2. ان هناك مؤشرات حقيقية على ان الغرب رفع يده عن الانظمة العربية او على الاقل تركها لوحدها و لم يعد يتبناها بشكل كامل .ـ
3. ان الانظمة العربية ترفض الاصلاح او التخلي عن الحكم و تقاتل من اجل ذلك بشكل ملفت للنظر بحيث اصبح لدينا شعورا بأن اعتقادنا السابق من ان الدول الاجنبية هي من كانت تحرمنا من الحرية و الديمقراطية غير صحيح و ان هذه الانظمة هي التي حرمتنا من الحرية طوال هذه السنوات من يدها و ليس من يد الاجنبي .ـ
4. ان الدول و الشعوب العربية منقسمة افقيا و عموديا و انها قابلة للاختراق في اي لحظة و هي مخترقة فعليا الان معنويا اكثر من اختراقها ماديا . ـ
5. ان هناك مجموعة عوامل تتحكم بمصير الاحداث بمنطقتنا : 1- الدول الاجنبية ( اوروبا ، اميركا ، اسرائيل ، روسيا ، ايران ، تركيا ) ، 2-الانظمة العربية و اعوانها ، 3- الشعوب العربية . و لا يجوز اهمال اي عامل منها بل يجب التعامل معها دفعة واحدة . ـ
6. ان الانظمة العربية تقدم نفسها على انها هي الوحيدة القادرة على ضبط الشعب و تحقيق مصالح الدول الاجنبية ، بينما تعجز الشعوب عن فرز سريع لقيادة قادرة على الحلول مكان الانظمة .ـ
7. ان الانظمة العربية تنفذ مخططا غريبا و غير مفهوم ، حيث تقوم بإثارة الشعب للثورة حيث بيع المقدرات و الاستحواذ على المال العام و اغراق البلاد بالديون و اذلال الشعب ، ثم تقوم بمنعه بكل الوسائل من قتل و تعذيب عن المطالبة بالحرية و الديمقراطية ، مما يرسم علامات استفهام كثيرة ؟؟ـ
8. ان الشعوب العربية قد وقعت بين فكي كماشة ، حيث وضعت بين خيارين اما الاستمرار مع الانظمة و تحمل الذل و الاتجاه نحو مستقبل مظلم و بلا موارد و بلا امكانيات للدولة مع توارث للحكم و تمركز المال بيد فئة قليلة ، أو الدخول في مجابهة الانظمة و بالتالي قيام ثورة و مواجهة غير متكافئة تسارع الدول الاجنبية للتدخل فيها او حتى تضطر الشعوب لطلب مساعدة الخارج قبل ان تداس بدبابات الانظمة القمعية . و حتى الاختيار الاول لم يعد بيد الشعوب حيث اصبحت تجبر على الثورة اجبارا .ـ
9. ان الانظمة تمسك بورقة الطائفية و تقسيمات الشعب حيث تقايض بها الشعب اما الصمت او الحرب الاهلية و الطائفية .ـ
10. ان الانظمة ترفض رفضا كاملا تسليم السلطة للشعب و تقوم بتعمد قتل المتظاهرين من اجل اثارة الشعب بشكل اكثر مما يوحي الى ان هناك اختراقا خارجيا يتحكم بقوى داخلية يحفزها على القتل او ان هذه القوى الداخلية تحمل حقدا اسودا على افراد الشعب .ـ
11. ان التدخل العربي في اي دولة لن يفضي الا الى مزيدا من سفك الدماء العربية بيد العرب و سيخلف ازمات و حروب اخرى لن تتوقف خصوصا في ظل الضعف العربي الواضح سياسيا و عسكريا فكل الجيوش العربية لا تستطيع حسم اي معركة فكيف ستنقذ شعبا كاملا . كما ان الدخل العربي سيثير حربا طاحنة في المنطقة و كمثال فإن تدخل العرب عسكريا في سوريا سيشعل حربا بين السنة المتمثلة بالسعودية و الاردن و الشعب السوري و ربما ايضا مصر مع الشيعة المتمثلة بالنظام السوري و حزب الله و ايران و الحكومة العراقية و ستكون المنطقة ملتهبة بكل معنى الكلمة . لهذا يجب تجنب الحل العربي العسكري نهائيا في ظل هذا الضعف ، و ربما يكون التدخل العربي طريقا لشرعنة التدخل الخارجي و بالتالي استخدام الدماء العربية لتحقيق مآرب الدول الاجنبية .ـ
12. ان التدخل الخارجي ستكون له نتائج وخيمة على الوطن العربي بالرغم ان بقاء الانظمة له نتائج وخيمة اكبر و اثقل على الشعوب . و مع ذلك فإنه لا يجوز اللجوء الى هذا الخيار الا اذا حدثت مجازر كبيرة لا يمكن ايقافها .ـ
13. ان الغرب يتعامل بلغة المصالح و بالتالي يجب على الشعوب الخروج من دائرة الخوف من التفاوض معه و يجب عليها ان ترسم لها طريقا وفق هذه المصالح المتبادلة لأن هذا واقع لا يمكن المكابرة عليه ، اذ ان الغرب لو اطلق يد الانظمة على شعوبها لقامت مذابح و لسالت دماء غزيرة . و لا يوجد مانع من اتفاق الشعوب العربية مع الغرب على اقامة علاقات ودية تتم وفق المصالح المتبادلة بينهما ، مع تطبيق الديمقراطية في البلدان العربية و تحرير الشعوب من الذل و الهوان ، و هذا ما حصل فعليا في تركيا حيث تخلصت من نظامها القديم البائد بهذا السلوك البراغماتي الذي يعتمد على الذكاء و الفطنة .ـ
14. ان حلف الناتو و الدول الغربية ليسوا جمعية خيرية تقدم خدماتها مجانا و ليسوا شركة تقدم خدماتها بالاجر بل هي صاحبة مصالح طويلة الاجل في المنطقة .ـ
15. ان روسيا و الصين لا يعتمد عليهما في شيء و مواقفهما تابعة للغرب في نهاية المطاف و انك تسمع منهم طحنا و لا ترى طحينا ، و بالتالي يجب عدم التعويل عليهم في شيء .ـ
16. ان الانظمة العربية لا تريد مصالحة شعوبها و تفضل الموت على التنازل للشعب عن شيء بسيط من السلطة مما يغلق الطريق امام اي مجال للتفاوض او الحوار ، و هذا ما يجعل هذه الانظمة تتحمل وزر الاحداث و مسؤولية الدماء و الجراح و الخسائر المادية .ـ
17. ان الذين يستنكرون الدعوات من قبل الشعوب للتدخل الخارجي يغضون الطرف عن تعاون الانظمة مع الغرب و اشتراكها في حروب مع حلف الناتو و حرب الخليج 1990 مثال على ذلك ، كما ينسون ايضا وجود قواعد غربية في العديد من الدول العربية و كذلك تعاون ايران مع اميركا في السيطرة على العراق و افغانستان ووجود قواعد اميركية في تركيا ، و غير ذلك من الامثلة .ـ
18. اننا قد نجد انفسنا امام موقف في غاية الصعوبة و هو ان النظام بدأ يقتل بالشعب الاعزل فهل سنمتنع عن طلب المساعدة الخارجية ام اننا سنسكت على القتل و سنذبح مثل الخراف حتى لا يقال عنا باننا خونة و مأجورون . ان التدخل الغربي هو الذي منع مبارك من اطلاق النار على شعبه رغم انه حاول ذلك . و هو الذي قلل من ضحايا الليبيين الذين كانوا على وشك الدخول في مذبحة تاريخية من المجنون القذافي . انا لا ابرر التدخل الغربي ابدا و لكنني اذكر حقائق حيث يرى الجميع الان ان الانظمة العربية تريد القتل للشعب لكن عليها قيود و لا تستطيع ذلك و هو ما يفتح ابوابا للتساؤلات الكثيرة ، ماذا يريد الغرب و الى متى سيستمر ذلك ؟؟ـ
19. ان الطريق السليم هو استغلال هذا الموقف من قبل الانظمة و تسليم السلطة للشعب ، فبما ان الغرب يطالب بتطبيق الديمقراطية لماذا لا يسارع النظام لذلك . و هل يعقل ان شخصا ينصحك بالذهاب للطبيب عند المرض و ترفض ذلك ؟؟ـ
20. ان موجة التغيير فرضت علينا فرضا و يجب علينا التفاعل معها ايجابيا و يجب استخدام كل الوسائل الممكنة السياسية و الاجتماعية و العسكرية .. الخ ، و كل الطرق الشرعية و استخدام البراغماتية و اتباع الاقل ضررا من اجل الخروج من هذه الازمة بأقل الخسائر و اعلى المكاسب ، و ان هذا الربيع العربي او التغيير القادم يفتح الافاق لتضع الامة نصب عينيها الوحدة و الصبر و التحمل و صناعة النصر و عدم اليأس و الابتعاد عن السلبية التي تقود الى الهزيمة و الاندحار . فبدل ان نبقى ننظر من بعيد و نلعن اميركا و اسرائيل و نلعن الظلام فلنوقد شمعة و لنتقدم خطوة و ليكن طريقنا الوحدة و التعاون للوصول الى اعادة امجاد الامة و ما ذلك على الله بعزيز .ـ
***************
Abdullah Allawama
عبدالله اللواما
19/11/2011





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق