الاثنين، 25 يونيو 2012

جلسة هادئة مع مؤيد للانظمة العربية

جلسة هادئة مع مؤيد للانظمة العربية

أخي الكريم اعرف انك ستقول لي بأنك ضد الانظمة العربية و انك مع الشعوب ،أعرف ذلك !! لقد مللت من هذه الاسطوانة  و اعرف ايضا انك ستقول لي انك خائف على الاوطان من التغيير و انك تشتم رائحة العمالة و الخيانة و انك حريص على التغيير للافضل و ان بقاء هذه الانظمة على سوئها افضل من القفز الى المجهول . و ان هناك مخططا غربيا صهيونيا لتغيير الانظمة و استبدالها بانظمة أكثر خيانة و اقوى في  تحقيق المصالح الغربية و الاسرائيلية ........ كما اعلم انك تردد دائما ان هناك انظمة ممانعة و مقاومة مثل النظام السوري و هذه يجب عدم المساس بها و هي على سوئها تبقى شوكة في حلق  اسرائيل و اميركا و الصهيونية العالمية . و انت ايضا دائما تضيف أن عليّ ان انظر الى ما حل بتونس و مصر و ليبيا و اليمن  من جراء الثورات العربية ، و ان ليبيا و مصر كانتا افضل حالا مما فيه الان و احيانا تتجرأ و تزيدها كثيرا و تقول ايضا ان تونس كانت افضل في زمن  ابن علي ! . و انت تقول لماذا الثورات هذه و لماذا و لماذا ؟؟ و تضيف ايضا ان الثوار ليسوا الا مخربين و لهم مصالح خاصة او مرتبطين بالخارج .   اتركونا نسير على الطريق و نعيش بأمان فوقت الثورات ما زال مبكرا و الناس غير متفقة على ذلك و الانظمة قوية و الشعوب متفرقة و خلينا متحدين افضل من تقسيم المقسم و احداث شرخ بجسم الامة العربية و تمهيد الطريق للاحتلال الغربي لنا او للاحتلال الاسرائيلي و السيطرة على مقدراتنا .....ـ
اخي الكريم ، كل ما تفضلت به اما صحيحا او قريبا من الصحة ، لكنك نظرت الى الموضوع من زاوية  واحدة و اغفلت الزوايا المتبقية ، نظرت الى الوضع من منظار واحد و هو منظار الانظمة فبدت  لك الصورة كما رأيتها . و لو أنك اجتهدت قليلا  و أخذت بآراء المخالفين للانظمة لوجدت شيئا مختلفا تمام الاختلاف ... أخي هل المواطن العربي ثار على انظمته ترفا و حبا في الثورات ام ان الانظمة نفسها ألزمته بذلك و دفعته دفعا  لها .... ألم تطالب الشعوب العربية أنظمتها و قادتها بالاصلاح منذ سنوات طويلة و لم تجد من الانظمة الا السير بالبلدان العربية نحو الهاوية ، الحاكم و الحكومة و النواب و المسؤولون ينهبون و يسرقون و لا يتركون شيئا في الخزائن بل و يراكمون الديون بالمليارات و البطالة تزداد و الاسعار ترتفع باستمرار و الاطفال مشردون في الشوارع حتى وصل عدد الاطفال المشردون في القاهرة وحدها الى مليون طفل . و المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية زادت .... أخي الكريم ألم تسمع عن الحكام العرب كيف انهم يمتلكون ارصدة ضخمة في البنوك العالمية ؟ ألم تر  بعينيك كيف انهم ارادوا توريث اولادهم و زوجاتهم الحكم ؟ ألم تر  كيف انهم اعتبروا الاوطان مزارع عندهم ؟؟  و عندما يرى المواطن العربي ان وطنه و بلده يسير الى الهاوية فماذا عليه ان يفعل ؟؟ هل يترك النار تلتهمه أم يسعى لحمايته و الدفاع عنه ؟؟
في تونس حول بن علي و زوجته تونس الى اقطاعيه لهم و أخذوا كل اموال الشعب و استعبدوا التونسيين و منعوهم من كل حقوقهم الطبيعية ... و في مصر اصبح هم مبارك هو كيف يورث الحكم لابنه جمال و انتشر الظلم و تعدى رجال الامن على الناس في الشارع و زاد الفقر و الجوع و تراكم الدين و تم بيع غاز مصر لاسرائيل بثمن بخس . و استعلى مبارك و لم يسمع من احد .... و في ليبيا كان القذافي يجرب انظمة حكم على الشعب الليبي  لم يأت  بها أي انسان من قبل !  و راح يبيع بترول ليبيا و يصرفه على اصدقائه الافريقيين و الاوروبيين و الاميركان و يظهر القذافي في خطاباته بشكل خرافي  بما لا يدع شكا انه رجل مخبول ومعتوه . فكيف ترضى ان يقبل الليبيون هذا الوضع ؟؟ ثم انه اعتمد على المرتزقه الافريقيين و غير الافريقيين و سلح كتائب مجرمة لتقتل المواطنين و تنتهك كل المحرمات .. فهل هذا قائد لبلاد يستحق البقاء؟  ... و في اليمن احتكر علي صالح السلطة بيده و بيد اقربائه طوال  اكثر من ثلاثين عاما و جعل الدولة تعتمد على العشيرة و لم يحاول أبدا بناء دولة قانون يحكمها العدل . فهذا هم الثوار اليمنيون يخرجون بالملايين يطالبون بالدولة ! تخيل يطالبون ببناء دولة لهم .. لأنهم محرومون منها ....
و في الاردن يخرج الشعب باستمرار ليطلبوا حق شرعي لهم و هو اصلاح بلادهم و اصلاح  نظام بلادهم و عدم بيع وطنهم  للاجنبي ، و ايقاف تراكم الدين عليه و محاسبة من سرق أموال الشعب و من باع مقدرات الوطن .. و لا يجد الشعب اي استجابة من النظام الذي يدير البلاد خارج اطار الدستور المكتوب حيث الديوان الملكي و الاجهزة الامنية هما  من يتصرف و الحكومة ليست الا شكلية ! و النواب و الاعيان ليسوا الا أوراق شدة في يد النظام ! فهل تريد أن يبقى الشعب صامتا حتى يرى بلاده   قد انتهت أمامه ؟؟  أم  تريده ينتظر حتى يصبح الدين على بلاده مثل الجبال ووطنه قد بيع بالكامل  ؟
و في سوريا يستحوذ آل الاسد على الحكم و يحكمون البلاد بقبضة الجيش و الامن و الشبيحة حتى انهم يحاصرون المدن بالدبابات منذ سنوات طويلة قبل الثورة فهل هذا نظام ام احتلال ؟ و يستحوذ آل الاسد و آل مخلوف على الاقتصاد السوري ! و يسيطر حزب واحد و هو حزب البعث السوري على الحكم . و يقمع النظام كل من يتجرأ على نقده . و تستحوذ طائفة تمثل اقلية على  الحكم فيما تحرم طائفة تمثل اكثر من 80%  من السكان من حقوقها  المشروعة . و يقيم النظام السجون لأهل سوريا و ينتهك كل حقوق الانسان .. فكيف تريد للشعب ان يبقى صامتا ؟ و الى متى سيبقى صامتا ؟؟
أخي الكريم ، الربيع العربي لم يكن له ان يكون لولا ان الانظمة ظلمت شعوبها  وزادت في استعلائها و لم تعد ترى الا مصالحها و مصالح حكامها ... و السؤال الذي يصعب اجابته هو لماذا لا تستجيب الانظمة للمطالب الشرعية لشعوبها ؟ ماذا ستخسر الانظمة لو انها اصلحت و سمعت كلام شعوبها ؟ و لماذا تحولت الانظمة العربية الى وحوش قاتلة لشعوبها ؟ و لماذا كل الانظمة العربية استخدمت البلطجية او الشبيحة في مواجهة شعوبها ؟ أليس هذا دليلا على ان شعوبها على حق فهي لا تستطيع مواجهتها  بالامن فقط لان هذا يرتب عليها مسؤولية قانونية ، لهذا فهي تلجأ للبلطجية لكي تدعي انها  غير مسؤولة عن القتل الذي يحدث و نسيت انها مسؤولة  عن ذلك اولا و اخيرا ....
و حتى لو ان هذه الانظمة عملت كل ما عليها ، أليس من حق الشعوب ان تطلب التغيير ؟ أم انه محكوم على الشعوب العربية ان تغير حاكمها كل نصف قرن مرة بينما شعوب اوروبا و اميركا تغيره كل اربع سنوات ؟ و كم من فرق بيننا و بينهم !!ـ
و لا يوجد امام الشعوب العربية الا خياران  اما ان تبقى صامته صابرة على حكامها و انظمتها و بالتالي تذهب البلاد الى الهاوية و الفقر و الدين و الموت او ان تقوم بثورة لاصلاح ما يمكن اصلاحه  ..ـ
فهل بعد هذا الكلام ما زلت مؤيدا للأنظمة العربية ؟؟؟
ـ
عبدالله اللواما
3/6/2012
ـ
ـ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق