الاثنين، 25 يونيو 2012

تنظيم القاعدة _ لن تخدعونا به


تنظيم القاعدة _  لن تخدعونا به   

لم يكن هناك شيء اسمه القاعدة او تنظيم القاعدة قبل سقوط الاتحاد السوفيتي 1990  و انفراد اميركا و المعسكر الغربي بقيادة العالم و ظهورمصطلح  ما يسمى بصراع الحضارات الذي تنبأ له و نظّر له المفكر الاميركي هنتنغتون  ، و المقصود بهذا المصطلح الذي شاع كثيرا في  العقد الاخير من القرن العشرين هو تصادم الاسلام مع العالم الغربي  و هو الامر الذي صنعه الغرب صناعة و قام  بالترويج له .ـ
هناك قاعدة يأخذ بها الغرب و هي انه اذا لم تجد لك عدوا فيجب صناعته حتى تبقى قائما و حتى يكون هناك مبرر لوجودك . و على هذه القاعدة تم صناعة القاعدة او تنظيم القاعدة .ـ
جاءت تسمية القاعدة من معسكرات التدريب للمجاهدين في افغانستان  حيث كانت تسمى قواعد و اطلق على التنظيم اسم القاعدة من هذا الباب و هو ربما يشير الى اهمية التدريب  عند زعماء التنظيم .ـ
اجتمعت مصالح مجموعة من الاطراف في  وجود تنظيم من هذا النوع ، حيث هناك شباب اسلامي متعصب و متشدد و يحب خدمة الاسلام و لو بأي وسيلة بالنسبة لهم ، و هناك الغرب الذي بدأ يتخوف من انتشار الاسلام في بلاده فأخذ يخطط لايقاف المد الاسلامي بطريقة ذكية او خبيثة  و لا تفقدهم مصداقة العالم ، و هناك الانظمة العربية و أجهزة المخابرات العربية التي ترى في الاسلام خطرا عليها و ترى ان الاسلاميين من الممكن ان يستفيدوا من زوال المعسكر الشرقي ووجود حالة فراغ قد يقوم الاسلاميون باستغلاله ، و هناك اطراف تحمل الكراهيه للاسلام من ناحية ايديولوجية و حاولت الترويج لفكرة ان الاسلام يعني القتل و الدمار .ـ
من عام 1990 الى 1996 كانت القاعدة عبارة عن افكار اكثر منها تنظيما  حقيقيا على الارض  و ارتبط اسم القاعدة بأسامة  بن لادن الذي يعتبر قائد التنظيم  ، وفي  1996 اعلنت القاعدة حربها على العالم الغربي و على رأسهم اميركا و في 1998  حدثت تفجيرات نيروبي عاصمة كينيا و في 11 سبتمبر  2001  تم تفجير برجي التجارة في نيويورك و على اثرها غزت الولايات  المتحدة  افغانستان ، و في عام 2003 غزت العراق و احتلت اراضيه و ظهر ما يسمى بالقاعدة داخل العراق و حدثت  تفجيرات كثيرة  في العراق كانت تنسب للقاعدة باستمرار .و في 2 مايو ايار 2011 اعلنت الولايات المتحدة مقتل اسامة بن لادن في ظروف غامضة في الباكستان .ـ
اتخذت القاعدة من التشدد منهجا  لها و ادعت انها تنتمي للفكر السلفي مما جعل بعض الشباب السلفي الاتجاه يؤمن بوجودها ، كما تم استغلال الشباب الذين يؤمنون بهذا المنهج في عمليات القاعدة . و في الواقع ان تنظيم القاعدة لم يكن تنظيما حقيقيا وواقعيا على الارض فهو بدون مكاتب و غير قادر على الظهور العلني مما  يسمح لأي كان ان يدعي انتماءه  للتنظيم و بالتالي استغلال الشباب المسلم في عمليات قذرة يذهب بها ضحايا مدنيين من اجل غايات سياسية و طائفية و حزبية مثلما  حدث في العراق و اليمن و افغانستان و غيرها الكثير من البلدان .ـ
و ظلت الضبابية و السرية تحيط بشخص اسامة بن لادن وبشخصيات القاعدة المحيطة به طيلة هذه السنوات و التي لم تكن ترى الا من خلال تسجيلات  فيديو او صوت غالبا ما كانت غير واضحة او مشكوك بصحتها ، مما يجعل تنظيم القاعدة ليس الا تنظيما اعلاميا يحاول اثارة شباب المسلمين و دفعهم لقتال العدو الذي غالبا ما كان اميركا .ـ
في الوقت الذي يرى فيه البعض تنظيم القاعدة مدافعا عن المسلمين يرى آخرون ان هذا التظيم قد جلب الدمار للعالم الاسلامي ، حيث انه زج المسلمين في حرب غير متكافئة مع اميركا و حلفاؤها مما صنع عذرا للغرب يسمح له  بمهاجمة اي مكان في ارض المسلمين .ـ
و يبقى تفجير برجي التجارة العالمية من أكثر الاحداث التي صنعتها القاعدة ، و انا لا ارى في هذا الحدث الا  مكيدة تم صناعتها من جهة ما داخل الولايات المتحدة  لأخذ موافقة ( او اجبار )  الشعب الاميركي على الحرب على العالم الاسلامي . و هناك ادلة كثيرة على ان ما حدث في الولايات المتحدة يوم 11/9/2001  ليس الا مؤامرة حيكت باتقان لمآرب متعددة و قد تم تقديم العديد من الكتب و البرامج التلفزيونية و الابحاث و الافلام التوثيقية لاثبات هذه النظرية و التي تسمى نظرية المؤامرة في احداث سبتمبر ، و تتلخص الحجج و البراهين على ذلك بما يلي : مجموعة كبيرة من الامور و الترتيبات التي حدثت قبل التفجير يدل على ان العمل مدبر و منها  شراء البرجين من   تاجر يهودي ، و اصدار امر قبل الهجوم بفترة بمنع اي تدخل لانقاذ الطائرات المخطوفة الا بموافقة وزير الدفاع و ذلك لتسهيل التفجير ، وجود مناورة  عسكرية للدفاع عن البرجين من هجمات ارهابية في نفس يوم التفجيرات ،  و سحب الكلاب التي تكشف المتفجرات من المبنيين ، امتناع المسؤولين الاميركيين الكبار من السفر يوم 11 سبتمبر ،   تغير غريب في سعر الصرف للاسهم المالية في البورصة قبل الهجوم و غيرها الكثير . كما رسمت علامات استفهام كبيرة على احداث 11 سبتمبر من حيث استحالة تدمير المبنيين بالطائرات المدنية و عدم قدرة الطائرات المدنية على القيام بمثل هذا العمل ، سقوط البرج رقم 7 القريب من البرجين في نفس اليوم بالرغم من عدم تعرضه لهجوم الطائرات ، عدم تحرك اي طائرة اميركية للاستيلاء على الطائرات المخطوفة و هي متجهة للتفجير ، شهادة الحاضرين عند البرجين و رجال الاطفاء ان البرجين تم تفجيرهم من الداخل ، ارسال رسائل للموظفين في البرجين  بعدم التوجه للعمل في البرجين في نفس اليوم ، عدم مقتل اي  من الموظفين اليهود في البرجين لانهم لم  يذهبوا للدوام  في ذلك اليوم ، و الشكوك الكثيرة التي تدور حول تفجير البنتاغون  حيث  وقع في مبنى تحت الانشاء ،...و غيرها الكثير من الادلة  ....... ـ
و في العراق تم صناعة القاعدة لتبرير بقاء القوات الاميركية و تقديم وجه لقوات التحالف بانها تدافع عن المواطنين العراقيين من خطر القادمين للتفجير من الخارج ، و في اليمن استباحت الطائرات الاميركية اراضي اليمن لتضرب بكل مكان و بالتعاون مع النظام اليمني بحجة وجود القاعدة ، و تدخل الولايات المتحدة بباكستان و بالشؤون الداخلية لها بحجة وجود القاعدة و قتل الناس في وزيرستان بشكل شبه يومي بالطائرات بدون طيار .ـ
و استغلت الانظمة العربية و اجهزة المخابرات فكرة القاعدة لتقدم نفسها للغرب بانها حامية لامن الغرب من الخطر الاسلامي او الخطر الجهادي لشباب المسلمين و تعاونت مع الولايات المتحدة و مع الاستخبارات الاميركية و تم استباحة  الدول العربية و الاسلامية و تم جلب مجموعة من الشباب المسلم الى سجون اميركا في افغانستان  مثل سجن غوانتانامو و سجن باغرام . و اصبحت الولايات المتحدة و لفترة طويلة تدير الامن في معظم الاماكن في العالم بحجة مكافحة الارهاب . كما استغلت الانظمة العربية موضوع مكافحة الارهاب في تثبيت حكمها و القضاء على مخالفيها و انتهكت بذلك كل القوانين و الانظمة و حقوق الانسان .ـ
و في الآونة الاخيرة بدأ  النظام السوري باستغلال القاعدة او فكرة القاعدة في التفجيرات لبث الرعب بين المواطنين و لارسال رسالة للشعب بأنهم امام خيارين اما بقاء النظام او القتل و الدمار و قد جاء التفجير الاخير بعد الانتخابات التي اجراها النظام السوري لتذكرنا بتفجيرات لندن  الشهيرة التي جاءت بعد فوز مدينة لندن في تنظيم الالعاب الاولمبية مما يدل على ان المفجر في الحالتين  هو النظام نفسه  . و هي نفس الفكرة التي استخدمها المالكي في العراق مرارا و تكرارا و ابعد كل المناوئين له في الحكم .ـ
و لو حاولنا تقدير المكاسب و الخسائر من وراء وجود القاعدة نجد ان القاعدة لم تكسب شيء  و ان العالم الاسلامي خسر الملايين من افضل ابنائه في حرب غير متكافئه و خصوصا في افغانستان و العراق و الباكستان و اليمن . و اصبح الاسلام متهما في الغرب بعد ان كان الدين الذي يمكن ان يقبله الغربيون بعد سقوط المعسكر الشرقي و هو الدين الذي يتصف بالاكثر اقبالا عليه الا ان صورة الاسلام تم تشويهها و اصبحت صورة المسلمين تعني في الغرب القتل و الدمار و ذلك بفعل الاعلام  الذي يمتلكه اعداء الاسلام و مروجي فكرة صراع الحضارات .ـ
الصورة واضحة و لم تعد تنطلي علينا الاكاذيب و الافلام المفبركة و الغير واضحة الصورة و الصوت و التبني للعمليات عن طريق اشخاص غير معروفين و ان كانوا معروفين فلا مجال للالتقاء بهم و بذلك يكون هؤلاء الاشخاص اما متآمرين او مغرر بهم و يعتقدون بأن هذه الطريقة هي خدمة للاسلام . و في الواقع ان هذه العمليات تدار بواسطة اجهزة استخبارات عالمية بأوامر من انظمتها  او من جهات ذات نفوذ عالمي و تدير العمليات لمصالح سياسية و اقتصادية و دينية .ـ
تنظيم القاعدة منتج اميركي بصناعة اميركية و بالتعاون مع شركائها و اتباعها و هذا المنتج قابل للتصدير و قابل للاستخدام  لأكثر من غرض واحد و يجب الحذر منه . و يجب على صانعي هذا المنتج التوقف عن انتاجه و استخدامه لانه وسيلة غير انسانية في استخدام المدنيين و استخدام دماء الناس الابرياء من اجل اهداف معينة . هذا المنتج لم يعد يقنع احدا و لم يعد له تأثير سوى المزيد من الدماء و الدمار .ـ
ـ
عبدالله اللواما
16/5/2012
ـ
ـ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق