الجمعة، 23 مارس 2012

التدويل في سوريا شر لابد منه



التدويل في سوريا شر لابد منه 

الذي يحرص على سوريا و على استقلال سوريا عليه ان يدعو النظام الدموي القمعي الى قبول المبادرة العربية فهي مخرج للازمة في سوريا التي تعاني من نظام يقتل شعبه و يدعي ان هناك مسلحين و يدخل الجيش الى الاحياء السكنية و هو لم يستطع وقف احتجاجات الناس التي تحولت الى ثورة سيسجلها التاريخ بحروف من ذهب نظرا لمقاومة شعب اعزل لنظام مشبع بالدماء و القتل و القمع للحريات .ـ
سيكون هناك متربصون جاهزون لكيل التهم و الشتائم لمن يتوجه للخارج و يطلب المساعدة و كأن على الشعب السوري ان يبقى يرى الموت يحصد بأبنائه و لا يرى قدرة للعرب وحدهم على المساعدة في حين ان النظام يعتمد على روسيا و ايران و يتم تزويده بمسلحين مجرمين متعطشين للدماء قادمين من ايران و العراق و لبنان هؤلاء المجرمون الذين نكلوا بأبناء العراق على اساس الطائفية و حفروا اجسادهم بالرصاص و أدوات التعذيب التي لم تخطر على عقول الشياطين .ـ
لم يكن الذهاب للتدويل بالخيار السهل فقد بذل الشعب السوري كل جهده لاقناع النظام القمعي الذي يطبق نظام الحزب الواحد و الذي لا يرى الا بعين واحدة و هي عين حزب البعث الذي استأثر بالمناصب و مراكز القوى و حول سوريا الى اقطاعيات و اعادها الى القرون الوسطى و اقفل عقول السوريين و أذلهم و جعلهم عبيدا يركعون و يسجدون لصور رئيس تم فرضه على الشعب بالنار و الحديد و بتزوير واضح و مفضوح للدستور السوري الذي وضعه النظام نفسه ، اقول لم يكن الذهاب للتدويل بالخيار السهل فقد جاء بعد ان تم تجريب كل المبادرات و الدعوات و محاولة ايصال الصوت لنظام أصم اذنيه و لم يسمع كلام كل العرب حتى اصدقاءه ، و مع هذا فإن الذهاب للتدويل لا يعني جلب الاجنبي لضرب سوريا بل انه الضغط الدولي و استخدام القانون الدولي ضد نظام بشار و اعوانه لكي يرغمهم على رفع يدهم عن الشعب السوري الذي عانى الويلات منهم .ـ
التدويل ضرورة ملحة أمام قتل بشع من نظام وحشي لا يراعي اي قيم للانسانية . التدويل لا يعني ضربة عسكرية . التدويل هو عبارة عن ورقة ترفع في وجه هذا النظام علها تثمر و تجنب سوريا ويلات الحرب التي أشعلها النظام و يحاول ان يحول سوريا الى محرقة . التدويل جاء بطلب من الشعب السوري و بموافقة العرب الذين حملوا ملف سوريا الى العالم . فالذي يرفض التدويل عليه ان يتوجه للنظام السوري و يقوم بابعاده عن الشعب السوري الاعزل و يحمي الاطفال و النساء من القتل .ـ
و مع هذا فإن الفرصة مازالت متاحة أمام النظام السوري و أمام أعوانه المتعطشين لدماء الشعب السوري فالايام القادمة تتيح لهم ان يقبلوا بالمبادرة العربية قبل ان تفرض عليهم من مجلس الامن الذي سيوجه انذارا لنظام بشار بقبول المبادرة و إلا . فلماذا كل هذا العناد و كل هذه البشاعة ، لماذا لا تكتفوا بهذا القدر من التخريب و القتل و فسح المجال للشعب السوري بالبدء بعملية ديمقراطية يعيد فيها الحياة لسوريا و يجنبها التقسيم و الدمار .ـ
من الذي دوّل الأزمة السورية هل هو الشعب السوري الذي حاول كل جهده و جرب كل المبادرات أم انه النظام القمعي الذي ضرب كل النصائح و المبادرات بعرض الحائط و راح يقتل في الناس و كأن الدماء ليس لها ثمن .ـ
من التاريخ و من التجارب نعرف ان التدويل و اللجوء للدول الكبرى شر و انه جلب علينا الدمار في مرات عديدة سواء كان التدويل من العرب انفسهم ام من غيرهم ، لكن الشر الاكبر و الهلاك الذي سيقود الى مذبحة هو بقاء هذا النظام الذي لن يعيد سلاحه الى غمده الا بعد ان يسيل أودية من دماء الشعب السوري ، فأصبح التدويل شر لابد منه ، و التدويل أهون الشرين .ـ
الانسانية يجب ان تحكم في مثل هذه الظروف و دماء السوريين ليست رخيصة حتى نتركها لذئاب ماكرة قتلت و عذبت الصغار قبل الكبار . و سوريا تستحق نظام ديمقراطي و رئيس عنده انسانية و ليس وحشا مفترسا لا يعرف قيمة لأبناء سوريا الانقياء .ـ
حمى الله سوريا و حمى شعبها من الظلم و الطغيان و حماهم من كل شر و من كيد الاعداء .ـ
عبدالله اللواما
29/1/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق