الاثنين، 25 يونيو 2012

و إنها لفانية ، البعد عنها فضيلة


و إنها لفانية ، البعد عنها فضيلة

و انها لفانية ، و انها في هذا الزمن قذرة و لا تجلب الا المتاعب التي قد تضيع هباء ، و هي تجبر المرء  على  ان يعمل الشيء الذي لا يريده ، و تجبر الحر ان يضع يده بيد الاعداء و بيد من لا يساوي درهما ، و القرب منها  خطيئة و البعد عنها فضيلة و هي تجعلك متملقا و احيانا تلجأ للكذب و النفاق من اجل مجاراة الامور و اتباع المصلحة العامة و الدفاع عن الامة و غير ذلك من الاعذار التي ستصنعها في حال  أنك وصلت إليها . فكيف عندما تعرف ان في هذا الزمن هناك غوغاء و ليس كل الناس صالحين ؟  و كيف اذا عرفتم ان أعداءنا قسمونا الى فرق متناحرة ، و انهم يتحكمون بنا كما لو انهم يتحكمون بتلفاز بالريموت كنترول ؟ ،  و هناك من  يعتقد ان أكبر خدمة يمكن ان يقدمها  للوطن هي ان يشاغب و يتمرد على الطيبين بينما تجده يقف امام الطغاة مثل القط الخائف . يا له من زمن !! و يا لها من جماهير !! و يا  لهم من أتباع !!  فإياكم ان تقربوها ، و إياكم ان تتسخ ثيابكم  بها ، و اياكم ان تتركوا التاريخ يسجل عليكم نقاطا سوداء .ـ
و ان مهمتنا تنتهي بالوصول الى العدالة و الى تطبيق القانون ، و اعادة السلطة للشعب و عندها فليختار الشعب من يريد ، لكننا لا نريد ان يختارنا لأننا لن نقدم أنفسنا لها ، فهي ليست غايتنا و لا مبلغ طموحنا ، لا نريدها لاننا أكبر منها فنحن أحرار و لا نقبل التقييد ، و نحن صالحون و لا نقبل الفساد و نحن صادقون و لا نقبل الكذب و لا التدليس و لا النفاق و لا المجاملات الكاذبة .ـ
و انني ادعو كل سائر  في طريق الاصلاح ان لا يفكر بها ابدا ، و ان لا يضعها في حساباته ، و ادعو كل الحراكيين و كل الحزبيين و كل الأحزاب  ان تعلنها  و بوضوح انها لا تريدها و لا ترغب الا في الاصلاح و لا شيء غير الاصلاح . و المهمة تنتهي عندما يتم تعديل الدستور بما يتوافق مع  اعادة السلطة للشعب و ايضا بالوصول الى قانون انتخاب عادل تجري عليه انتخابات بشكل نزيه .  فليكن النواب من خارج الذين قاموا بالاصلاح ولتكن الحكومة حكومة تكنوقراط ( خبراء ) ووزراؤها لا يتبعون حزبا معينا و لا ايديولوجيا معينة . و يكون دور الاصلاحيين وقتها دعم الاخيار من شرفاء هذا الوطن و توجيه الناس نحو الوطنيين الاحرار و اما الاصلاحيين فدورهم المراقبة و المتابعة و الدعوة الى الخيار الافضل و التحذير من القرارات او الخيارات الخاطئة .ـ
و إننا بهذا الخيار نقطع الطريق على كل المرجفين و على كل المتربصين و نكون خيرا على شعبنا و على وطننا ، و نزيل الشك و الاوهام من قلوب الناس الذين يظنون بنا ظن السوء او انهم لا يصدقون انه بقي في هذا الزمن من يخدم الوطن لأجل الوطن أو من يعمل الخير و لا يطلب أجره .ـ
و الوطنيون و المصلحون و الشرفاء  يخدمون وطنهم في كل مكان و زمان  هم فيه ، يخدمونه في اعمالهم ووظائفهم و جامعاتهم و شركاتهم ، يخمدمونه في البيت و الشارع و العمل .ـ
الوطن بحاجة الى من يضحي من أجله دون مقابل ، و هو بحاجة الى الشرفاء و الانقياء في أن يخدموه بقلوب مخلصة و بأعين مفتوحة و بعقول نيرة .ـ
قال أحد  الصالحين : إننا نعيش في سعادة لو علم بها السلاطين لقاتلونا عليها بالسيوف .ـ
و إنها لفانية ، البعد عنها فضيلة .ـ
ـ
عبدالله اللواما
4/5/2012
ـ
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق