الجمعة، 23 مارس 2012

رسالة الى مؤيد لبشار الاسد و النظام السوري



رسالة الى مؤيد لبشار الاسد و النظام السوري 

أخي و أقول لك أخي لأني مازلت أتأمل منك الخير و أرى انك اجتهدت فأخطأت ، اجتهدت ربما عند بداية الثورة السورية أو في أواسطها و نظرت للوضع من زاوية القومية او من زاوية الممانعة و المقاومة حسب رؤيتك لها و رأيت في شخص بشار الاسد انه المنقذ للامة و الصامد بوجه الاعداء ، هذا اجتهادك لكنه اجتهاد خاطيء لأنك نظرت للامر من زاوية واحدة وربما انها كانت الزاوية الوحيدة عندك وقتها ، نعم لقد نظرت من زاوية واحدة و أغفلت زوايا عديدة اخرى لا تقل اهمية عن هذه الزاوية ، أغفلت الحرية و حق الحياة بأمان و حق الفرد بالتعبير عن رأيه أغفلت جانب الانسانية و حقوق الشعوب العربية باختيار قادتها و حق المواطن السوري ان يعرف لماذا يسجن و ما هي تهمته و لماذا أطلق من السجن ؟!! أخي ألم تسأل نفسك عن سبب بقاء النظام السوري دكتاتوريا طيلة السنوات الماضية دون ان يصلح نفسه ؟ ألم تسأل نفسك كيف تسلم بشار الحكم من أبيه بالرغم ان نظام الحكم في سوريا رئاسي و ليس ملكي ؟ ألم تسأل نفسك لماذا تم تغيير الدستور السوري في دقائق عندما كان الامر يتعلق بشرعنة تسليم بشار للحكم بينما هذا الدستور يستعصي على الشعب السوري عندما يطالب بتعديله ؟
أخي ، هل يحق لمن يرفع شعار المقاومة أن يضربك و يمنع حريتك و يحرمك من المشاركة بالحكم و يقتلك لو فكرت بالتفوه بكلمة واحدة ضد الرئيس ؟ أي شريعة هذه التي تبيح لنظام او لشخص ان يمنع التظاهر السلمي او يمنع الناس من المطالبة بحقوقهم ؟
أخي ألم تلاحظ أن ما يحدث في سوريا هو نفسه الذي يحدث في بقية الدول العربية ؟ فالرئيس يملك السلطة المطلقة و المال مع عائلته ؟ و الشعب لا يستطيع أن يخرج للشارع للتعبير عن رأيه و إن تجرأ و خرج فإنه لا يجد أمامه إلا البلطجية أو الشبيحة الذين لا يحملون اي معنى من معاني الانسانية بينما الذين يخرجون في التظاهرات مثقفون و ادباء و طلاب علم ، فكيف يكون هناك توازنا في القوة ؟ أخي ألم تسمع بمقولة " المرء على دين خليله " ، ألم تتذكر هذه المقولة عندما تشاهد نوعية الناس المؤيدين للزعماء بما فيهم بشار الاسد و كيف أن ألفاظهم بذيئة و صدورهم ضيقة و عقولهم صغيرة و هم أداة و سلاح بيد الانظمة تطلق على الشعب عندما يطالب بحريته ، هل هذا اسلوب حضاري في التعامل ؟؟ والمهم هنا انك لابد انك سمعت او رأيت او شاهدت مظاهرات و اعتصامات ببلدك و ربما انك شاركت بها ايضا و لابد أنك لاحظت قلة عدد المتظاهرين و ربما انت واحد منهم و انت تعرف السبب في قلة العدد و انت تعرف ان المتظاهرين ضد الانظمة على حق و مطالبهم عادلة ، فكيف يا أخي تنزع المصداقية من قلبك و تقول ان أعداد المتظاهرين في سوريا لا يمثل شيء و ان الشعب السوري مع بشار الاسد ، و هل الشعوب التي قامت بالثورات خرجت بكاملها أم انها عانت و لقيت الضرب و العنف قبل ان تخرك باعداد كبيرة ؟ و لو أخذنا الاردن كمثال لوجدنا ان الناس لا يخرجون بأعداد كبيرة في التظاهرات رغم شرعية مطالبهم و السبب هو الخوف و ليس عدم الاقتناع بالخروج و رغم ان مساحة الحرية في الاردن اوسع كثيرا منها في سوريا و و رغم ذلك قد نجدك تخرج في التظاهرات في الاردن رغم قلة العدد و تنكر على من يخرج بالتظاهرات في سوريا رغم كل القمع الذي يعاني منه المواطن في سوريا . فأين العدالة عندك يا أخي ؟ أين ضميرك الذي يميز بين الحق و الباطل ؟ و لماذا تسمح لنفسك بعمل شيء و تنكره على غيرك ؟
أخي ان في سوريا ضحايا يتحملها النظام مهما كانت حججه الواهية التي يتكلم بها عن مسلحين منذ عشرة اشهر . ان في سوريا شهداء و جرحى فأين تذهب من دمائهم و اين تذهب منهم لو جاؤوك يوم القيامة يسألونك عن سبب معداتك لهم رغم انك بعيد عنهم و تنكر عليهم حتى كلمة " الثورة " فما هذه البرجوازية في التعامل مع ابناء امتك ؟ و ماذا فعل بك اطفال سوريا حتى تقف مع النظام ضدهم و الذنب يكون اكبر عندما لا تكون سوري الجنسية بل تكون الجريمة جريمتين .ـ
أخي تذكر انك تقف مع النظام و ليس مع الشعب و هذا بحد ذاته دليلا على خطأ موقفك . و تذكر ايضا ان دماء الناس ليست لعبة و لا يمكن المتاجرة بها و كل اموال الدنيا لا تساوي قطرة دم واحدة لأنسان بريء . أخي تذكر انك ستقف يوم القيامة أمام الله و انك ستحاسب على أخطائك و ان كل شيء من الممكن ان يهون الا الدماء . تذكر ان الكلمة لا تقل خطورة عن الرصاصة بل ربما تكون أشد و أقوى فلا تضع كلمتك الا في مكانها المناسب و لا تعطي كلمتك الا للحق و لا تجعل كلمتك مدحا و مؤازرة للطغاة و الانظمة المهترئة فأنت تخدمهم و تقدم لهم الدعم و هم ينهبون و يقتلون بأبناء شعبك . ـ
قال تعالى ـ ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما ) ـ
وفقك الله و هداك الى سواء السبيل .ـ
ـ
عبدالله اللواما
8/2/2012





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق