و إنها لفانية ، البعد عنها فضيلة
و انها لفانية ، و انها في هذا الزمن قذرة و لا تجلب الا المتاعب التي قد تضيع
هباء ، و هي تجبر المرء على ان يعمل الشيء الذي لا يريده ، و تجبر الحر ان يضع
يده بيد الاعداء و بيد من لا يساوي درهما ، و القرب منها خطيئة و البعد عنها فضيلة و هي تجعلك متملقا و احيانا
تلجأ للكذب و النفاق من اجل مجاراة الامور و اتباع المصلحة العامة و الدفاع عن الامة
و غير ذلك من الاعذار التي ستصنعها في حال
أنك وصلت إليها . فكيف عندما تعرف ان في هذا الزمن هناك غوغاء و ليس كل الناس
صالحين ؟ و كيف اذا عرفتم ان أعداءنا قسمونا
الى فرق متناحرة ، و انهم يتحكمون بنا كما لو انهم يتحكمون بتلفاز بالريموت كنترول
؟ ، و هناك من يعتقد ان أكبر خدمة يمكن ان يقدمها للوطن هي ان يشاغب و يتمرد على الطيبين بينما تجده
يقف امام الطغاة مثل القط الخائف . يا له من زمن !! و يا لها من جماهير !! و يا لهم من أتباع !! فإياكم ان تقربوها ، و إياكم ان تتسخ ثيابكم بها ، و اياكم ان تتركوا التاريخ يسجل عليكم نقاطا
سوداء .ـ
و ان مهمتنا تنتهي بالوصول الى العدالة و الى تطبيق القانون ، و اعادة السلطة
للشعب و عندها فليختار الشعب من يريد ، لكننا لا نريد ان يختارنا لأننا لن نقدم أنفسنا
لها ، فهي ليست غايتنا و لا مبلغ طموحنا ، لا نريدها لاننا أكبر منها فنحن أحرار و
لا نقبل التقييد ، و نحن صالحون و لا نقبل الفساد و نحن صادقون و لا نقبل الكذب و لا
التدليس و لا النفاق و لا المجاملات الكاذبة .ـ
و انني ادعو كل سائر في طريق الاصلاح
ان لا يفكر بها ابدا ، و ان لا يضعها في حساباته ، و ادعو كل الحراكيين و كل الحزبيين
و كل الأحزاب ان تعلنها و بوضوح انها لا تريدها و لا ترغب الا في الاصلاح
و لا شيء غير الاصلاح . و المهمة تنتهي عندما يتم تعديل الدستور بما يتوافق مع اعادة السلطة للشعب و ايضا بالوصول الى قانون انتخاب
عادل تجري عليه انتخابات بشكل نزيه . فليكن
النواب من خارج الذين قاموا بالاصلاح ولتكن الحكومة حكومة تكنوقراط ( خبراء ) ووزراؤها
لا يتبعون حزبا معينا و لا ايديولوجيا معينة . و يكون دور الاصلاحيين وقتها دعم الاخيار
من شرفاء هذا الوطن و توجيه الناس نحو الوطنيين الاحرار و اما الاصلاحيين فدورهم المراقبة
و المتابعة و الدعوة الى الخيار الافضل و التحذير من القرارات او الخيارات الخاطئة
.ـ
و إننا بهذا الخيار نقطع الطريق على كل المرجفين و على كل المتربصين و نكون
خيرا على شعبنا و على وطننا ، و نزيل الشك و الاوهام من قلوب الناس الذين يظنون
بنا ظن السوء او انهم لا يصدقون انه بقي في هذا الزمن من يخدم الوطن لأجل الوطن أو
من يعمل الخير و لا يطلب أجره .ـ
و الوطنيون و المصلحون و الشرفاء يخدمون
وطنهم في كل مكان و زمان هم فيه ، يخدمونه
في اعمالهم ووظائفهم و جامعاتهم و شركاتهم ، يخمدمونه في البيت و الشارع و العمل .ـ
الوطن بحاجة الى من يضحي من أجله دون مقابل ، و هو بحاجة الى الشرفاء و الانقياء
في أن يخدموه بقلوب مخلصة و بأعين مفتوحة و بعقول نيرة .ـ
قال أحد الصالحين : إننا نعيش في سعادة
لو علم بها السلاطين لقاتلونا عليها بالسيوف .ـ
و إنها لفانية ، البعد عنها فضيلة .ـ
ـ
عبدالله اللواما
4/5/2012
ـ
ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق