الأربعاء، 27 يونيو 2012

لنتعلم من اخطائنا و نتقي الله في سوريا


لنتعلم من اخطائنا و نتقي الله في سوريا  

عندما كان العقلاء من المفكرين و المحللين السياسيين العرب يقولون ان العراق سيخسر المعركة و ان العراق يتجه لكارثة حقيقية و غير مسبوقة كنا نقف في وجوههم و نصفهم بأنهم  عملاء و جبناء ... و عندما كانوا يقولون بأن الاميركان قادرون على احتلال العراق كاملا  كنا نشتاط غضبا و نقول ان صدام سيحرقهم بالكيماوي و ان الصحراء ستكون مقبرة للغزاة ... و وصل الامر بالبعض ان يقول ان العراق يملك قنابل نووية و ان روسيا و ايران و سوريا لن تسمح للقوات الاميركية " المعادية " لهم باحتلال العراق و الفوز بغنائمه ... لهذا كان أكثر المتشائمين منا يظن ان الامر لن يتعدى تدمير المنشآت العراقية بالصواريخ و الطائرات الاميركية أما الحرب البرية فكنا على ثقة كاملة بأن الجيش العراقي سيسحق الاميركان الجبناء و سيلقنهم درسا قاسيا في الحرب .... و كنا نعتقد ان الاجراءات السياسية و قرارات الامم المتحدة و لجان التفتيش التي دخلت كل مكان في العراق  كنا نظنها  انها مناورات سياسية و انها لعبة شد الحبل التي لن تفعل شيئا في النهاية و ان النظام العراقي يعرف كيف يناور و يسير باللعبة السياسية الى النهاية ... و الادهى من ذلك اننا كنا نظن ان العراقيين يد واحدة و ان احدا لن يفرقهم و انهم  عقدوا العزم جميعا على المواجهة و الانتصار ....ــ لكننا لم نكن على علم او اننا كنا نتجاهل حقائق مهمة و هي ان النظام العراقي كان يمسك الشعب العراقي بالحديد و النار و ان الشعب العراقي ينقسم الى مكونات و طوائف و ان صدام و النظام العراقي لم يكن يسيطر  على كامل ارض العراق و ان اسلحة  الجيش العراقي لم يكن باستطاعتها فعل اي شيء مؤثر .... و الاهم من ذلك كله ان الانسان العراقي لم يكن مبنيا على قواعد دينية و قومية ووطنية صحيحة و عميقة  بل كان هناك تظليل له و اجبار على تقديس البشر و بما يشبه عبادة السيد الرئيس القائد بدل ان يكون حرا ابيا يدافع عن وطنه من منطلق عقيدته القوية التي يؤمن بها ......   هذا المشهد تكرر مع العرب كثيرا و ربما  كان بشكل اوضح  مع جمال عبدالناصر عام 1967  و من المرجح ان الشعوب العربية لن تترك  هذا الامر و لن تتعلم من اخطائها  و بعضهم فعل ذلك عندما وقف مع القذافي عام 2011  و  نفس الامر يحدث مع  النظام السوري الآن  و سوريا تتجه لكارثة حقيقية ان لم يتم تعلم دروس التاريخ جيدا و اسقاط الورقة من يد الدول الكبرى و ان يعلن النظام السوري التنحي و تسليم السلطة للشعب و بالتالي انقاذ البلاد من فوضى و انقسام و حرب طائفية ستأكل الاخضر و اليابس ... فيكفي هذا النظام عشرات السنوات التي حكم بها سوريا و اذاق الشعب السوري المر و كلفه عشرات الآلاف من الضحايا و يكفي لهذا الشعب ما تعرض له من القمع و انتهاك الحريات ... و يكفي للنظام السوري ما فعل ، فليسجل  النظام موقفا تاريخيا و يقوم  بخطوة جريئة لانقاذ سوريا و قطع الطريق على اعداء سوريا و اعداء الشعب السوري ... و ليعلم النظام السوري ان الشعب قادر على حكم نفسه و ان الشعب اذا اعطي الحرية فسيختار الافضل ....  و لينتهي النظام السوري عن صناعة  الحجج  الواهية و  الاكاذيب و التي ترددها كل الانظمة الشمولية القمعية التي تقوم على الحكم بالقوة و باستخدام  السلاح ....ـ
الدول الكبرى لا تهمها الا مصالحها و الروس اثبتوا انهم ينسحبون بعد ان يجنوا اكبر قدر من الغنائم و ايران لا يهمها الا ان تملك اوراقا لتلعب بها مع الغرب .... ليس امام السورين الا الاجتماع و التوحد ، و ليس لانصار النظام و الداعمين له الا ان يقفوا مع انفسهم و يحكموا ضميرهم  و يتقوا الله في سوريا  فهذا النظام  لا يفعل ما يفعل الا لانه يجد من يؤازره و يدفعه لاحراق سوريا و هو لا يعلم انه يحرق نفسه قبل ان يحرق سوريا و يجب على انصار النظام ان يبدلوا شعارهم " اما  الاسد او يدمر البلد " الى شعار " سوريا للجميع " او " يكفيك يا اسد  اترك السوريين يحكموا البلد " ....ـ فلنتعلم من اخطائنا و نتقي الله في سوريا  .ـ
حمى الله سوريا و  شعب سوريا   
ـ
عبدالله اللواما
27/6/2012
ـ
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق