الاثنين، 25 يونيو 2012

صراع العلمانيين و الاسلاميين


صراع العلمانيين و الاسلاميين

الى جانب صراع انصار الانظمة العربية و المعارضين لها او الموالاة  التي تمثل الانظمة  و المعارضة  التي تمثل الشعوب هناك صراع لا يقل اهمية  و هو صراع العلمانيين و الاسلاميين .ـ
و يتمثل العلمانيون  بالقوميين و الوطنيين و الليبراليين و اليساريين و غيرهم  من الفئات التي لا ترى في الاسلام حلا  لادارة شؤون الدولة و المجتمع . و يتمثل الاسلاميون  بكل الذين   يرون ضرورة تحكيم الاسلام في شؤون الحياة المختلفة و بطريقة ادارة الدولة  و لو بشكل جزئي  و من ابرز المتصدين لذلك حاليا الاخوان المسلمون و بعض السلفيين و غيرهم .ـ
و نتيجة لتغير الظروف في البلاد العربية  و دخول الربيع العربي و اقتراب الاسلاميين من الحكم  و التخلص من بعض الانظمة العربية و اعادة تشكل الدولة في البلاد العربية اصبحت هناك اسئلة عديدة تطرح نفسها على الطرفيين  و اعتقد ان تأخر اي فريق من الفريقين من الاجابة عليها سيؤخر عجلة الديمقراطية و التقدم نحو انشاء دولة المواطنة التي تحفظ للانسان العربي كرامته . و لا يوجد ترف في الوقت حاليا للدخول في مفاوضات او ترك الامر  للمستقبل او الانتظار حتى تتضح الامور و تتبلور التوجهات بل ان الامر مستعجل و عدم انجازه سيقودنا الى صراع عبثي  سيعيدنا الى أحضان الانظمة العربية البائدة او التي في طريقها للزوال .ـ
و يمكن تلخيص تساؤلات  و مطالب العلمانيين من الاسلاميين بما يلي :ـ
1.      الحريات العامة و مدى الاالتزام بها و تطبيقها عمليا  .ـ
2.      قضية المرأة و حريتها  .ـ
3.      حرية الاعتقاد و الفكر  .ـ
4.      عدم فرض الرأي الديني على الجميع و محاسبة الاخرين بإسم الدين  .ـ
5.      حرية التعبير عن الرأي و خصوصا في المسائل الفكرية و الدينية   .ـ
6.      حرية اللباس  .ـ
7.      القنوات التلفزيونية و  المسلسلات و الافلام و العروض المسرحية و الغناء و التمثيل  .ـ

أما الاسلاميون  فلديهم ايضا تخوفات من العلمانيين و تساؤلات  و مطالب :ـ
1.      الالتزام بأن يكون الاسلام هو دين الدولة الرسمي  .ـ
2.      الالتزام بعدم التعرض للدين و تطبيق الاحكام الدينية المتفق عليها  .ـ
3.      المحافظة على عادات وتقاليد المجتمع  الاسلامي .ـ
4.      المحافظة على الاخلاق العامة للشباب ووضع قيود  لمنع  الانحلال الخلقي للمجتمع و للشباب  .ـ
5.      الحرية في ارتداء الحجاب و اللباس الاسلامي و عدم منعه كما حدث في تركيا سابقا  .ـ
6.      المحافظة على الشعائر الاسلامية و الاعياد الدينية و الحفاظ على حرمة شهر رمضان  .ـ
7.      المحافظة على الاسرة  و عدم التعرض لضوابطها  .ـ
8.      قضايا مثل  الاجهاض ، و زواج المثليين ، و التعامل مع ما يسمى بـ " قضايا الشرف  " و الزواج العرفي  .ـ
9.      تحديد مفهوم المساواة  بين الرجل و المرأة  .ـ

اعتقد ان مثل هذه القضايا التي تثير الرعب بين الطرفين  يجب حلها سريعا و لو بشكل مبدئي او حتى  حلها بشكل عام و تجنب الدخول في التفاصيل الدقيقة لها  و ذلك للانتقال  فورا  الى  مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة و النهوض بالامة نحو التقدم . و لا يجوز  المماطلة في التفاوض في هذه القضايا بل المطلوب هو الحسم و التعقل و استخدام المنطق و تقبل  الرأي الآخر . و يجب على الجميع ان يتذكر ان الانظمة العربية على سوئها الا انها  أمسكت بالعصا من المنتصف في القضايا السابقة الذكر و تعاملت باتزان بين  جميع الاطراف لهذا فهي نجحت بالبقاء لعشرات السنوات رغم افتقادها للشرعية الشعبية . فهل تكون الانظمة العربية البائدة افضل في التفكير في حل هذه القضايا من   الذين يطالبون بالتغيير و الاصلاح و النهوض بالامة  الى العلياء ؟؟ و على الجميع  ان يتذكر كيف كان شعوره عندما كانت حريته ممنوعة و مقيدة من الانظمة ، فهل يقبل على نفسه ان يحل مكان  من سلبه حريته  ليقوم هو بدوره ويسلب حرية الآخرين ؟؟
ـ
عبدالله االلواما
4/6/2012
ـ
ـ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق