الاثنين، 25 يونيو 2012

لا أحلاف في نظام الدولة الحديثة ـ


لا أحلاف في نظام الدولة الحديثة ـ

رغم اننا في عام 2012 و رغم كل ما  تمر به  المنطقة من احداث و من ربيع عربي الا اننا نتفاجأ بمن يحاول اعادة الاردن الى الوراء و بطريقة غير ديمقراطية و لا تتسم بشيء من طرق ادارة الدولة الحديثة . و أتسائل عما يسمى " حلف الفضول 2 " و هو مبادرة من جهة مجهولة قامت بفعاليتين خلال اليومين السابقين في مدينتي معان و عمان و دعت فيه بعض الشخصيات التي قدمت نفسها على انها تمثل العشائر الاردنية و يهدف " الحلف " الى توقيع   " عقد ما بين الشعب الاردني وعشائره مع القيادة الهاشمية " كما يقولون ، و يضيفون ايضا " ان الحلف يهدف الى دفع الظلم عن المظلوم في الاردن " ...... و هنا لابد من تسجيل نقاط مهمة :ـ
1 - ان حلف الفضول الذي قام قبل الاسلام و بمشاركة عشائر قريش لدفع الظلم عن اي مظلوم في مكة او يدخل مكة انما قام هذا الحلف لانه لا يوجد دولة ولا قانون وقتها و كان القوي يأكل حق الضعيف ... فهل القائمون  على فعالية ما يسمى "حلف الفضول 2 "  ينظرون للوضع في الاردن على انه هكذا !!ـ
2-  من فوض الموقعين  أن يتكلموا باسم العشائر الاردنية و باسم الشعب الاردني الذي يعرف القاصي و الداني مطالبه في هذه المرحلة و لم تعد خافيه هذه المطالب عن اي أحد .ـ
3- ان الشعب الاردني يعرف تماما ان الذين يقومون بمثل هذه الفعاليات عادة هم  من الذين يتلقون رواتب و معونات من النظام و الديوان الملكي   و من الذين يدعون بأنهم شيوخ عشائر . مع العلم ان المجتمع الاردني تغير الان و لم يعد شيخ العشيرة ينفذ امره حتى على اقاربه ، فالمجتمع الاردني الآن مثقف من الناحية العلمية و لم يعد يتمسك برأي شيخ عشيرة أو رئيس بلدية او نائب ، بل ان الراسخ الان ان المجتمع الاردني   لم  يعد مجتمعا عشائريا  بكل معنى الكلمة بل هو مجتمع مدني بطابع عشائري و لا يتبع به  قرار الفرد الى العشيرة و لا يلتزم بقراراتها  ان وجدت .ـ
4-  ان هذه الطريقة من التجييش و التجميع لا تعبر عن  سلوك الدولة الحديثة التي يجب ان تحرص على الديمقراطية و على الانتخاب و ليس على جمع تواقيع من فئة معينة لها اتجاه واحد و تقديمه على انه يمثل الشعب بشكل كامل .ـ
5ـ لا يجوز للنظام ان يستخدم قوته و سطوته و امتلاكه للمال  لدفع الناس نحو الولاء له .. فوظيفة النظام هي  ادارة الدولة و تحقيق مصالحها و ليس جمع التواقيع .ـ
6-  في اطار الدولة لا يجوز لأحد و لا  لحلف ان يتدخل في رد المظالم او اعطاء نفسه صلاحيات غير دستورية . اذ ان رد حقوق الناس و دفع الظلم هي في الاساس وظيفة القضاء و ينفذ من السلطة التنفيذية الممثلة بالحكومة عن طريق الاجهزة الامنية و ليس عن طريق حلف او جماعة معينة .ـ
7- اذا كان الموقعون على هكذا عقد يوقعونه على انه باسمهم فهذا شأنهم و لهم الحرية في ذلك ، اما ان يقدموه على انه يمثل العشائر الاردينة او يمثل الشعب الاردني فهذا امر مرفوض جملة و تفصيلا .ـ
8ـ لا يجوز لاحد و لا للنظام تقديم  هذه الفعالية على انها تفويض من الشعب له او ان يحتج بها احد في المستقبل على ان هذا هو رأي الشعب .. فالشعب هنا غائب عنها و لم تجر العملية بشكل ديمقراطي و الحاضرون لا يمثلون الا انفسهم .ـ
9- ان مطالب الشعب الاردني تتلخص في اصلاح النظام  و القضاء على الفساد و اعادة السلطة للشعب و تطبيق الديمقراطية و اعادة مقدرات الوطن التي بيعت و التي نهبت و محاسبة الفاسدين و تحقيق العدل و عدم تحميل المواطن أوزار السرقات و النهب الذي قام به الفاسدون  عن طريق رفع الاسعار .ـ
10 - الشعب الاردني شعب مثقف و لا يوقع على بياض ، و هناك مطالب شعبية ووطنية لابد من تحقيقها قبل الكلام عن اي عقد .ـ

و ختاما  نقول ان اي مبادرة للاصلاح يجب ان تكون نابعة من المطالب الشعبية و يجب ان تشمل  و تحدد كل المطالب  و لا يجوز ان نتكلم بالعموميات عند المطالبة بالاصلاح ، اذ ان هذه الطريقة   لا تلزم أحد بالتطبيق و هي وسيلة للتهرب من الاصلاح . الشعب الاردني لن يعود عن مطالبه في اصلاح النظام و إعادة السلطة له .ـ
ـ
عبدالله اللواما
26/5/2012
ـ
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق