الجمعة، 23 مارس 2012

ليست نظرية ، انه شرق اوسط جديد



ليست نظرية ، انه شرق اوسط جديد

بداية لابد لي ان أنوه الى ان هذا المقال ليس ردة فعل على حدث معين و ايضا ارجو لا يقرأ على انه تماشيا مع احداث نعيشها اللحظة ، بل ان هذا ما اعتقد انه حل منطقي و قراءة لواقع يجب ان يكون و ان لم يكن موجودا فيجب صناعته ، و لا ادعي انه الافضل انما هو على الاقل الاقرب الى النجاة من مستقبل مظلم يرسم لمنطقة وقف عندها التاريخ طويلا .ـ
ان ما تعيشه المنطقة ليس إلا لعبا بالاحداث و صناعة للاجرام و بناء اشباح لتنفيذ مخططات برؤوس قلة قليلة من البشر لا تريد الا الدمار للعالم و لا ترتاح الا اذا رأت الدماء تسيل . و شعوب المنطقة هي من يدفع الثمن و الانظمة هي من ينفذ المخططات إما بجهل أو بمؤامرة . و لا احصر هنا الانظمة و الشعوب بالعربية فقط انما اقصدها جميعا بما فيها الاسرائيلية و الايرانية و التركية .ـ
ان على شعوب المنطقة كاملة ان تقرر مصيرها بيدها و ان تحصل على حريتها الكاملة و ان تتخلص من سطوة أنظمتها المتسلطة و التي لا تريد السلام بل تريد صناعة الحرب و صناعة الاشباح حتى تبقى متحكمة بشعوبها التي هي بالنسبة لها ليست اكثر من شركة للأرباح المادية و السياسية ، أما مصلحة الشعوب و مستقبل المنطقة فليس له وجود عند هذه الانظمة التي لا تفكر الا في كيفية البقاء و لو على حساب فناء الجميع .ـ
لهذا وجب على كل فرد في هذه المنطقة ان يفكر بطريقة انسانية بحته فهو انسان أولا و اخيرا و يملك المشاعر و الاحاسيس البشرية التي يجب ان يوظفها في فكرة التعايش مع الجميع دون ان يتخلى عن مبادئه و معتقداته ، كما و يجب ان ينظر الى الجميع على انهم شركاء و ليسوا خصوما و ان يحترم معتقداتهم و آرائهم و أفكارهم ، و يجب عليه ان ينبذ العنف سواء كان عنفا ماديا او عنفا معنويا ، و يجب عليه ان يعترف بالآخر و بوجوده و بحقه في الحياة ، و يجب ان يعرف انه مثلما له حقوق فإن الآخر ايضا له حقوق ، و لتطبيق ذلك بشكل عملي لابد ان يبدأ كل فرد فينا بنفسه و لا ينتظر اعلان الآخرين بأنهم يحملون هذا الفكر ، انك ان حملت هذا الفكر فلن تخسر شيئا فهو مصدر قوة لك و هو الذي سيجعلك تنتصر في النهاية .ـ
قبل ان ننظر الى كراهية شعب آخر او دين آخر أو حزب آخر او رأي آخر يجب علينا ان ندرك ان هذه الكراهية نتجت عن كراهية من يقوم على هذا الآخر و غالبا ما تكون قلة قليلة تتحكم بأغلبية ساحقة تتكلم عنها و توجهها الى المسار الذي تريد ، لهذا فإن على الشعوب و الاحزاب و الطوائف و الفئات الاجتماعية ان تعمل على ازاحة الطبقة المتنفذة و التي تعمل على التصادم و تصنع الكراهية ، و أن تختار من يحمل فكر التسامح و العقلانية في صناعة الاحداث و الحكمة في ادارة شؤون الناس . و اعتقد اننا في منطقة الشرق الاوسط لو تخلصنا من الطغمة الحاكمة في كثير من البلدان ان لم يكن في جميعها و حل مكانها انظمة قائمة على الديمقراطية و الحرية فإن جميع المشاكل القائمة الآن لن تكون موجودة في المستقبل ، ان ما اتكلم به ليس من باب الخيال او من باب التنظير بل هو الخيار الافضل من بين خيارين و استحقاق مقبول من بين طريقين لا بد من السير بأحدهما ، فالخيار الآخر مرعب و يرسم خارطة سوداء لمنطقة تعج بالاديان و الطوائف و الاتجاهات الفكرية المختلفة ، لهذا لا يجوز للشعوب ان تترك مصيرها يحدد من قبل فئة قليلة العدد قوية النفوذ لا تحمل بداخلها الا الحقد و الكراهية و لا تعشق الا الدماء و لا ترتاح الا و قد رأت الحرب قائمة . ان على شعوب المنطقة كاملة أن تقرر العيش بسلام و ان تتخلص من المجرمين و من الدكتاتوريين و ان تبعدهم عن منطقة النفوذ لأن الذي سيدفع الثمن لن يكون غير شعوب المنطقة .ـ
ان فكرة إلغاء الآخر او تهميشه أو التعالي عليه لن تجدي نفعا و ستجعل الجميع خاسرا ، و ان الحياة ستكون بسيطة و سهلة عندما يتقبل الجميع وجهات نظر من يقابلهم بينما ستصبح الحياة كابوسا عندما يتعنت كل واحد برأيه و يرفض الآخر .ـ
انني ادعو الى شرق أوسط جديد تصنعه الشعوب و ليس الانظمة ، شرق أوسط تعيش فيه جميع الشعوب بسلام يصنعه العقلاء من جميع الاديان و الطوائف و الاحزاب و الإتجاهات الفكرية المختلفة . ان الشرق الأوسط الجديد قادم و ليس لنا الا ان نختار بين شرق اوسط بسلام او شرق أوسط مدمر . و لا أرى للشعوب إلا أن تختار " شرق أوسط بسلام " لأن الخيار الآخر لن يكون في مصلحة أي طرف من الأطراف .ـ
ـ
عبدالله اللواما
28/2/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق