الاثنين، 25 يونيو 2012

لا أحد مع الشعب السوري إلا الله


لا أحد مع الشعب السوري  إلا الله

منذ انطلاق الثورة السورية لم يستفد الشعب السوري من المجتمع الدولي شيئا غير الكلام  ، و لم يقم المراقبون الدوليون بأي دور  يمنع القتل او حتى يوفر غطاء لخروج المتظاهرين دون ايذاء من النظام  و شبيحته .ـ
بل ان الامم المتحدة انقلبت لتصبح شاهد زور و لتوظف نفسها  مع النظام القمعي و ضد الثورة بطريقة غير شريفة ، حيث ان بان كي مون رئيس الامم المتحدة يبرر للنظام و يقول ان هناك ارهابيين وراء هجمات في سوريا دون ان يقدم اي دليل بل يبني ذلك من خلال توقعاته و هذا ينافي كل المنافاة دور الامم المتحدة و ينزع منها اي مصداقية ، و تبدو  خطة كوفي عنان ليست الا شماعة  يتم بها كسب الوقت في  حين  يتعرض  الشعب السوري لأبشع انواع العنف و القتل الذي وصل الى الاطفال الابرياء .ـ
الشعب السوري يتعرض لمؤامرة كبيرة ، و هو يعرف ذلك جيدا و هو غير آبه بما يحدث لأن هدفه الوحيد هو الخلاص من القيود و الأغلال التي قيده بها  النظام القمعي . هو يعرف ان هناك مصالح متداخلة للدول الكبرى و لدول الجوار مع مصالح النظام ، و يعرف ان هناك اطرافا تدعي انها معه و هي ليست كذلك . الشعب السوري يعلم علم اليقين مدى القوة التي يتمتع بها النظام و مدى القمع و الارهاب الذي يمكن ان يستعمله ، لكنه في نفس الوقت لا يستطيع العودة الى الوراء و لا يمكنه ذلك بعد ان قدم آلاف الشهداء و بعد ان خطا خطوات كبيرة نحو التحرر و نحو مستقبل يليق بأبناء سوريا الشرفاء .ـ
سلوك  اعضاء بعثة الامم المتحدة يثير الكثير من القلق ، اذ انهم لا يحاولون تقديم الدلائل و التثبت من جرائم النظام و يتأخرون في الوصول الى موقع الجرائم كي يسمحوا  للمجرم بأن يغطي على جريمته ، و يحاولون ان يصوروا ان الوضع هو قتال بين جيشين و ليس بين نظام يملك جيشا و شبيحة مع شعب اعزل دون سلاح ، و الا لماذا قدموا الى سوريا اذاً ، أليس مهمتهم هي حماية الشعب الاعزل ، و لو كان الوضع هو قتال بين جيشين لكانت البعثة هي بعثة  حفظ السلام او صنع السلام و ليست مجرد بعثة عادية . و نعلم جميعا ان للدول الكبرى لا سيما الولايات المتحدة تأثير على بعثات و  قوات الامم المتحدة و هذا يوحي الى ان الولايات المتحدة  ومعها الدول الكبرى تريد لهذه البعثة ان يبقى دورها هكذا دون ان تثبت اثباتا نهائيا جرائم النظام  مما يفتح الباب واسعا امام مجموعة كبيرة من الاسئلة حول أهداف كل دولة و كل طرف في المسألة السورية .ـ
الشعب السوري اثبت انه شعب ذكي و ثواره على درجة عالية من المعرفة فهم عندما رفعوا شعار التدخل الخارجي في يوم من الايام كانوا على علم اليقين بأن أحدا من الخارج لن يساعدهم بالشكل الذي يفهمه البعض من انه تدخل عسكري او هجوم بالطائرات او غير ذلك ، و ذلك لأن الشعب و الثوار كانوا يعرفون مدى خيانة نظامهم و عمالته للخارج و يعلمون ان من مصلحة اسرائيل و اميركا و ايران و كثير من الدول بقاء نظام الاسد ،  و هم عندما تقدموا في الثورة و طلبوا التدخل كان بمثابة احراج للعالم بعد ان اشبعتنا الولايات المتحدة واوروبا  بعدائها الوهمي للنظام السوري ، و عندما قامت الثورة وجدنا الجميع يتخلى عن الشعب و وجدنا من كان يتكلم عن ضرورة زوال النظام السوري  يدعمه بطريقة غير مباشرة و يصرح بأنه لم يتدخل به عسكريا . و هذا يوضح للجميع ان النظام السوري ليس الا صنيعة الغرب مثله مثل اي نظام عربي آخر .ـ
إن من يظن ان العالم متآمر على النظام و انه يقف مع الشعب السوري يجد نفسه امام أمر غير مفهوم و هو ان هذا العالم لم يتدخل و لم يساعد الشعب السوري رغم كل المجازر و الانتهاكات لحقوق الانسان و استخدام الاسلحة الثقيلة ضد الشعب الاعزل .ـ
المصالح تتداخل بين كل الاطراف ، و لا احد مع الشعب السوري ، و كل يبحث عن مصالحه ، فالولايات المتحدة و معها اوروبا و اسرائيل لا تريد للشعب السوري ان يتسلم زمام اموره بل تريد ان يكون النظام في يد الاقلية حتى يتم السيطرة على سوريا و بعد الثورة تريد ان لا يخرج الشعب السوري منتصرا  الا بعد ارهاقه و تدمير سوريا حتى لا تشكل خطرا على اسرائيل . و تركيا تخشى من انفصال اكراد سوريا و قيام دولة كردية على حدودها و بالتالي تزيد من متاعبها في الشرق و ربما تؤدي الى قيام دولة كردية تضم اكرادها  لهذا نجد ان تركيا لا تستقبل لاجئين الا  ضمن اعداد محددة و هي غير جادة في مساعدة الشعب السوري رغم قدرتها على ذلك . أما  لبنان و نظام لبنان فهو  لا يريد للشعب السوري المتمثل بالسنة ان يتسلم الحكم في سوريا لأن هذا يشكل خطرا على مكوناته حسب رأيهم . و العراق الذي يتسلم اموره المالكي و حزبه و طائفته يدعم بشكل كامل نظام الاسد و ايران من خلفه تعتبر نظام الاسد جزءا من ايران لهذا فهي مستعدة للدفاع عنه بكل الطرق و تزوده بالمال و السلاح و الرجال مثلما يفعل ذلك  ايضا المالكي في العراق و حزب الله في لبنان  في دعمهم  للنظام السوري . والنظام في  الاردن يشعر بالخطر من التغيير في سوريا لهذا فهو لا يريد قطع العلاقات معه و لايريد قطع التجارة ايضا و يحاول ان يكون موقفه متوازنا بين الشعب و النظام الا انه في الواقع مع بقاء النظام خوفا على نفسه من ان يلقى نفس المصير . اما اسرائيل فهي تشعر بالخوف من جراء احتمال زوال النظام السوري  وقد اجرت مناورات في الجولان استعدادا  لاحتمال زوال النظام ، لكنها مطمئنه بعض الشيء لأن حدودها مع سوريا محدودة و هي مسيطرة على الجولان مما يصعب مهمة من يريد النيل منها عبر سوريا و ايضا وجود قوات امم متحدة تفصل الجولان عن سوريا يجعلها غير آبهة كثيرا في ظل امتلاكها للسلاح الفتاك . اضافة الى ان روسيا و التي تملك قاعدة عسكرية في طرطوس و الصين تقفان بكل قوة مع النظام و تدعمانه سياسيا و ماديا و عسكريا و ايضا في الامم المتحدة .ـ
كل هذا و الشعب السوري ماض في ثورته لا يرده شيء و لم  يعد له نصيرا الا الله  لذلك  فهو ينادي " يا الله ما لنا غيرك يا الله " ، و هو عاقد العزم على المضي قدما لنيل حريته و تحقيق حلمه المتمثل  في سوريا حرة و سوريا المستقبل .ـ
ـ
عبدالله اللواما
27/5/2012
ـ
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق