شبهات حول الاصلاح
هذه بعض من الردود على بعض الشبهات
و الاسئلة التي تثار بين الفينة و الاخرى
حول الاصلاح في الاردن .ـ
سيقولون : ان الاردن بخير و لا ينقصنا
شيء .
الجواب : ان الاردن يعاني من ازمة مالية و مديونية عالية وصلت الى 19 مليار
دولار و هي في تزايد كبير و مستمر ، و كل يوم
نسمع عن اعتصامات للموظفين حتى اصبح الجميع
غير راض عن وضعه كما ان البطالة في تزايد مستمر ، و الفساد انتشر بكل اركان الدولة و نهب الاموال اصبح خبرا يوميا
للمواطن الاردني بالاضافة الى المشاكل
الاجتماعية و التعليمية و البيئية و ....ـ
سيقولون : الامن مستتب ، لماذا تريدون
اثارة المشاكل و تخريب الامن ؟
الجواب : الامن هو حق من حقوق الشعب وعلى الحكومة ان تحافظ عليه ، لكن المتتبع للاخبار يجد ان الشعب هو الذي يحافظ
على الامن بينما الحكومة عاجزة عن منع انتشار
الجريمة ، و حالات النصب و الاحتيال تحصل يوميا ، و المشاكل في الجامعات مستمرة و تحطيم مباني الجامعات مستمر ، و الحكومة التي تهرب سجينا الى خارج الوطن لا يمكن ان يطمأن الى جانبها من ناحية الامن ،
و النظام الذي يحمي الفاسدين يجعل مستقبل البلاد في خطر .
سيقولون : نحن افضل من غيرنا من الدول
المجاورة .
الجواب : نحن لا نقارن انفسنا مع بلدان فيها انظمة قمعية او بلدان فيها احتلال بل يجب ان نطمح ان نكون الافضل و ان نحصل على الحرية الكاملة اسوة بالدول
الديمقراطية الحرة التي تحترم مواطنيها و تحافظ على سيادتها .
سيقولون : انتم عملاء و مندسون و مخربون و تتلقون
الاوامر من الخارج .
الجواب : هذه التهم جاهزة و تلقى فورا
على كل من يريد الاصلاح ، و حتى الانبياء سابقا لم يسلموا من هذه التهم ، و الواقع ان الفاسدين و اصحاب المصالح لا
يريدون التغيير الذي قد يضر بهم لهذا يطلقون
التهم حتى يكون لهم مبرر لقمع كل مطالب بالحرية ، كما ان الانظمة و الحكومات العربية هي التي تتلقى الاوامر من الخارج
، و السفارات الغربية و لا سيما الاميركية
لها سطوة في البلدان العربية اكثر من الحكام أنفسهم .
سيقولون : هذه بلدنا و نحن نقبل بهذا النظام أو هذه الحكومة و من اراد غير هذا فليغادر الوطن و ليبحث له عن
مكان آخر .
الجواب : ان الوطن للجميع و لا يحق لأي واحد ان يدعي الوطنية و يجعل الوطن له
وحده . فمن حق اي مواطن ان يطالب بحقوقه و لا يحق لاي كان ان يخرج مواطنا من ارضه ووطنه
بمجرد انه طالب بالحرية او بحقوقه الشرعية ، بل ان طلبهم بالخروج من الوطن يمثل قمة
الغطرسة و القمع و الاستبداد . و حق بقاء المواطن بوطنه كفلته كل الشرائع السماوية
و القوانين الوضعية .
سيقولون : هذا الملك ملكنا و لا نرضى ان تؤخذ منه اي صلاحية و نحن نقبل بالملكية
المطلقة و ان تكون كل الصلاحيات بيد الملك .
الجواب : ان الملك للجميع و ليس لفئة
معينة ، كما ان نظام الملكية المطلقة عفا علية الزمن و اصبح من الماضي و لا
يتناسب مع العصر الحديث . فالمطلوب هو الحرية للشعب و حكم الشعب و الديمقراطية للشعب
، و ليس حكم الفرد الواحد الذي يؤدي الى كثرة الاخطاء و هيمنة الفاسدين و نشوء جماعات
ضغط لها مصالح خاصة تتحكم بمصير الشعب . كما ان
صلاحيات الملك محفوظة فهو سيكون رأسا
للدولة و ليس رئيسا للسلطات كما انه القائد
الاعلى للجيش و هو المشرف و المراقب على السلطات الثلاثة التشريعية و التنفيذية و القضائية .
سيقولون : ان المجتمع الاردني عشائري و غير جاهز للديمقراطية و لا يوجد احزاب تنظم العمل السياسي .
الجواب : ان هذا انتقاص من قدر الشعب الاردني المثقف و المتعلم . حيث ان العشائرية
يجب ان نجعلها داعمة للديمقراطية و ليس مضادة
لها . فنحن نجعل العشائرية داعمة للديمقراطية عن طريق سن القوانين التي تنظم المجتمع ، كما ان المجتمع الاردني ليس عشائريا
بشكل حقيقي و هو اقرب ما يكون للمجتمع المدني ، فهو تخلص كثيرا من سطوة العشيرة و لم يعد شيخ القبيلة له الكلمة العليا على ابناء قبيلته ، و ما نراه
اليوم هو شكل بسيط من الحالة العشائرية إضافة إلى تجمعات تحصل بشكل مصطنع من اصحاب
النفوذ تلبس لباس العشائرية . كما ان الاحزاب لا يمكن ان تتشكل و تقود الحالة السياسية
الا بكف يد الاجهزة الامنية عن التحكم بالسياسة و اصدار قوانين فاعلة تحمي العمل الحزبي
و تنظمه و هذا يتطلب ارادة سياسية صادقة للغيير
و الاصلاح . و لو انتظرنا حتى تتشكل الاحزاب فلن تتشكل ابدا ضمن هذا الوضع الذي يقيد الحريات و يطلق يد
الاجهزة الامنية بالتدخل في الحياة السياسية .
سيقولون : اننا في خطر و اسرائيل بجانبنا
و من مصلحتها ان يحدث صدام و مشاكل في الاردن حتى تحقق أهدافها .
الجواب : نعم نحن في خطر من الكيان الصهيوني و اذا بقينا على هذا الوضع سنكون لقمة سائغة له ، فإغراق البلاد بالدين و الفساد
و كبت الحريات و اضعاف التعليم و منع الديمقراطية سيجعل الاردن ضعيفا امام الاعداء و الحل هو بتقوية الاردن و حمايته
من الفساد و تطبيق الديمقراطية .
سيقولون : ان التغيير سيقود الى الوطن
البديل .
الجواب : بل ان الاصلاح هو الذي سينقذ
البلد من الوطن البديل ، فالاجراءات الحكومية المتتابعة منذ النكبة لا توضح
ان الحكومات جادة فعلا بمقاومة الوطن البديل . فالمانع من الوطن البديل
هو رفض الشعب الفلسطيني اي محاولة لتضييع حقوقه في فلسطين بينما الاجراءات الحكومية
و اتفاقية وادي عربة تقودان حتما الى الوطن
البديل من ناحية التخلي عن حق اللاجئين في العودة . بل ان اتفاقية وادي عربة تشير الى
توطين الشعب الفلسطيني في الاردن و هذا ما
رفضه الفلسطينيون . ففكرة الوطن البديل هي احدى الشماعات التي تضعها الحكومات و الفاسدون
حتى يتخلصوا من الاصلاح و التغيير و لم تعد هذه الحكاية تنطلي
على الشعب الاردني الذي فهم اللعبة .
سيقولون : ان الاصلاح و تطبيق الديمقراطية
سيجعل الفلسطينيين هم من يتسلم السلطة في الاردن كونهم الاكثر عددا .
الجواب : ان الرقم الرسمي لنسبة الاردنيين
من اصل فلسطيني في الاردن هو 43% من عدد السكان
. و حتى لو كانت النسبة اكبر من هذا فإن الشعب الفلسطيني اثبت انه لا يرغب بغير فلسطين لاقامة دولته . و هو لم يطلب ان يتسلم سلطة او ارضا
خارج ارضه . و يمكن ان تسن القوانين و الاجراءات في الانتخابات و التصويت بحيث تراعي
هذه الاشكالية بشكل يضمن للجميع حقوقهم و لا يغالب طرف على الآخر و يضمن حقوق الشعب
الفلسطيني بحق العودة الى ارضه .
و الاردنيون من اصل فلسطيني لم يعارضوا فكرة حصولهم على عدد مقاعد اقل في الانتخابات
في الدولة الاردنية و ذلك لتفهمهم
للواقع السياسي و الديموغرافي على الارض الاردنية . لهذا لا يوجد مبرر
لعدم المضي بالاصلاح لهذا السبب . و هذه النقطة استغلتها الحكومات المتعاقبة
و الفاسدون و اصحاب المصالح و النفوذ في السيطرة على الحالة السياسية و الاقتصادية في الاردن من اجل المصالح الخاصة و حرموا الشعب الاردني من الديمقراطية و الحرية و عاثوا فسادا و افسادا في البلاد .
سيقولون : دعونا نؤجل الاصلاحات الى
ما بعد حل القضية الفلسطينية او دسترة فك
الارتباط .
الجواب : ان الذي يقول هذا الكلام فهو لا يريد الاصلاح . و يضع العصي في الدواليب ، حيث ان حل القضية الفلسطينية لا يبدوا
قريبا من الناحية المنطقية . كما ان دسترة فك الارتباط لا يخدم الاردن و القضية الفلسطينية و المواطنة على الارض الاردنية . و بالتالي ان يطلب تاجيل الاصلاح و تطبيق الديمقراطية حتى تحل هذه الاشكاليات تبدو انها تعجيزية و مقصود منها التهرب و عدم تطبيق الاصلاح . فالذي يريد تأجيل
الاصلاح انما يريد استمرار الفساد لأنه مستفيد
منه سواء
ماديا او معنويا . و الاولى بالذين يقولون هذا الكلام هو ان يبحثوا
عن طريقة لحل هذه الاشكالية و ليس الاستمرار بالفساد .
سيقولون و يقولون و يقولون الكثير
لكننا سنقول اننا ماضون بالاصلاح و لن نسمح لكم بان تقفوا في طريق رفعة و بناء الاردن الغالي الذي تهون له كل التضحيات و تنزل امامه كل الرغبات .
ـ
عبدالله اللواما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق