الجمعة، 23 مارس 2012

الفتنة القادمة ـ الموقف من سوريا



الفتنة القادمة ـ الموقف من سوريا 

نعيش هذه الايام و نحن نرى وطننا العربي يمر بمرحلة حساسة و خطيرة في تاريخه الحديث و نرى الغرب و الدول المحيطة تتأهب لتثب عليه و تقطع لها حصة منه ، في حين تجلس الانظمة العربية و دون استثناء تتمتع و هي تلعب بمقدرات و بتاريخ البلاد العربية و تنفذ المخططات التي رسمت لها من الخارج تارة برفض الاصلاح و تارة اخرى باستخدام اوراق البلطجية و الطائفية و العنصرية ، و تمنع ابناء البلاد العربية المخلصين من ادارة شؤون بلادهم و انقاذها من الفساد و الظلم و الخطر القادم ، في حين تحاول الشعوب العربية التزحزح من تحت السياط و من تحت بساطير الانظمة العربية لترفع رأسها و تقول نحن لا نهان و نحن لنا حقوق و نحن سننتصر .ـ
كل هذا المشهد يجري و نحن نرقبه اما من قريب او من بعيد ، و اذا كنا اليوم مختلفين في بعض الامور فإن الاختلاف غدا سيكون اكبر و الفتنة ستكون عظيمة ، حيث ان مشهد الحرب في بلاد الشام اصبح حاضرا امامنا ، و اصبح حقيقة اكثر من اي وقت مضى .ـ
و لو اخذنا مواقفنا في الاردن من الاحداث التي تجري في سوريا ، فسنجد ان فتنة عظيمة ستحدث لا قدر الله ان لم يحسب لها الحساب من الان ، فهناك تداخل في المصالح و تداخل في الولاءات و الانتماءات الفئوية و التوجهات الفكرية و المواقف السياسية بالنسبة للشعب الاردني و النخب السياسية و الاحزاب و الحراك الاردني و المعارضة الاردنية . حيث ان من يقف اليوم مع الشعب السوري ضد بشار الاسد و نظامه سيجد نفسه غدا أمام احتمالين : اما ان يعارض التدخل الخارجي ضد سوريا سواء كان هذا التدخل بغطاء من الدول العربية أو بالتدخل المباشر من الناتو و الدول الغربية و بالتالي ترك الشعب السوري يذبح على يد بلاطجة و شبيحي نظام بشار الاسد ، او بتأييد التدخل الخارجي و بالتالي القبول بدخول سوريا في اللعبة الغربية و الصهيونية و اللعب بدماء الشعب السوري و تجدد الاستعمار الغربي و دخولنا بمرحلة جديدة و هي تقسيم البلاد العربية المقسمة اصلا .ـ
العراق اليوم شاهد على ما قد يحدث في سوريا مستقبلا ، و ليبيا خير دليل على تدخل الناتو و لعبته في تدمير المدن الليبية و ترك الليبيين يقتلون بعضهم البعض حتى في النهاية يقوموا بانهاء نظام القذافي في لعبة واضحة من الناتو لأنهاك الليبيين مع استطاعتهم انهاء نظام القذافي في ايام .ـ
في المقابل فإن الذين يؤيدون بشار الاسد و نظامة سيقترفون أكبر خطيئة و هم يشدون على يده التي لا تستطيع احداث اصلاح حقيقي في سوريا ، هذه اليد التي تلطخت بدماء اطفال و شباب و شيوخ سوريا المطالبين بالحرية و الديمقراطية ، فهم ان عارضوا التدخل الخارجي فإنما يعطون الشرعية لنظام بشار بالقتل و القمع للشعب السوري . و ما عليهم سوى ان يكونوا واقعيين و منطقيين و يتذكروا ما فعله صدام حسين بالعراق و القذافي بليبيا ـ مع فارق التشبيه ـ نتيجة سياساتهم الخاطئة و تهورهم في قرارات ليست مبنية على العقل و الواقع ، و اليوم يحدث نفس الشيء مع سوريا و كأن العرب غاب عنهم العقل و توقفت بهم الذاكرة و لم يعودوا قادرين على فهم الحقائق الدامغة .ـ
الفتنة قادمة و هي تطل برأسها الان ، و الاتهامات الاميركية لطهران بمخطط اغتيال السفير السعودي و دخول الاردن الرسمي على الخط و انحيازها الى السعودية في قصة اشبه ما تكون بالافلام البوليسية خير دليل على ان المنطقة قد تشتعل بين ليلة و ضحاها ، و بالتالي علينا ان نحسب لذلك اليوم كل الحسابات ، و يجب على الشعوب ان يكون لها موقفها و ان لا تنساق مثل النعاج لمذبحة مدبرة قد تكون بين السنة و الشيعة او تكون بين الدول العربية نفسها .ـ
فأنا ضد نظام الاسد قلبا و قالبا ، لكن ما موقفي و انا ارى طائرات النيتو تضرب في دمشق مثلا ؟؟ و هل اقبل على نفسي ان انساق وفق المخطط الغربي لأقف مع الانظمة الخليجية و العربية التي تتحرك وفق الريموت كنترول الاميركي ؟؟ أم اننا سنقف مع ايران التي ادخلت اميركا الى العراق و افغانستان و تتبع مصالحها الطائفية و القومية الخاصة بها ؟؟ـ
و انت ايها المؤيد لنظام الاسد ما موقفك من القمع و القتل للشعب السوري ، و ما موقفك من سلطة العائلة الواحدة في سوريا و ما موقفك و انت ترى كيف يجر النظام السوري بلاده الى حالة العراق و حالة ليبيا في مخطط مرسوم و ينفذ بحذافيره .ـ
اذا ما الحل ؟؟ـ
أليس من الممكن ان تقوم الشعوب العربية بمبادرة بعيدا عن الجامعة العربية و بعيدا عن الناتو و الامم المتحدة وبعيدا عن الجهات الرسمية تجتمع فيها القوى الشعبية و الحزبية و علماء الامة من مختلف الاطياف و يحددوا الحلول و يكوّنوا لجنة تقصي للحقائق و لجان تتفاوض مع النظام و المعارضة السوريين و تحاول ايجاد حل لتجنيب سوريا و بلاد الشام من الوقوع في فتنة كبيرة و دمار نحن في غنى عنه و لن يكون الا في صالح العدو الصهيوني .ـ
فهل من مستجيب ؟؟؟ ـ
Abdullah Alawama
عبدالله اللواما
14/10/2011





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق