السبت، 14 يوليو 2012

الحراك الاردني مشاكل و حلول و مكاسب


الحراك الاردني  مشاكل و حلول و مكاسب  ...

بدأ الحراك الشعبي الاردني  مسيرته  ( 19 شهر/ 554 يوم / 80 جمعة ) منذ  7/1/2011 في  بلدة ذيبان و انطلق بعدها بإسبوع  في عمان ثم امتد خلال اشهر الى مختلف المدن الاردنية ، و يعتبر الحراك الاردني حيا من ناحية الاستمرار و الديمومة الا انه ضعيف من ناحية العدد و التأثير الفاعل على الساحة السياسية .ـ
و يمكن حصر اسباب الضعف و قلة العدد في الحراك الى ما يلي :ـ
  1. قلة عدد سكان الاردن  ( 6.3 مليون )مقارنة مع الدول الاخرى التي جرت فيها حركات شعبية مثل  تونس ( 10 مليون ) و مصر( 85 مليون ) و سوريا ( 23 مليون )  و اليمن ( 24 مليون ) و المغرب ( 32 مليون ) .ـ
  2. اختلاف النظام الاردني عن بقية الانظمة العربية في مستوى  الحرية  التي يمتلكها المواطن .ـ
  3. تخوف الكثير من المواطنين من القمع الذي قد يواجه الحراك .ـ
  4. تخوف المواطنين من الهتافات عالية السقف التي يطلقها بعض شباب الحراك .ـ
  5. عدم وضوح الرؤية لدى المواطن و لدى الحراك بالنسبة لما ستؤول إليه الاوضاع بعد الخروج بأعداد كبيرة .ـ
  6. طبيعة تركيبة السكان في الاردن التي تتكون من اردنيين و فلسطينيين و التخوف من لجوء النظام لهذه الورقة  و هي ورقة مكونات الشعب الاردني .ـ
  7. عدم الاتفاق على مطالب موحدة يجمع عليها معظم التيارات السياسية و الحراكات و احزاب المعارضة .ـ
  8. عدم وجود قيادة فاعلة للحراك او للمعارضة تكون مسموعة الكلمة من الجميع .ـ
  9. اعتماد الحراك  على الاحزاب في بعض المناطق و لو بشكل جزئي .ـ
  10. عدم توحيد الشعارات و اليافطات و الاعلام التي تكون حزبية احيانا .ـ
  11. حالة الركود السياسي و العزوف عن المشاركة من قطاعات كثيرة في المجتمع و من معظم ابناء الشعب نتيجة اليأس من التغيير .ـ

ملاحظات الحراكات الشعبية في الدول العربية  :ـ
  1. لو تتبعنا الثورات العربية لوجدنا ان اول ثورتين التونسية و المصرية  انتهت فيهما المهمة الصعبة خلال شهر او اقل من شهر بينما الثورات التي تلتها  امتدت لأشهر طويلة مثل  ليبيا   او انها لم تنتهي بشكل حاسم مثل اليمن او انها لم تنجح حتى الان مثل سوريا .ـ
  2. ليس شرطا ان تنتهي الثورة او ينتهي الحراك  بالنجاح  فالبحرين لم ينجح الحراك فيها و الجزائر و العراق و السعودية و بعض الدول الاخرى لم ينجح الحراك بتأسيس نفسه او الخروج أكثر من مرة واحدة .ـ
  3. النجاح في الجمهوريات ( تونس ، مصر ، اليمن ، ليبيا )  فرصته اقوى من الملكيات ( المغرب ، البحرين ، الاردن ، السعودية ).ـ
  4. في الملكيات يوجد اصلاح و ليس اسقاط للنظام .ـ
  5. في المغرب نجح الحراك بشكل جزئي و لكنه يعتبر تقدم كبير بالنسبة لطبيعة النظام الملكي المغربي و مدى الغطرسة التي كان يمارسها و أيضا  بالنسبة للمعاناة التي واجهها الشعب المغربي  ، و ما كان للحراك ان ينجح لولا انه وحد مطالبه بشعار الملكية الدستورية .ـ
  6. العدد الكبير ليس شرطا في النجاح ففي اليمن خرج الملايين و اعتصموا طويلا دون نجاح حاسم .ـ
  7. الاعتصامات المفتوحة ليست دائما حاسمة فاليمنيون اعتصموا في الميادين لأشهر دون تحقيق سريع للمطالب .ـ
  8. التدخل الخارجي كان له اثر كبير في حسم الامور حيث لم يغادر زعيم و لم ينتهي نظام الا بتدخل من الخارج أو برفع الغطاء عنه .ـ
  9. في جميع الدول التي قامت فيها حركات شعبية لم ينجح الحراك الا بتوافق معظم التيارات على اهداف و مطالب واحدة .ـ
  10. في الدول التي كان فيها السقف عاليا كانت الخسائر كبيرة و كانت التكاليف و الحاجة الى التدخل الخارجي أكبر .ـ

و هذه بعض النقاط التي قد تحقق زيادة المشاركة الشعبية في الحراك الاردني :ـ
  1. تحديد السقف الاعلى من المطالب ، و هذه النقطة مهمة جدا و بدونها لن يزيد العدد و لن يشارك الناس في الحراك حسب رأيي .ـ
  2. طمأنة الناس بأن الحراك لن ينادي باسقاط النظام و ان شعاره هو اصلاح النظام و لن يغيره مهما  كان الامر .ـ
  3. عدم مهاجمة رأس النظام  و الاكتفاء بمطالبته بالاصلاح و رفع شعارات تحثه على تلبية رغبة الشعب بالحرية و الديمقراطية ، فهذه تأثيرها اقوى و اعمق و ترسل رسالة واضحة و مقبولة من الجميع .ـ
  4. التوحد على مطالب تجمع عليها جميع التيارات السياسية التي ترغب بالاصلاح .ـ
  5. رفع شعار الملكية الدستورية   ( تعديل مواد الدستور 34 و 35 و 36  و حكومة برلمانية و  قانون انتخاب عادل و انتخابات نزيهة و رفع القبضة الامنية عن الحياة السياسية و الاجتماعية و العلمية )  فهي جامعة  لكل  مطالب الحراك و المعارضة المتوافق عليها .ـ
  6. وضع أجوبة منطقية و قابلة للتطبيق للاسئلة التي تواجه الحراك او تواجه التغيير و منها مسألة المواطنة و مسألة المشاركة السياسية للفلسطينيين و موضوع هيمنة الاخوان على الساحة السياسة فيما لو اجريت انتخابات شفافة و موضوع المعاهدات مع الدول الاخرى و منها اسرائيل و علاقة الاردن مع دول العالم و مسألة الحريات و مدى الالتزام بها بعد التغيير .ـ
  7. إلتزام الاحزاب و شبابها بالمشاركة الدائمة في الحراك و حثهم على جعل الوطن عندهم اهم من الحزب الذي ينتمون له .ـ
  8. الالتزام بالسلمية الدائمة للحراك و رفع شعار " سلمية سلمية  " بشكل مستمر و خصوصا عند وقوع مواجهات و هي التي يجب الابتعاد عنها بكل الطرق الممكنة .ـ
  9. الالتزام بالقانون و عدم احداث مشاكل و هذا الامر يلتزم به الحراك و لكن يجب التشدد بالالتزام به .ـ
  10. عدم اقامة اعتصامات مفتوحة و تحديد ساعات محددة للفعاليات ، فالاعتصامات المفتوحة تؤدي الى ابتعاد الناس عن الحراك و تؤدي الى مواجهات و هو الامر الذي يقود لمواجهة الأمن مما يقلل من اعداد المتظاهرين و يسبب مشاكل مثل الاعتقالات التي تستنزف طاقة الحراك و ايضا تسبب مشاكل امنية في البلاد .ـ

ان الوطن هو مسؤوليتنا جميعا ، و يجب ان نعطي الوطن الاولوية على المصالح الضيقة و المطالب الفئوية و لا يجوز لنا ان نطلق العنان لرغباتنا الشخصية .  كما و يجب علينا ان نضبط مشاعرنا و غضبنا الذي هو ناتج عن حبنا للوطن و ان نسير بخطوات موزونة و هادئة و بدون تسرع او استعجال . و ان تطبيقنا للنقاط السابقة قد يحتاج منا لعدة  اسابيع  حتى يثق الناس بالحراك و يتجاوبوا معه  و ان اعتقاد البعض ان الشعارات و السقوف المرتفعة هي التي تحقق المطالب هو اعتقاد خاطيء و هو الذي ادى بالحراك الى البقاء في المربع الاول .ـ

و الحراك الشعبي الاردني حقق الكثير من المكاسب على مدى 19 شهرا  منها :ـ
  1. كشف قضايا فساد و كشف عن فاسدين باعوا الوطن و ثروات الوطن  .ـ
  2. أوقف عمليات البيع لثروات البلاد .ـ
  3. كشف الحراك مدى الترهل في الدولة و مدى ضعف الحكومات المتعاقبة و خطورة القبضة الامنية  .ـ
  4. وضع الحراك يده على الجرح و حدد العيوب التي قادت البلاد الى هذا الوضع .ـ
  5. نبه الشعب الاردني الى الاخطار التي تحيق به .ـ
  6. أخر و منع رفع الاسعار بشكل كبير .ـ
  7. تم تداول  اربع حكومات على عهد الحراك ازاح ثلاثة منها بعد ان كشف ضعفها  و الرابعة على الطريق .ـ
  8. نمى الحراك الروح الوطنية لدى الشباب الاردني .ـ
  9. قام الحراك بتوعية المواطنين و تنبيههم الى حقوقهم المهضومة .ـ
  10. استطاع الحراك ان يجعل المواطن الاردني قادرا على انتقاد الحكومة و انتقاد النظام و كسر معظم او كل الخطوط الحمراء التي كانت تقف امام المواطن الاردني .ـ
  11. رفع الحراك  مستوى  المشاركة السياسية للمواطن الاردني .ـ
ـ
ـ
عبدالله اللواما
15/7/2012
ـ
ـ
  

رسالة الى المعارضين و احزاب المعارضة الاردنية



رسالة الى المعارضين و احزاب المعارضة الاردنية

بداية أحييكم على كل جهودكم التي بذلتموها طيلة الاشهر و السنوات الماضية في مسيرتكم السياسية و في كل خطوة خطيتموها من اجل الوطن و من اجل مصلحة الشعب ، و في وقوفكم مع الحراك الشعبي و تحملكم لكل انواع الاذى من اجل ايصال صوت المواطن فبارك الله فيكم و جزاكم كل خير .ـ
و اننا اليوم اذ نقف على منعطف حاد في طريق الاصلاح حيث الانتخابات النيابية على الابواب فإن المعارضة الاردنية اصبحت على المحك ، و ان الشعب ينتظر من المعارضة الكثير و ان على المعارضة ان تكون ممثلة لهذا الشعب العظيم الذي يواجه اكبر عملية كتم لصوته عبر وسائل متعددة ، وواجب المعارضة هنا ان تكون بقدر المسؤولية و بحجم الحدث ، فلا يجوز التخلي عن المبادىء و لا يحق للمعارضة ان تخدع الشعب في الوقت الذي تتكلم باسمه ، فإن فعلت ذلك و خدعت الشعب فهي جريمة لا تقل عن جريمة تزوير الانتخابات بل انها تزيد عليها اضعافا لإنها هنا تأتي ممن يرجى منه ان يكون منحازا للشعب و الوطن ، و لا تظنوا ان الشعب خاذلكم بل ان الشعب الاردني العظيم ينظر لكم بكل تقدير و احترام ويعلق آماله عليكم فأنتم دليل كل مواطن غيور و انتم تشكلون طموح كل شاب و فتاة و كل طفل ينظر الى الوطن فأنتم النافذة التي يرون الوطن منها دون ان تشعروا بذلك او تحسوا به ، و الاجيال تعلق الآمال عليكم فكونوا على قدر المسؤولية وسجلوا مواقفكم التاريخية بحروف من الذهب ، و لا تخذلوا الشعب و الوطن .ـ
ان المطالبة بقانون انتخاب عادل هو حق لا احد يلومكم عليه بل هو واجب على الجميع ان يطالب بهذا الحق ، لكن الخطأ يكون عندما يتجه البعض الى المشاركة بالانتخابات ، فحتى لو ان قانون الانتخاب كان يحقق كل رغبات الشعب فإن هذا لن يقدم شيئا لمصلحة البلاد في ظل مجلس نواب مقيد و صلاحيات محدودة ، و لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فإن الواجب يحتم ان لا ننخدع كما حدث سابقا و خصوصا في انتخابات 1989 حيث نتج مجلس نواب قوي لكن سرعان ما تم القضاء عليه لأن الدستور لا يكفل للمجلس الاستمرار او القدرة على مواجهة التحديات الوطنية الكبيرة و يمكن حله في اي لحظة ، و لأن الدستور الاردني يجعل لمجلس الاعيان الذي يأتي أعضاؤه بالتعيين من النظام سلطة أعلى من سلطة النواب و ايضا يعطي الحكومة المعينة امتيازات تجعلها تتغول على السلطة التشريعية ممثلة بالنواب فيكون مجلس النواب هزيلا منزوع الدسم لا يقوى على شيء . فهل هذا ما تريدون ايها المعارضون ؟ ألسم انتم من نادى طيلة الاشهر الماضية بالاصلاح الحقيقي الذي يعيد السلطات للشعب ؟ هل ترضون بالمشاركة في انتخابات ستنتج مجلس نواب هزيل حتى لوكان قانون الانتخاب كما تريدون ؟ـ
ان الحرية لا تعطى على جرعات و ان الحرية لا تجزأ ، و ان المكتوب يمكن معرفته من عنوانه ، فواضح من اجراءات النظام انه لا يريد اعادة السلطة للشعب وهو يستكثر عليه قانون انتخاب عصري في مجلس هزيل فكيف تريدون ان يسلمكم السلطة او جزء بسيط من السلطة ؟. لا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، و لا تكونوا كالجمل الذي يحرث الارض و يخرب الحرث ، و لا تكونوا كمن صام ثم افطر على بصله .ـ
و المطلوب مقاطعة اي انتخابات قبل الحصول على تعديلات دستورية تطال المواد 34 و 35 و 36 من الدستور الاردني مع ضمانات باجراء انتخابات نزيهة وبدون اي تزوير بعد اقرار قانون انتخابات عادل يضمن مشاركة الجميع و ينتج مجلس نواب بيده الصلاحيات التي تجعله قادرا على انتاج حكومة برلمانية فلعلها تستطيع الانتصار للوطن و حمايته واسترداد ما نهب منه .ـ
و ان مستقبل الوطن يتوقف على مواقفكم التي تتخذونها الآن . و ان الوطن يئن تحت الفساد ، فلا تقولوا كما قلتم سابقا سنشارك من اجل الوطن فكانت مشاركتم ليست الا شهادة زور على بيع الوطن ، و كانت مشاركتم انقاذا للفاسدين و تجميلا لوجوههم ، و قد تعلمنا منها دروسا كثيرة . أما اليوم فلا عذر لأحد بعد ان اتضح امام الشعب كل شيء و اصبح الجميع أمام مسؤولياته ، و ان مصلحة الوطن الآن هي في المقاطعة . و ان لم تستطع المعارضة ان تقاطع فقط مجرد مقاطعة فأي معارضة هذه ؟ و ان لم تستطع فعل ذلك فليس امامها الا الاعتذار من الشعب و ان ارادت ايضا الاعتذار من النظام و الانسحاب من المشهد السياسي حتى لا تكون شاهد زور و حتى لا تكون شريكة في ذبح الوطن و سيسجل لها التاريخ ذلك .ـ
الشعب يريد منكم ان تكونوا على مستوى الحدث و بقدر المسؤولية ، فهل انتم كذلك ايها المعارضون ؟ 
ـ
عبدالله اللواما
3/7/2012
ـ


احصائيات سكانية و انتخابية في الاردن و فلسطين











شكرا اميركا .. و لكن .. ـ


شكرا اميركا .. و لكن .. ـ

لا تهمني الاتهامات و لا انصاع لأوامر أولئك الذين يدعون الوطنية و يرتمون في احضان الغرب و يقتلون شعوبهم ، و اقدر شعور كل وطني غيور على البلاد العربية و الاسلامية و اؤكد له انني معه قلبا و قالبا و انني  متساويا معه في الشعور الوطني و القومي و الاسلامي   و ان عندي من الانتماء ما يكفي لأن أقاوم من اجل وطني و أمتي حتى الموت ... و مع هذا اقول شكرا  لأميركا و لكن .ـ
لم يعد العالم دول متفرقة تحكمها انظمة بانفراد بل اصبح العالم الان ما يشبه الدولة الكبيرة و باتت الشعوب متصلة مع بعضها اتصالا لم يتوفر في اي وقت مضى من التاريخ و اصبح واجبا على الدول  الكبيرة و الاكثر حضارة  ان تمسك بأيدي الدول  الاقل حضارة و تقودها الى ما ينفع شعوبها و يجنبها الكوارث و الحروب و يجنبها السقوط في الهاوية . لا استطيع ان اسرد كل الامثلة على ذلك لانها كثيرة و تحتاج الى كتب و لكن الامثلة امامنا شاهدة فالغرب الذي انقذ تركيا من براثن العسكريين و القوميين الاتراك الذين حولوا تركيا  الى مزعة لهم  و دمروا اقتصادها و اصبح الشعب التركي عبيدا عند قادتهم ، هذا الغرب يجب ان يشكر على ذلك تماما مثلما يشكر احرار تركيا الذين تحركوا لانقاذ بلادهم و لم يتركوها  لمجموعة من اللصوص و الفاسدين و ما كان ذلك ليحدث لولا تفهم احرار تركيا للواقع و انسجامهم مع مبادىء الديمقراطية و الحرية .ـ
ان وقوف اميركا مع الشعوب العربية في الربيع العربي ليس هو الوقوف الاول معها و ان كان جزئيا و ليس كليا و مطلوب من اميركا موقف اكثر تشددا و انحيازا اكبر للديمقراطية و ليس الكلام وحده يكفي ، نعم ليس هو الوقوف الاول بل ان اميركا وقفت مع العرب عام 1956 و حمت البلاد العربية من استعمار جديد من اوروبا و اسرائيل و ان إلتزام اميركا بتوازن القوى في الشرق الاوسط هو امر تشكر عليه  فهي تستخدم القاعدة الت تقول لا يموت الذئب ( اسرائيل ) و لا يفنى القطيع ( العرب ) ، و الذي ارجحه انه لو امتلك احد القادة العرب نصف ما تمتلكه الولايات المتحدة من الاسلحة المتطورة  فلن يتردد هذا القائد العربي عن غزو العالم و تدمير الدول و لن تذرف عيونه الدمع و هو يلقي بالقنبلة النووية على رؤوس المعارضة داخل بلاده . و نحن لا ننسى ابدا انحياز اميركا لاسرائيل لكن هذا الانحياز له ما يفسره حيث اللوبي الصهيوني داخل اميركا و حيث قوة اليهود في العالم مقابل تفرق العرب و عدم اخلاصهم لقضيتهم العادلة . و لا ننسى ايضا ملايين القتلى و الايتام التي خلفتها حروب اميركا على العراق و افغانستان و حروبها في مختلف مناطق العالم مثل  اليابان و فيتنام و اميركا الجنوبية و ان الولايات المتحدة  مسؤولة عن هذه الحروب و عن جميع الضحايا الذين سقطوا ، دون ان ننسى ايضا ان ابناء هذه الامة هم من شارك اميركا في  حربها  علينا بل هم من قادوها الى بلادنا و ان ما قتله الايرانيون و اتباعهم من ابناء العراق و افغانستان ربما يفوق عشرات المرات ما قتله الاميركان انفسهم و ان سماح العرب للقوات الاميركية بالانطلاق من بلادهم يحمل العرب المسؤولية ايضا و ان سكوت الشعوب العربية على ذلك هو ايضا اسهام في هذه الحروب التي لم يعرف حتى الان ماذا جنت الولايات المتحدة منها و ماذا استفادت غير انها دمرت البلاد و تركتها للاخرين .ـ
ان البعض يشبه اميركا بالثور الذي من الممكن قيادته نحو اي اتجاه ، و هناك من يصف اميركا بأنها ليست الا خادمة لاسرائيل او انها تابعة لبريطانيا ، لكن اعتقد ان اميركا كدولة عظمى لها سياسات واضحة تتعلق بمصالحها و قد جاء اوباما و ألقى خطابه التاريخي في القاهرة و طلب من العرب بشكل علني ان يتعاملوا مع اميركا وفقا  للمصالح المشتركة ، و جاء رد الانظمة العربية بشكل يوحي انه عدم انسياق لاميركا  لكن في الواقع كان هناك استجابة لرغبات اميركا التي لا تتعارض مع مصلحة الانظمة و عدم استجابة مع رغبات اميركا التي من الممكن ان تنعش الشعوب و تحقق لها الحرية و الديمقراطية  .ـ
و الولايات المتحدة و هي دولة ناتجة من كل شعوب الارض و هي متعددة الأعراق و الديانات و الاتجاهات الفكرية  استطاعت بناء حضارة مادية فائقة و غير مسبوقة و هي قدمت للبشرية مختلف انواع الصناعات و اثرت العالم بالكثير من التقنيات و التقدم العلمي الذي يفوق الخيال ، هذا الوجه الايجابي يجب ان لا نغفله عند ذكرنا للولايات المتحدة التي تشن حروبها على الدول و الشعوب الاخرى ، فهي تملك وجهان ايجابي و سلبي و علينا استغلال الايجابي منه لمصلحتنا و محاولة تجنب السلبي بما يحفظ الشعوب العربية و بما لا يجعلها تقدم تنازلات كبيرة مقابل ذلك .ـ

و ان قيم الديمقراطية و الحرية التي تدعو لها اميركا يجب استغلالها من الشعوب العربية بحيث تطبقها للخلاص من الانظمة القمعية الدكتاتورية و ليس ان تواجهها بحجة انها قادمة من الخارج او انها تاتي من اميركا لأن عدم تطبيقها او عدم الاخذ بها سيعني البقاء في العبودية و الذل للانظمة المترهلة و للطبقة الاورستقراطية  الفاسدة التي تمتلك الثروات ولها نفوذ مطلق في الحكم .ـ
اعتقد ان الذي منع و يمنع  الانظمة العربية من التغول على شعوبها و من ارتكاب مجازر جماعية بهم هو خوفها من اميركا و بعض الدول الاخرى والمنظمات الدولية و الانسانية فهذه الانظمة لها حد معين في القمع و الابادة و ليست مطلقة اليد على شعوبها و هذا الامر يأتي ضمن تفاهمات طبيعية بين دول العالم المتقدم و الانظمة في العالم الثالث و هو ايضا نتاج لتضارب المصالح و علاقات الشعوب مع بعضها  و هذا ما سخره الله لبقاء البشرية و ديمومتها .ـ

و كم نحن بحاجة الى أحرار يتمسكون بحب وطنهم  و يعشقون ترابه و يموتون من اجله  و يخلصون للامة العربية و الاسلامية    لكنهم في نفس الوقت يفهمون الواقع جيدا و يعرفون اين تكمن مصلحة وطنهم و يدركون موازين القوى العالمية و يعملون بما هو ممكن و ليس بالخيال و بمحاربة طواحين الهواء .ـ
انا اعرف ان البعض سيتفاجأ من مقالتي هذه و ربما يعدها البعض انها  رضوخ للغرب و ارتماء في احضانه و تخل عن الامة لكنني ارجو من الذين سيهاجمونني  و هم صنفان  صنف لا يريد التغيير و مستفيد من هذا الوضع و لا  تهمه مصلحة الامة و غير آبه بضياع الوطن و هو في الواقع تابع للغرب  أو للشرق و يعتاش من تبعيته هذه و يدعي الانتماء و يصف غيره بالخيانة  فهذا الصنف لا يهمني ابدا و لا اسمع له ، اما الصنف الآخر فهو الذي اعتاد على روح المقاومة و روح الإباء و التضحية من اجل المباديء و عدم الرضوخ للاجنبي مهما كانت الاسباب و الامل بشمس الحرية التي ستشرق من داخل الارض العربية لا من واشنطن و لا من اي مكان في العالم  هذا الصنف ارجو منه ان يعذرني على هذه المقالة و ارجو ان يتفهم موقفي ، فأنا ارى وطني يضيع و ارى امتي تائهة و ارى ان الاعداء كثير  و ان المتخاذلين موجودون في كل مكان  و ان الاحرار قليل و ان الاحرار منقسمين و مقسمين و لا يوجد لهم رأي واحد و ان الامة العربية غير قادرة على الوقوف على قدميها دون مساعدة غيرها فهذه الامة اعداؤها من داخلها و احرارها قليل و متخاذلوها كثير و شعوبها ان تحركوا فهم يتحركون فجأة  ولوقت قصير ثم يتحولون الى طبقة صامتة  لا تستجيب لما حولها و لا تؤثر بها وخزات الابر و لا تثيرها الاهانات و الوطن عندها ليس اكثر من مكان للسكن و المعيشة و قضايا الامة عندهم ليس اكثر من ترهات و اكاذيب و خيال .ـ
ان الذي يمرض ابنه يذهب به الى الطبيب و يدخله في افضل المستشفيات و عندما يسمع ان علاجه لا يوجد الا في اميركا فسوف يبذل كل جهده من اجل علاجه في الولايات المتحدة  فكيف بمن يرى وطنه يئن من الجراح و يحتضر و يعرف ايضا ان القرار في واشنطن و ان الجلادين لم يكن لهم ان يفعلوا ما فعلوا بالوطن الا لأنهم حازوا رضا اميركا بواسطة الشرعية التي  يدعون انهم يملكونها من شعوبهم . و ماذا تفعل اميركا لشعوب تصفق لمن يهينها و لمن سرقها و نهبها  و اميركا  في النهاية لا يهمها الا مصلحتها او ما يتوافق مع مصلحتها  ، و انا لا ادعوا الى التسابق مع المتخاذلين لنيل الرضى من اميركا بل ادعوا الى التعامل مع اميركا وفقا لمصالح الامة ووفقا لمصلحة الوطن دون مكابرة  و دون تنازلات كبيرة  . و لا يحق لطرف من الشعب ان يذهب وحده ليتفاهم مع اميركا بل يجب ان يكون هناك تفاهمات داخلية توحد مطالب الشعب و ان تكون رسالة الشعب واضحة لاميركا و هي ان نيل الحرية و الديمقراطية لن يكون مضرا بالمصالح الاميركية  خصوصا الاقتصادية و السياسية منها  ، هذا يتطلب تفهما من  المثقفين العرب و من السياسيين و الناشطين السياسيين على الارض و من ابناء المعارضة  و من مختلف مكونات الشعب فالأوطان هي مسؤولية باعناقهم و لا يمكن تضييعها بشعارات غير واقعية ستؤدي الى هلاك الامة  .ـ
ان الولايات المتحدة  ليست جمعية خيرية بل هي دولة لها مصالح  في المنطقة العربية و في مناطق العالم المختلفة  و هي دولة عظمى و هي الان تتربع على القمة و لا يمكن تجاوزها  و لا يمكن  ان يتم اي تغيير في البلدان العربية دون موافقتها ، هذه هي الحقيقة التي لن اخجل في ذكرها لأن المحب لوطنه و لأمته هو من يوضح الطريق امامها و يبين الحقائق و ليس من يغطي عليها و يستغفل شباب الامة و يتنطع بالكلمات الوردية و الثورية و الحماسية التي تلهب الصدور ثم تتحول الى دخان يشبه دخان الألعاب النارية التي يطلقها الاطفال ..فالكلمات الثورية و الحماسية لابد ان يرافقها الجد و الاخلاص و الاستمرار في الثورة و التضحية من اجل الوطن .ـ
و ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تضحي  بمصالحها من اجل عيون العرب او من اجل الثورات و الحراكات للشعوب العربية لهذا فإن تبادل المصالح هو الذي يفرض نفسه على الواقع و على الاحداث  و ليس مطلوبا من الشعوب العربية اكثر من المطالبة بالديمقراطية و الحرية و النهوض بالبلدان العربية و انقاذها من السقوط الحضاري و الاقتصادي الذي تسببت به الانظمة العربية التي تم تغييرها او التي مازالت حتى الان و هي مترهلة و غير قادرة على الحكم و ادارة البلدان العربية . ـ
اما ان يخرج علينا من يستبق الزمن و ينادي بتحرير فلسطين و القضاء على اميركا و اسرائيل  و تكوين دولة عربية واحدة  الان فهو لا يقرأ الواقع و ليس لديه خبره في مراحل نهوض الامم و لم  يقرأ التاريخ جيدا . ان المطلوب الان من الشعوب العربية هو التخلص من الفساد و سوء ادارة الدولة و الاتجاه الى مرحلة البناء المعنوي والمادي لتقوية ابناء الامة و تزويدهم بالعلم الكافي الذي يؤهلهم الى صناعة حضارة قادرة على مقارعة الاعداء . فنحن الان في مرحلة هزيمة ساحقة لأن الهزيمة ليست من اعدائنا فقط بل من ابناء جلدتنا و من يتربعون على المناصب و يمثلون القيادات .ـ
و الذي يدفع بأبناء الامة ان ينظروا  الى الخارج أو الى اميركا هم أبناء جلدتهم  الظالمين الذين استحوذوا على القرار و على ثروات البلدان العربية و احتموا باميركا و روسيا و اسرائيل و هم لا يتوانون عن سجن و قتل و تدمير كل من خالفهم من المختلفين معهم في الرأي ، و هم  مستعدون لتدمير البلاد و العباد في سبيل عدم ترك السلطة او عدم ترك المكتسبات المادية و المعنوية التي سلبوها من ايدي الشعوب و من ايدي الكادحين من ابناء الامة ، لهذا نقول لهم انتم من تدفعون بابناء الامة الى الرد عليكم بنفس الاسلوب الذي تتبعونه في ظلمكم و عدوانكم .ـ
 و لأن اميركا دولة لها ايجابياتها و لأنها قدمت بعض المواقف التي تدل على انها قابلة للاصطفاف مع الشعوب ضد الانظمة  الظالمة فإنني اقول شكرا لأميركا و لكن ليس قبل ان تصطف اصطفافا كاملا مع الشعوب و ضد الانظمة من اجل تحقيق مبادىء الديمقراطية و الحرية التي تجعل شعوب الارض تعيش وفق منظومة الانسانية في عالم مليء بالسلام و الاستقرار و حياة تحفظ سلامة الشعوب و تصون كرامتها .ـ
ـ
عبدالله اللواما
10/7/2012
ـ
ـ
  

حصاد الحراك الشعبي الاردني 2011


حصاد الحراك الشعبي الاردني 2011


ـ حصاد الحراك الشعبي الاردني 2011 ـ 
لم يكن الحراك الاردني رد فعل و لا بدعة و لا تقليد للآخرين بل جاء متزامنا مع الربيع العربي من باب التوقيت و ان تأثر به ، حيث ان الاردنيين سبقوا اشقاءهم العرب في التظاهرات و المطالبات الشعبية للحكومات بتغيير نهجها . و من حق كل اردني ان يفخر بالحراك الشعبي الذي رفع العلم الاردني عاليا ووقف في وجه الظلم و الفساد و اعطى الاردنيين متنفسا للحرية و التطلع لمستقبل زاهر باذن الله .ـ 
فعلى مدار 50 جمعة أو 50 اسبوعا استطاع الحراك ان يجعل المواطن الاردني قادرا على انتقاد الحكومة و انتقاد النظام و كسر معظم او كل الخطوط الحمراء التي كانت تقف امام المواطن الاردني . كما كشف الحراك مدى الفساد المستشري بالبلاد و كشف قضايا فساد كبيرة ما كانت لتكشف لولا ارتفاع صوت الشعب عن طريق الحراك . و اجبر النظام على تغيير حكومتين في اقل من عام واحد ليكون لعام 2011 ثلاث حكومات مختلفة في دليل على التخبط و عدم القدرة على ادارة الدولة بشكل صحيح ، و نبه الحراك الشعب الاردني ان الخلل يكمن في تدخل الاجهزة الامنية و المخابرات في العملية السياسية و استغلالهم لصلاحياتهم في الحصول على مكاسب اقتصادية و سياسية ، كما نبه الى ان الديوان الملكي تجاوز كل صلاحياته و اخذ يمارس دورا غير دستوري في حياة الاردنيين ، و اطاح برؤوس بعض الفاسدين و ابعدهم قليلا عن المشهد السياسي و استطاع ان يحافظ على عدم ارتفاع الاسعار للمواد الضرورية للبيت الاردني و عدم ارتفاع اسعار المحروقات التي تأتي اصلا للحكومة باسعار تفضيلية . كما استطاع الحراك ان يجبر النظام على تعديل الدستور ( و ان كان تعديلا محدودا لا يلبي الطموح ) على يد الذين كانوا يقولون ان الدستور خط احمر لا يمكن اجراء اي تعديل عليه ( رغم انه تم اجراء عشرات التعديلات عليه منذ عام 1952 ) ، كما استطاع الحراك ان ينبه المواطن الى ان الشعب هو مصدر السلطات و الى ان ما يحصل عليه من الحكومة و النظام انما هو حق له و ليس مكرمة من احد كما كان بعض الناس يعتقد . ان انجازات الحراك المعنوية اكثر بكثير من الانجازات المادية التي يمكن تقديرها و قياسها .ـ 
و يقدر الاردنيون لشباب ذيبان اطلاقهم للحراك بتاريخ 7/1/2011 كما يقدرون لهم اقامتهم احتفال بمناسبة مرور عام في ساحة النخيل يوم 6/1/2012 ، و بين هذين التاريخين مر الحراك بمراحل مختلفة فمن تظاهرات و مسيرات و اعتصامات للحراكات و اضرابات لمختلف المهن من مهندسين و اطباء و ممرضين و معلمين و .... اصبح عدد الفعاليات اكثر من اربع آلاف فعالية . و لم ينقطع الحراك الشعبي عن اقامة فعالياته طوال الاسابيع الخمسين تقريبا من عمر الحراك . و مرت اسابيع من التظاهرات و الفعاليات بعد انطلاق الحراك لتتوج باعتصام على دوار الداخلية يوم الخميس 24 اذار 2011 و هو اليوم الاخير في الدوام للاسبوع الذي فيه يوم الاثنين 21 اذار حيث ذكرى انتصار الاردنيين على الجيش الاسرائيلي في معركة الكرامة و قد نظمه شباب 24 اذار الذين اصبحوا رمزا للحراك فيما بعد و تم فض الاعتصام بالقوة من قبل البلطجية و قوات الامن يوم 25 اذار و استشهد به خيري جميل مع احتمال استشهاد شخص آخر تم ذكره بالصحافة دون معرفة اسمه و جرح اكثر من 150 من المتظاهرين . و بدأ الاستعداد ليوم 15 نيسان حيث برزت حركة 15 نيسان و تم تنظيم تظاهرات لم ترق للمستوى المطلوب منها و اتجه جزء من الحراك مع قوى شبابية اخرى لفعالية 15 ايار حيث ذكرى نكبة فلسطين للحشد على حدود فلسطين و تم الحشد الذي فض بالقوة و تم الاعتداء على المتظاهرين و على سياراتهم و نتج عنه اصابات بعضها بالغة . ثم اتجه الحراك و شباب 24 اذار بالتعاون مع قوى شبابية اخرى الى التحضير ليوم 15 تموز حيث اتجه آلاف المتظاهرين من المسجد الحسيني الى ساحة النخيل بعد تهديدات و تجهيزات امنية كثيفة لافشال الاعتصام الذي كان يعتقد انه سيستمر او يتجه الى اعتصام مفتوح الا ان قوات الامن و الدرك هاجمت المتظاهرين عند بوابة ساحة النخيل و هاجمت الصحفيين على مرأى من كاميرات التلفزة العالمية و تمكن عشرات من المتظاهرين من دخول الساحة حيث تم انهاء الاعتصام عند العصر حقنا للدماء . و بعد ذلك شعر الاردنيون في المدن و المناطق المختلفة بمدى خطورة انهاء الحراك حيث بدأوا بتكوين حراكات مناطقية و عشائرية و بدأ الحراك يمتد بشكل افقي في المدن و القرى و البوادي الاردنية . و قبل ذلك كان هناك مدن اردنية رفعت راية الحراك الاردني منذ البداية فبعد ذيبان ظهرت مدينة الطفيلة بحراك قوي كسر كل الخطوط الحمراء التي كانت موضوعة امام الناس و بدأ الحراك بمخاطبة رأس النظام ، و بقي حراك معان و الكرك و اربد محافظا على مسيرته بخطوات ثابتة ثم امتد الحراك الى معظم المدن و المناطق الاردنية ، و بدأ الحراك برفع سقفه تباعا و تفاعل مع محاولات احتوائه بالتعديلات الدستورية التي اعتبرها شكلية و لا تلبي الطموح كما انه لم يقتنع بتغيير حكومة البخيت و استبدالها بحكومة الخصاونة حيث رفع صوته عاليا بانه يريد استعادة الشعب لسلطاته و يريد حكومة منتخبة و بقي الحراك سائرا في الطريق الى ان احتفل بعامه الاول يوم 6/1/2012 و ارسل رسائله التي توضح انه لا تراجع الا بتلبية كامل طلباته و انه سيفتدي الاردن بكل ما يملك .ـ 
و تعرض الحراك للاعتداء عليه في اكثر من مكان حيث تم التعرض للحراك في وسط البلد في عمان و دوار الداخلية و ساحة النخيل و منطقة قميم و سلحوب و جرش المفرق و الطفيلة و الكرك و اربد بالاضافة الى تعرضه للتهديد و التخويف و الحملات الاعلامية الظالمة عليه .ـ 
و مر الحراك بأزمات و انقسامات الا انه بقي متماسكا قويا فالهدف واحد و المطالب متقاربة . لقد نتج عن الثورة السورية انسحاب جزء من اعضاء الاحزاب القومية و اليسارية المؤيدة للنظام السوري من الحراك مما شكل مدخلا للذين يريدون انهاء الحراك . فانسحب البعض و حاول البعض المشاركة بشكل منفصل عن الحراك الا ان الحراك اثبت انه اقوى من هذه العواصف حيث وقف مع الثورات العربية التي بقيت ملهمة له و اصبح هو امتدادا لها في ربيع عربي قلب موازين المنطقة العربية و ازاح بعض الطغاة في مشهد يشبه الروايات الاسطورية ليعود المجد للمواطن العربي بعد ان كان مهانا من قبل انظمة عربية فاسدة . و بقي الحراك الاردني يهتف للثورات العربية التونسية و المصرية و اليمنية و السورية و باقي الثورات و الحراكات العربية منذ انطلاقتها و توج ذلك بهتاف للشعب السوري و دعوة الاسد للرحيل يوم 6/1/2012 في ساحة النخيل حيث اجتمعت كل قوى الحراك .ـ 
أما المدن و المناطق الاردنية المشاركة في الحراك نرتبها من الشمال الى الجنوب : الرمثا ، اربد ، قميم ،المفرق،الزرقاء ، جرش ،عجلون ، كفرنجة ، السلط، عمان ، حي الطفايلة ، سحاب ، مادبا ، ذيبان ، الكرك ، الطفيلة ، بصيرا ، الشوبك ، معان ، العقبة . بالاضافة الى حراكات عشائرية مثل حراك بني حسن و بني صخر و الدعجة و الحجايا و العياصرة . و كانت هناك حركات سياسية : مثل حركة الملكية الدستورية و حركة دستور 1952 . و حركات شبابية مثل : حركة 24 اذار و حركة 15 نيسان و الحراك الشبابي الاردني و حركة ابناء العشائر الاردنية و حركة جايين . ـ 
تحديات تواجه الحراك الشعبي :ـ 
1. عدم وجود قيادة واحدة او عدم وجود واجهة اعلامية للحراك .ـ 
2. قلة الاعداد المشاركة نسبيا بالرغم من التأييد الكبير للحراك من الطبقة الصامتة .ـ 
3. محاولات الاحتواء و المماطلة من النظام و الحكومة .ـ 
4. التخويف و التهديد للمشاركين بالمسيرات من الاجهزة الامنية المختلفة .ـ 
5. استخدام البلطجية و اثارة الناس على الحراك من قبل الفاسدين و اصحاب المصالح و المتنفذين .ـ 
6. محاولة اللعب بالوحدة الوطنية كورقة من قبل المناوئين للحراك .ـ 
7. عدم وضوح الرؤية من الطبقة السياسية الفاعلة في الحراك و عدم حسمهم للقضايا الشائكة التي تواجة الاصلاح في الاردن مثل مسائل الجنسية و فك الارتباط و طبيعة النظام بعد الاصلاح .ـ 
8. الصمت الذي يخيم على الطبقة السياسية في المعارضة الاردنية بحيث لا يعرف الشباب ما هي الخطوة القادمة نتيجة عدم وضوح رؤية السياسيين للاصلاح في الاردن .ـ 
9. عدم التوافق على التسميات مثل تسمية المجموعات و تسمية ايام الجمع حيث بدا ذلك واضحا في الاسابيع الاخيرة . والتسميات مهمة من الناحية الاعلامية و الدعائية و المعنوية .ـ 
10. استخدام فزاعة الاخوان المسلمين و استغلال ذلك من المناوئين لهم .ـ 
11. محاولة المناوئين للحراك تقسيم ابناء الحراك و تحريض بعضهم على بعض لتقويض الحراك و انهائه .ـ 
12. عدم وجود ثقة كاملة بين ابناء الاحزاب و الاتجاهات الفكرية المختلفة داخل الحراك نتيجة لعدم فتح حوار صريح بينهم .ـ 
13. عدم التركيز الكامل على المطالب الوطنية لبعض الحراكات التي تطالب بمطالب خاصة بمناطقها .ـ 
اقتراحات و حلول للمستقبل :ـ 
1. انشاء مجلس مؤقت منتخب من كل الحراكات .ـ 
2. تحديد متحدثين اعلاميين عن كل حراك و تحديد متحدث واحد او اثنين عن كل الحراكات .ـ 
3. توحيد المطالب و توحيد التسميات و توحيد الشعارات .ـ 
4. التركيز على المطالب الوطنية الجامعة التي تلبي طموح الشعب الاردني بمختلف اطيافه .ـ 
5. رفع مطالب محددة بعدد قليل ذات تأثير كبير على الاصلاح .ـ 
6. اقامة المحاضرات و الفعاليات الشعبية و اللقاءات التلفزيونية للتعريف بمطالب الحراك .ـ 

المطالب الوطنية و الشعبية التي يجمع عليها الحراك : ـ 
1. الشعب مصدر السلطات .ـ 
2. حكومة انقاذ وطني تقود عملية الاصلاح في البلاد .ـ 
3. تعديلات دستورية تعيد للشعب سلطاته و حقوقه .ـ 
4. قانون انتخاب عادل و انتخابات نزيهة دون تدخل الاجهزة الامنية فيها .ـ 
5. رفع القبضة الامنية عن الحياة السياسية في البلاد .ـ 
6. حكومة برلمانية منتخبة يكون لها الولاية العامة .ـ 
7. محاربة الفساد و محاسبة جميع الفاسدين مهما علا شأنهم .ـ 
8. استرجاع الاموال و الاملاك و المقدرات الوطنية المنهوبة .ـ 
9. مواطنون لا رعايا .... حقوق لا مكارم 

و يبقى الحراك الشعبي الاردني رافعا علم الاردن عاليا و مطالبا باسترجاع حق الشعب الاردني بالعيش بكرامة و تخليص الاردن و الشعب الاردني من الفساد و الفاسدين و بناء مستقبل ابناء الاردن و انقاذ البلاد من الديون المتراكمة قبل فوات الاوان . عاش الحراك الاردني و حفظ الله الاردن .ــ 
عبدالله اللواما 
7/1/2012