لنتعلم من اخطائنا و نتقي الله في سوريا
عندما كان العقلاء من المفكرين و المحللين
السياسيين العرب يقولون ان العراق سيخسر المعركة و ان العراق يتجه لكارثة حقيقية و
غير مسبوقة كنا نقف في وجوههم و نصفهم بأنهم
عملاء و جبناء ... و عندما كانوا يقولون بأن الاميركان قادرون على احتلال العراق
كاملا كنا نشتاط غضبا و نقول ان صدام سيحرقهم
بالكيماوي و ان الصحراء ستكون مقبرة للغزاة ... و وصل الامر بالبعض ان يقول ان العراق
يملك قنابل نووية و ان روسيا و ايران و سوريا لن تسمح للقوات الاميركية " المعادية
" لهم باحتلال العراق و الفوز بغنائمه ... لهذا كان أكثر المتشائمين منا يظن ان
الامر لن يتعدى تدمير المنشآت العراقية بالصواريخ و الطائرات الاميركية أما الحرب البرية
فكنا على ثقة كاملة بأن الجيش العراقي سيسحق الاميركان الجبناء و سيلقنهم درسا قاسيا
في الحرب .... و كنا نعتقد ان الاجراءات السياسية و قرارات الامم المتحدة و لجان التفتيش
التي دخلت كل مكان في العراق كنا نظنها انها مناورات سياسية و انها لعبة شد الحبل التي
لن تفعل شيئا في النهاية و ان النظام العراقي يعرف كيف يناور و يسير باللعبة السياسية
الى النهاية ... و الادهى من ذلك اننا كنا نظن ان العراقيين يد واحدة و ان احدا لن
يفرقهم و انهم عقدوا العزم جميعا على المواجهة
و الانتصار ....ــ لكننا لم نكن على علم او اننا كنا نتجاهل حقائق مهمة و هي ان النظام
العراقي كان يمسك الشعب العراقي بالحديد و النار و ان الشعب العراقي ينقسم الى مكونات
و طوائف و ان صدام و النظام العراقي لم يكن يسيطر
على كامل ارض العراق و ان اسلحة الجيش
العراقي لم يكن باستطاعتها فعل اي شيء مؤثر .... و الاهم من ذلك كله ان الانسان العراقي
لم يكن مبنيا على قواعد دينية و قومية ووطنية صحيحة و عميقة بل كان هناك تظليل له و اجبار على تقديس البشر و
بما يشبه عبادة السيد الرئيس القائد بدل ان يكون حرا ابيا يدافع عن وطنه من منطلق عقيدته
القوية التي يؤمن بها ...... هذا المشهد تكرر
مع العرب كثيرا و ربما كان بشكل اوضح مع جمال عبدالناصر عام 1967 و من المرجح ان الشعوب العربية لن تترك هذا الامر و لن تتعلم من اخطائها و بعضهم فعل ذلك عندما وقف مع القذافي عام
2011 و
نفس الامر يحدث مع النظام السوري الآن و سوريا تتجه لكارثة حقيقية ان لم يتم تعلم دروس
التاريخ جيدا و اسقاط الورقة من يد الدول الكبرى و ان يعلن النظام السوري التنحي و
تسليم السلطة للشعب و بالتالي انقاذ البلاد من فوضى و انقسام و حرب طائفية ستأكل الاخضر
و اليابس ... فيكفي هذا النظام عشرات السنوات التي حكم بها سوريا و اذاق الشعب السوري
المر و كلفه عشرات الآلاف من الضحايا و يكفي لهذا الشعب ما تعرض له من القمع و انتهاك
الحريات ... و يكفي للنظام السوري ما فعل ، فليسجل النظام موقفا تاريخيا و يقوم بخطوة جريئة لانقاذ سوريا و قطع الطريق على اعداء
سوريا و اعداء الشعب السوري ... و ليعلم النظام السوري ان الشعب قادر على حكم نفسه
و ان الشعب اذا اعطي الحرية فسيختار الافضل ....
و لينتهي النظام السوري عن صناعة الحجج الواهية و
الاكاذيب و التي ترددها كل الانظمة الشمولية القمعية التي تقوم على الحكم بالقوة
و باستخدام السلاح ....ـ
الدول الكبرى لا تهمها الا مصالحها و الروس
اثبتوا انهم ينسحبون بعد ان يجنوا اكبر قدر من الغنائم و ايران لا يهمها الا ان تملك
اوراقا لتلعب بها مع الغرب .... ليس امام السورين الا الاجتماع و التوحد ، و ليس لانصار
النظام و الداعمين له الا ان يقفوا مع انفسهم و يحكموا ضميرهم و يتقوا الله في سوريا فهذا النظام
لا يفعل ما يفعل الا لانه يجد من يؤازره و يدفعه لاحراق سوريا و هو لا يعلم
انه يحرق نفسه قبل ان يحرق سوريا و يجب على انصار النظام ان يبدلوا شعارهم " اما الاسد او يدمر البلد " الى شعار " سوريا
للجميع " او " يكفيك يا اسد اترك
السوريين يحكموا البلد " ....ـ فلنتعلم من اخطائنا و نتقي الله في سوريا .ـ
حمى الله سوريا و شعب سوريا
ـ
عبدالله اللواما
27/6/2012
ـ
ـ