الجمعة، 23 مارس 2012

رسالة الى شباب الاحزاب القومية و اليسارية



رسالة الى شباب الاحزاب القومية و اليسارية

ارحموا القومية العربية 

تحية طيبة وبعد :
أولا أنوّه الى ان رسالتي هذه موجهة الى المنتمين للاتجاه القومي و اليساري و الذين يؤيدون الانظمة العربية التي تطبق نظام حكم الحزب الواحد . و هذه الرسالة ليست موجهة لمن يحمل أفكارا قومية او يسارية و يقف مع الشعوب في مطالبها الشرعية و ضد الانظمة القمعية .ـ
اخواني الاعزاء ، ارجو منكم قليلا من الوقت لقراءة رسالتي هذه فإن أعجبكم كلامي فخذوا به و إلا فاطرحوه جانبا . ـ
و سأكتب رسالتي على شكل ملاحظات ليسهل قراءتها :ـ
1. انني اشترك معكم في الاتجاه القومي و الاتجاه التحرري من التبعية و الاستبداد . لهذا اقول ان الانظمة القمعية و ان كانت بظاهرها قومية و تدعي محاربة الاعداء الا انها في الواقع هي من دمر الشعور القومي عند العرب و هي من ألّب القوميات الاخرى على القومية العربية ، فهي سلبت من الشعوب حقها في التعبير عن الرأي و الحرية في الطرح و هي التي ربطت الدولة و الشعب بشخص القائد و جعلت منه إلاها يعبد في الارض و نسجت حوله القصص و الخرافات التي تجعل الشعب دونه لا شيء و جعلت نظام الحزب الواحد هو نظام حكمها ، و بهذا صب الناس جام غضبهم على القومية العربية بسبب كرههم لذلك القائد الظالم و لهذا الحزب المتفرد بالسلطة . و تم قتل الحرية و الديمقراطية باسم القومية العربية .ـ
2. ان الانظمة التي تدعي القومية تتحالف مع اعداء القومية العربية ضد شعوبها ، فنظام صدام حسين تحالف مع الروس و مع الاميركان . و نظام الاسد تحالف مع ايران الفارسية التي تأتي في مقدمة أعداء العرب من شعوب المنطقة غير اليهود في فلسطين ، و نظام القذافي تحالف مع انظمة اوروبية و مع الاميركان و مع انظمة افريقية و مع جنوب السودان و دعم اسرائيل . كل هذا بإسم القومية و العروبة .ـ
3. ان الانظمة التي تدعي القومية اتصفت بانها تخدع شعوبها و انها تكذب و لا تخجل من الكذب و انها تفضل ابادة شعوبها مقابل ان لا تظهر ضعيفة امام الاعلام ، فلدينا أمثلة كثيرة على ذلك : الصحاف في العراق الذي كان يعلن الانتصارات التي يحققها النظام العراقي ضد الاميركان حتى دخلت الدبابات الاميركية في بغداد و تفاجأ الناس بالهزيمة و تم سحب الجيش العراقي و ابادته في الصحراء حيث بقي الجنود العراقيون يقاتلون بأسلحتهم الضعيفة دون علمهم بأن الحرب انتهت و ان الهزيمة وقعت و كان الاجدى بالقيادة اعلان الاستسلام كما فعلت اليابان و ألمانيا و توقيع معاهدة مع الجيش الاميركي حتى لا تستباح المدن مما جعل المدن العراقية و العشائر العراقية هي من يتولى هذه المهمة لتوقع كل مدينة وكل عشيرة معاهدة مع الاعداء بشكل منفصل . هذا دليل على ان الانظمة القمعية لا تهتم بشعوبها و بسلامتهم فهي فقط تريد تسجيل عنتريات زائفة و غير حقيقية . و كذلك فعل موسى ابراهيم المتحدث بإسم القذافي و بقي ينشر الاكاذيب و يوهم الليبيين بأن عليهم القتال مما سبب مجازر في الشعب الليبي كان من الممكن تفاديها و في النهاية سقط زعيمه القذافي ، فهل دماء العرب اصبحت رخيصة الى هذا الحد ؟؟ و هذا ما يفعله اليوم النظام السوري . و كأنه يسير بنفس السيناريو الذي لا يمكن ان يكون سيناريو وطني او نضالي بل سيناريو تظليلي و وهمي .ـ
4. اننا جميعا وقفنا مع نظام صدام حسين الذي كان يحمل الفكر القومي و في نفس الوقت يمارس ابشع انواع القمع على مختلف اطياف الشعب العراقي مما سهل هزيمتنا امام الاعداء و جعل الاكراد ينفصلون بكيان خاص بهم في الشمال و ترك العراق لقمة سائغة امام التدخل الايراني الامني الذي ثقب اجساد العراقيين و نكل بهم و امام الامتداد الفارسي للحضارة العربية في العراق و نحن نرى اليوم كيف يفعل المالكي القادم على ظهر الدبابة الاميركية من بلاد الفرس بأبناء العراق العرب و كيف انه يريد طمس الهوية العربية للعراق و إلحاقه بايران بمساعدة اميركية و في نفس الوقت نرى ان نظام الاسد يرتبط ارتباطا وثيقا و يعتمد اعتمادا كليا على المالكي و على ايران . فأي قومية عربية يحملها النظام السوري و الى اين سيذهب بنا ؟؟ ارجوكم فكروا قليلا . النظام السوري يقود سوريا الى نبذ العروبة من خلال ادعائه للعروبة . هذا ما يحصل فعليا .انه مخطط اميركي فارسي مشابه لمخططهم في العراق و النظام السوري ليس الا منفذا لهذا المخطط كما فعل النظام العراقي سابقا او بعض رموزه اما بالخيانة او الغباء . و ان كنا نعذر النظام العراقي لأنه ربما لم يدرك المخطط جيدا فإن النظام السوري لا يمكننا عذره و قد شاهدنا ماحصل للعراق و هو الدرس الذي يجب ان يتعلمه الجميع . أقول اننا وقفنا مع النظام العراقي و كان الاجدى بنا وقتها و قبل ان نقف مع نظام صدام ان ننصحه و ان نشد على يده بأن يصلح نفسه و يفتح باب الحرية و الديمقراطية امام الشعب العراقي كي يقوي الصف الداخلي و الجبهة الداخلية و يعرف العراقي انه يدافع عن وطن و ليس عن شخص ، هذا ما كان يجدر بنا فعله و لكننا أخطأنا و يجب ان نتعلم من خطئنا و ليس ان نبقى نكابر على انفسنا و نقع في نفس الهاوية التي لن توصلنا الا الى الهزيمة لا سمح الله . فلنعي و لنقدر الامور و لنكن واقعيين و لنرحم امتنا لا ان نكمل ذبحها مع الذباحين .ـ
5. يجب علينا ان ندرك ان القومية ثابتة و ان الانظمة زائلة ، و ان زوال النظام لا يعني زوال القومية العربية ، و بالتالي يجب النأي بالقومية عن النظام حتى لا تتحمل القومية العربية اخطاء نظام الفرد الواحد و الحزب الواحد .ـ
6. كما يجب ان ندرك ان المقاومة مرتبطة بالشعوب و ليس بالانظمة ، فالانظمة هي التي كبلت الشعوب بالحديد لمنعها عن المقاومة . و اذا قلتم ان لا مقاومة بدون نظام بشار فهذا يعني استخفاف بالشعب السوري البطل و عدم ثقة به ، اي انكم تعتقدون ان الشعوب العربية اذا اعطيت الحرية فستكون خائنة و عميلة !! و هذا بحد ذاته جريمة ترتكبونها في حق القومية العربية .ـ
7. ان القومية العربية لا تمنع الانسان ان يكون وطنيا و ان يكون اسلاميا و انسانيا ، فما الضير بان احب وطني الاردن و انتمي له و في نفس الوقت انتمي لقوميتي العربية و ادافع عن اللغة العربية و عن تعريب المصطلحات و المناهج و اساهم في رفع اسم العرب عاليا و ايضا في نفس الوقت أكون منتميا للدين الاسلامي و اسلاميا في طرح المنهج الاسلامي في ادارة شؤون الدولة وفق الحضارة الاسلامية العريقة ، و ايضا اكون انسانيا في تقبل الآخر و الاشتراك معه في نواحي الحياة المختلفة و قبول الاختلاف معه بروح انسانية و أخوية .ـ
8. انه من الواضح و المؤكد ان نظرية النظام يريد اسقاط النظام هي النظرية الصحيحة هذه الايام . فالشعوب تمد يدها لأنظمتها و تحاول بكل جهدها الاصلاح دون اي استجابة من الانظمة التي تقود شعوبها نحو الهاوية و تدعي الاصلاح و تقوم بإصلاحات شكلية غير مؤثرة لا ترجع حقوقا و لا تحقق تقدما و لا ترفع نير الذل على الامة ، و هذا ما يفعله النظام السوري .ـ
9. و المؤكد ان الامة العربية تعيش الآن في مرحلة تغيير فرضته عليها الظروف الداخلية و الخارجية ، و الامة العربية و الشعوب العربية تقاد نحو الثورة بشكل اجباري امام انظمة لا تريد الاصلاح و تتمسك بالقمع و الاضطهاد . و الاجدى بنا دعوة الانظمة للاصلاح الحقيقي و ترك السلطة للشعب حتى يقرر مصيره و ليس ان نقف مع انظمة بائدة عفى عليها الزمن و تتكلم و تفكر بلغة خشبية و لا تعرف الا التنكيل بشعوبها بينما هي كالارنب امام اعدائنا .ـ
10. نحن اليوم في زمن جديد و يجب ان نفكر بطريقة متطورة تنهض بشعوبنا من الذل و العار و ليس ان نبقى عبيدا للأصنام ، فالتغيير حاصل شئنا أم أبينا ، و مطلوب منا كشعوب عربية تنشد الحرية ان نغير بطريقتنا لا بطريقة اعدائنا و مطلوب منا ايضا ان نضع ايدينا ببعضها و نتقدم و ليس ان نتناحر على وهم كاذب فالجميع يجب عليه ان يدرك ان السلطة ستصبح بيد الشعب وفق نظام ديمقراطي على اساس تبادل السلطة او هكذا نريد و ليس بيد فرد او حزب او فئة معينة كما هو حاصل الان و هو الامر الذي ادى بنا الى ما نراه اليوم .ـ
ارجو ان تأخذوا هذا الكلام بمحمل الحوار الاخوي و التناصح و ليس المشاحنة و التحدي . وفقكم الله .ـ
ـ " و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون " ـ
Abdullah Allawama
عبدالله اللواما
23/12/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق