صراع العلمانيين و الاسلاميين

و يتمثل العلمانيون بالقوميين و
الوطنيين و الليبراليين و اليساريين و غيرهم
من الفئات التي لا ترى في الاسلام حلا
لادارة شؤون الدولة و المجتمع . و يتمثل الاسلاميون بكل الذين يرون
ضرورة تحكيم الاسلام في شؤون الحياة المختلفة و بطريقة ادارة الدولة و لو بشكل جزئي و من ابرز المتصدين لذلك حاليا الاخوان المسلمون
و بعض السلفيين و غيرهم .ـ
و نتيجة لتغير الظروف في البلاد العربية
و دخول الربيع العربي و اقتراب الاسلاميين من الحكم و التخلص من بعض الانظمة العربية و اعادة تشكل
الدولة في البلاد العربية اصبحت هناك اسئلة عديدة تطرح نفسها على الطرفيين و اعتقد ان تأخر اي فريق من الفريقين من
الاجابة عليها سيؤخر عجلة الديمقراطية و التقدم نحو انشاء دولة المواطنة التي تحفظ
للانسان العربي كرامته . و لا يوجد ترف في الوقت حاليا للدخول في مفاوضات او ترك
الامر للمستقبل او الانتظار حتى تتضح الامور
و تتبلور التوجهات بل ان الامر مستعجل و عدم انجازه سيقودنا الى صراع عبثي سيعيدنا الى أحضان الانظمة العربية البائدة او
التي في طريقها للزوال .ـ
و يمكن تلخيص تساؤلات و مطالب
العلمانيين من الاسلاميين بما يلي :ـ
1. الحريات العامة و مدى الاالتزام بها و تطبيقها عمليا .ـ
2. قضية المرأة و حريتها .ـ
3. حرية الاعتقاد و الفكر .ـ
4. عدم فرض الرأي الديني على الجميع و محاسبة الاخرين بإسم الدين .ـ
5. حرية التعبير عن الرأي و خصوصا في المسائل الفكرية و الدينية .ـ
6. حرية اللباس .ـ
7. القنوات التلفزيونية و المسلسلات و
الافلام و العروض المسرحية و الغناء و التمثيل .ـ
أما الاسلاميون فلديهم ايضا تخوفات
من العلمانيين و تساؤلات و مطالب :ـ
1. الالتزام بأن يكون الاسلام هو دين الدولة الرسمي .ـ
2. الالتزام بعدم التعرض للدين و تطبيق الاحكام الدينية المتفق عليها .ـ
3. المحافظة على عادات وتقاليد المجتمع
الاسلامي .ـ
4. المحافظة على الاخلاق العامة للشباب ووضع قيود لمنع
الانحلال الخلقي للمجتمع و للشباب .ـ
5. الحرية في ارتداء الحجاب و اللباس الاسلامي و عدم منعه كما حدث في تركيا
سابقا .ـ
6. المحافظة على الشعائر الاسلامية و الاعياد الدينية و الحفاظ على حرمة شهر
رمضان .ـ
7. المحافظة على الاسرة و عدم التعرض
لضوابطها .ـ
8. قضايا مثل الاجهاض ، و زواج
المثليين ، و التعامل مع ما يسمى بـ " قضايا الشرف " و الزواج العرفي .ـ
9. تحديد مفهوم المساواة بين الرجل و
المرأة .ـ
اعتقد ان مثل هذه القضايا التي تثير الرعب بين الطرفين يجب حلها سريعا و لو بشكل مبدئي او حتى حلها بشكل عام و تجنب الدخول في التفاصيل
الدقيقة لها و ذلك للانتقال فورا الى مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة و النهوض
بالامة نحو التقدم . و لا يجوز المماطلة
في التفاوض في هذه القضايا بل المطلوب هو الحسم و التعقل و استخدام المنطق و
تقبل الرأي الآخر . و يجب على الجميع ان
يتذكر ان الانظمة العربية على سوئها الا انها
أمسكت بالعصا من المنتصف في القضايا السابقة الذكر و تعاملت باتزان
بين جميع الاطراف لهذا فهي نجحت بالبقاء
لعشرات السنوات رغم افتقادها للشرعية الشعبية . فهل تكون الانظمة العربية البائدة
افضل في التفكير في حل هذه القضايا من الذين يطالبون بالتغيير و الاصلاح و النهوض
بالامة الى العلياء ؟؟ و على الجميع ان يتذكر كيف كان شعوره عندما كانت حريته
ممنوعة و مقيدة من الانظمة ، فهل يقبل على نفسه ان يحل مكان من سلبه حريته
ليقوم هو بدوره ويسلب حرية الآخرين ؟؟
ـ
عبدالله االلواما
4/6/2012
ـ
ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق