الأربعاء، 27 فبراير 2013

الكنفدرالية ( الاردن و فلسطين )


الكنفدرالية  ( الاردن و فلسطين )
الكنفدرالية : هي اتحاد دولتين او اكثر تحت هيئة واحدة لتنسيق السياسات ، وتحتفظ كل دولة بسيادتها و باعتراف المجتمع الدولي بها . و من الامثلة عليها الاتحاد الاوروبي الذي ينسق بعض السياسات المشتركة و خصوصا الاقتصادية منها .
و هناك نوع آخر من الاتحاد بين الدول يسمى الفدرالية ، و الفدرالية : هي اتحاد دولتين او اكثر تحت مسمى واحد و تحت حكومة واحدة و لها عاصمة و يجمعها دستور واحد و يحمل المواطنون فيها جنسية واحدة ،  و من الامثلة عليها الولايات المتحدة الاميركية .
و منذ ورود اخبار عن النية التي تتجه الى الكنفدرالية  بين الاردن و الضفة الغربية بدأ البعض يرفع شعار " لا للكنفدرالية " كردة فعل سريعة على شيء لم يحدث و لم يتم طرحه حتى الان ، فهل الكنفدرالية خير ام شر ؟
يعتقد البعض ان الكنفدرالية مقصود منها تصفية القضية الفلسطينية و ضم الضفة الغربية للاردن و حرمان الفلسطينيين من حق العودة ، و هذا الرأي مبني على توقع الاسوأ حيث ان العرب تعودوا ان اي شيء يأتي من انظمتهم ليس فيه خير و هو دائما ضد مصلحة القضية الفلسطينية ، و اعتقد انه يحق لهم ذلك لكثرة ما شاهدوا و سمعوا من التخاذل العربي و من تضييع الحقوق و من عدم الحرص على مصالح الامة . لكن هذا لا يعني اننا يجب ان نبني قرارنا على الظن وعلى الاحتمال ، كما انه ليس من المنطق ان نضع شروطا على انفسنا و ان نبني تصورا في ذهن المواطن العربي لرغبات اسرائيل و لمخططاتها  حتى قبل ان تشرع بها و قبل ان تطرحها .
ان من الواجب علينا ان نفكر بمصالحنا و ان نطرح تصورا يتحقق مع رغباتنا و مع اهدافنا و بما يخدم مصلحة القضية الفلسطينية و مصلحة الاردن ، و جميعنا يعلم مدى الترابط بين الاردن و فلسطين على جميع المستويات سواء رسميا  او شعبيا وهذا ناتج عن الترابط  الجغرافي والتاريخي والديني و القومي و الوطني ، كما اننا لا ننسى ان الوحدة قد تتحققت بين الاردن و الضفة الغربية عام 1950 و تم وضع الدستور الاردني عام 1952 و سمي دستور الوحدة و انتخب برلمان من الضفتين و بقيت الضفة الغربية ارضا تابعة للملكة الاردنية الهاشمية حتى احتلالها عام 1967 ، و رغم قرار الدول العربية عام 1974 بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني و رغم قرار فك الارتباط عام 1988 الذي يعتبر غير دستوري لكونه يخالف المادة الاولى من الدستور بأنه لا يجوز التنازل عن اي جزء من اراضي المملكة إلا ان الترابط بين الاردن و فلسطين يبدو ترابطا وثيقا و لا يمكن القفز من فوقه ، فالاردن التي تقع بجانب فلسطين و تشترك مع اسرائيل بأطول خط حدود لها مع دول الطوق العربي ( لبنان سوريا الاردن مصر ) و يعيش بها اكبر نسبة من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين لا يمكنها النأي بنفسها عن القضية الفلسطينية سواء بالمدخلات او المخرجات ولا بد لها من ان تشارك وتساهم في كل نقطة تتعلق بفلسطين ، هذا اضافة الى ما يفرضه عليها الواجب الانساني و القومي و الديني و الوطني و الاخلاقي ، و لا ننسى ايضا مخرجات عملية السلام بين الاردن واسرائيل و التي اقرت للاردن دوره في الاشراف على المقدسات الاسلامية و المسيحية في القدس .
و حقيقة ان خيار الكنفدرالية في معناه العام و دون الدخول في التفاصيل يعتبر امرا ايجابيا و يتوافق مع المصلحة العامة للشعبين الاردني والفلسطيني و يسير في طريق الوحدة العربية ، لهذا فمن المفروض اما نرحب به مبدئيا او ان نسكت عنه و لا نعلن موقفنا منه الا بعد ان نعرف تفاصيله ، و الاولى بنا ان نضع نحن تصورا عاما له ونحدد شروطه ونعلن انه اذا تحققت  هذه الشروط  او هذا الشكل من الكنفدرالية فإننا نوافق وغير ذلك فإننا سنرفض المشروع . يجب ان يكون لنا شخصيتنا و يجب ان تكون لدينا افكار وتصورات جاهزة لعدة سيناريوهات حتى نعرف كيف ندافع عن قضايانا ، و ليس من المنطق ان نرفض كل شيء نشك به و دون ان نعرفه ، فليس كل ما يعرض علينا من الغرب هو سيء فقد عرضت علينا الديمقراطية فرفضها جزء منا فكانت النتيجة اننا خسرنا اوطاننا و تعرضت الشعوب للتشرد و القتل و الدمار ، ان اي مشروع يجب التعاطي معه بحكمة و بتروي و دون استخدام العواطف و دون تسرع في اتخاذ القرار هذا على افتراض ان هناك مشروع فعلي للكنفدرالية  .
ان التصور العام و الايجابي الذي اضعه للكنفدرالية بين الاردن و فلسطين هو انسحاب اسرائيل الى حدود 1967 بما فيها القدس الشرقية ، و اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على ارض الضفة الغربية وقطاع غزة و عاصمتها القدس الشرقية ، و يحمل الفلسطينيون في دولتهم الجنسية الفلسطينية و جواز السفر الفلسطيني، و للدولة الفلسطينية برلمانها المنتخب و حكومتها المنتخبة و رئيسها المنتخب . و للدولة ميزانية مالية و قوات امن . و ترتبط الدولة الفلسطينية والدولة الاردنية بكنفدرالية لتنسيق الامور الاقتصادية  و التعليمية و الامنية و غيرها من الاجراءات و المعاملات المتبادلة بين الطرفين و التي تصب في صالح التنمية و الازدهار في الدولتين و بما يحقق مصالح الشعبين .
و سأحاول ان اجد الايجابيات و السلبيات لخيار الكنفدرالية بين الاردن فلسطين :
الايجابيات :
  1. ان الاصل في الدول العربية ان تتحد و ليس ان ترفض الاتحاد لهذا فإن الكنفدرالية هي ايجابية مبدئيا .
  2. اننا نناقض انفسنا عندما نطالب بإلغاء اتفاقية سايكس بيكو بينما نرفض الكنفدرالية التي تلغي جزئيا الاتفاقية  .
  3. الكنفدرالية تمنع تصفية القضية الفلسطينية حيث انها تعمل على اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة .
  4. ان الكنفدرالية تجعل الاردن يحافظ على الضفة الغربية وعلى ثبات سكانها بل انها ستفتح الباب امام اعادة الفلسطينيين الى ارضهم في الضفة الغربية والى اقامة مخيمات في الضفة لللاجئين الذين يعيشون في الدول العربية المجاورة للعودة لها لحين عودتهم الى ارضهم التي احتلت عام 1948 .
  5. ان الكنفدرالية تجعل الدولة الفلسطينية قادرة على ادارة نفسها اقتصاديا بحيث تستطيع استغلال الموارد على ارض الضفة وغزة والانفاق على سكانها و بالتالي تثبيتهم في ارضهم .
  6. ان الكنفدرالية تعيد الارض الاردنية التي احتلت من قبل اسرائيل عام 1967 .
  7. الكنفدرالية تجعل الاردن يسترجع المقدسات في مدينة القدس و بيت لحم و الخليل و غيرها من المدن الفلسطينية و ادارتها و حمايتها من الهيمنة الاسرائيلية .
  8. الكنفدرالية تنعش البلاد اقتصاديا حيث الزراعة و السياحة في الضفة الغربية و تفتح بابا للعمل و لتشغيل الايدي العاملة عند توسعة المدن في الضفة الغربية .
  9. الكنفدرالية تضمن بقاء و استمرارية دولة فلسطين حيث ان الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية لا يمكنها الاعتماد على نفسها اعتمادا كاملا فإسرائيل تحيط بها من ثلاث جهات و عندما يتم فتح الحدود مع الاردن فإننا سنوفر لها مجالا للاستيراد و التصدير و تسهل سفر المواطنين الفلسطينيين الى دول العالم .
  10. الكنفدرالية ستحقق الاستقرار في المنطقة و تمنع نشوب الحرب التي قد تحرق الاخضر و اليابس فيما لو اشتعلت .
  11. الكنفدرالية تمنع نزوح سكان الضفة الى الاردن ، لأن بقاء الضفة تحت خطر التدخل الاسرائيلي قد يجعلها عرضة للاشتياح العسكري في اي لحظة و تشريد سكانها الذين لن يجدوا امامهم الا الاردن .
  12. الكنفدرالية تحقق اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة على ارض الضفة و غزة حيث ان اسرائيل و الدول الغربية ستطمئن الى الدولة الفلسطينية التي تشرف عليها الاردن و تكون مضمونة من حيث عدم قيامها بأعمال عسكرية ضد اسرائيل ، كما انها ستكون مضمونة دوليا من حيث قراراتها حيث يتخوف الغرب و اسرائيل من القرارات التي ستتخذها الدولة الفلسطينية بعد نشوئها لكن مع وجود الكنفدرالية فإن هذه القرارات ستكون مقيدة .
  13. الكنفدرالية ستجعل الاردن قادرا على التعامل مع قضاياه الداخلية بشكل افضل وتزول الاعذار التي يضعها البعض امام الديمقراطية و الحرية مثل مسألة الخطر الديمغرافي ( السكاني ) و يستطيع ان ينطلق بشكل سريع في الديمقراطية و التعددية الحزبية حيث ان للفلسطينيين دولتهم التي عاصمتها القدس الشرقية و لهم برلمانهم ولهم حكومتهم و لهم رئيس دولة .
  14. الكنفدرالية ستجعل الاردن قادرا على التنسيق مع الفلسطينيين لحل مشكلة السكان لديه و لعمل اجراءات لتثبيت السكان في فلسطين و ايضا عودة اللاجئين و النازحين إليها .
  15. الكنفدرالية ستحصر اسرائيل في بقعة جغرافية اقل مساحة ( ارض 48) و ستحرمها من الضفة الغربية و ستوقف بناء المستوطنات وستمنعها من اقامة مستوطنات جديدة .
ان رفض الكنفدرالية قبل طرحها سيسجل في التاريخ على انه خطأ لا يغتفر اذ كيف ترفض استعادة ارضك ممن احتلها و كيف ترفض حلا يبدو واقعيا و يقع تحت توازن القوى الذي يميل الى اسرائيل و حيث المنطقة تتجه لمستقبل مجهول ، و ان المطلوب مناقشة كل الحلول الممكنة و ما لا يدرك كله لا يترك جله و ان عودة الضفة و غزة و اقامة الدولة الفلسطينية فيها و ربطها بكنفدرالية تضمن بقاءهما خير من ان تظل القضية الفلسطينية تراوح مكانها و تتجه للاسوأ .

سلبيات الكنفدرالية :
يعتقد البعض ان الكنفدرالية ستسبب الكثير من المشاكل للاردن و فلسطين و انها ستكون لمصلحة اسرائيل بشكل كامل و يبنون تصورهم هذا على افتراض بعض الامور التي يتوقعون انها تدور في مخيلة القادة الاسرائيليين  ، و كذلك  يخلطون بين الكنفدرالية و الفدرالية و هم يعتقدون ان الاردن و الضفة الغربية ستصبحان دولة واحدة بشكل كامل و هذا طبعا غير صحيح فالكنفدرالية تقوم بين دولتين و لن يتم الموافقة عليها الا بعد اقامة الدولة الفلسطينية  .
و هذه هي السلبيات التي يذكرها من يعتقد ان الكنفدرالية ستكون سلبية ، و سأقوم بالرد على كل سلبية تذكر و ذلك لأنني اعتقد ان الكنفدرالية  ايجابية بوضعها الطبيعي و بمعناها الحقيقي و في ظل الاوضاع التي تمر بها المنطقة و ضمن عدم التوازن في القوة السياسية و العسكرية و الاقتصادية بين العرب و اسرائيل :
1.      الكنفدرالية ستسبب ضياع القضية الفلسطينية حيث انها ستلغي الدولة الفلسطينية و تدمجها بالاردن .
الرد : هنا انتم تتكلمون عن الفدرالية و ليس الكنفدرالية .
2.      الكنفدرالية ستجعل حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن الذي سيتحمل تبعات القضية الفلسطينية و سيتحمل نفقات مادية و هو بلد فقير .
الرد : ان الاردن سيستفيد من الكنفدرالية اكثر بكثير مما يخسره فهو سيضمن ان الحل لن يكون على حسابه و هو سينسق مع الفلسطينيين في تعامله مع الضفة الغربية و قطاع غزة بدلا من التنسيق مع اسرائيل اما النفقات المادية فهي لن تزيد عليه لأن قيام الدولة الفلسطينية سيجعلها قادرة على ادارة شؤون نفسها اضافة الى انها ستتلقى دعما دوليا و عربيا .
3.      الكنفدرالية ستقطع الضفة الغربية الى اجزاء و ستبقى اسرائيل في الضفة و لن تعطي الفلسطينيين الا المدن و ستبقى المستوطنات في الضفة .
الرد : ان الكنفدرالية لن تقوم الا بعد قيام الدولة الفلسطينية على كامل ارض الضفة الغربية و قطاع غزة بما فيها القدس الشرقية .
4.      الكنفدرالية ستفرغ الضفة من سكانها الذين سينزحون الى الاردن .
الرد : ان سكان الضفة الغربية لن ينزحوا من ارضهم فهم لم ينزحوا اثناء الاحتلال الاسرائيلي و اثناء المضايقات الاسرائيلية و اثناء انقطاع الرواتب عنهم  فكيف سينزحون و هم مستقلون و بعد زوال الاحتلال عنهم .
الكنفدرالية ستلغي حق العودة .
الرد : ليست الكنفدرالية هي التي تلغي حق العودة بل ان الكنفدرالية تجعلهم يعودون الى ارضهم و لكن الاتفاقيات التي من الممكن ان يتم ابرامها مقابل تطبيق الكنفدرالية هي التي ستعمل على التنازل عن حق العودة ، و هنا يجب ان ننبه اي شخص او فريق للتفاوض انه لا يحق لهم التنازل عن حق العودة كونه حق مقدس و قانوني و لا يمكن لأحد ان يتنازل عنه حتى اللاجيء نفسه لا يحق له ذلك . و لو اننا عارضنا اي انسحاب اسرائيلي او اي تراجع اسرائيلي عن اراض فلسطينية فكأننا نقول لاسرائيل ابقي في ارضنا و لا تنسحبي لأننا نخاف ان نفقد حق العودة !! .
5.      الكنفدرالية ستحمي حدود اسرائيل .
الرد : لقد اثبتت اسرائيل انها قادرة على حماية حدودها وهي ليست بحاجة الى الكنفدرالية فهي قادرة على ابقاء السلطة الفلسطينية للتنسيق معها  امنيا و السلطة  اثبتت انها تحمي حدود اسرائيل بشكل جيد .

و لكن السؤال الذي يتبادر للذهن : ما هي مصلحة اسرائيل من الكنفدرالية ؟
حتى هذه اللحظة لم نسمع من اسرائيل ان لديها الرغبة في اقامة كنفدرالية بين الاردن و الضفة الغربية او قطاع غزة ، و ان الاحتمال الكبير ان اسرائيل لن توافق على هذا الاقتراح اذ كيف بها ان تتنازل عن الضفة الغربية كاملة و تسلمها للدولة الفلسطينية المرتبطة بالاردن ؟ كما ان الضفة الغربية لها مكانة دينية عند اليهود و هي مقدسة بالنسبة لهم . و اغلب الظن ان الاسرائيليين ينقلبون على ظهورهم من الضحك عندما يسمعون ان العرب يتجادلون فيما بينهم على الكنفدرالية و ان بعضهم يرفضها و يرفض ان تعاد له الضفة الغربية بل يرفض ان يعاد له المسجد الاقصى على افتراض ان اسرائيل ستعيده لهذه الكنفدرالية التي تقتضي ان يتم انسحاب اسرائيل من كامل اراضي 1967 بما فيها القدس الشرقية . و ربما ان احدنا يتبادر لذهنه ان اسرائيل تريد من اقامة هذه الكنفدرالية ان تتبادل الاعتراف مع العرب و ان توقع اتفاقية سلام دائم معهم و بالتالي ستكون اسرائيل قد كسبت المعركة و ستعيش في امن و سلام لكن هذا الكلام غير صحيح و يحيد عن الحقيقية اذ ان اسرائيل تتبع استراتيجية البقاء في الخطر و صناعة اعداء لها كي لا يتم السلام بينها و بين جيرانها لاعتقادها ان السلام الحقيقي سيجعل مواطنيها يندمجون مع العرب و بالتالي ستضيع هويتهم و انها ستحرم نفسها من المساعدات الدولية العسكرية الاقتصادية فهي تعتقد ان هذه المساعدات تتلقاها لأن العالم يتعاطف معها بسبب الخطر الذي تعيشه .
اعتقد انني عندما اطرح خيار الكنفدرالية او اوافق عليه فهذا لا يعني انه الخيار الوحيد بل اعتقد ان هذا هو الخيار الافضل او الممكن ضمن الواقع الحالي الذي تكون عبر السنوات نتيجة لتراكم سياسات عربية خاطئة و نتيجة للأخطاء المتراكمة  للانظمة العربية التي اوصلتنا الى نقطة الضعف و التفرق و التي ليس من سبيل الى الخروج منها الا بالتماشي مع الواقع المفروض و باقل الخسائر و حتى لا تضيع الاوطان و لا تدمر البلاد و تقطع اوصالها ، و ايضا نتيجة الى الغطرسة الاسرائيلية و فرض الحلول الاستباقية من جانب واحد و سياساتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية ، و لا يخفى على احد مدى تمتع اسرائيل بالدعم الدولى و حتى بالدعم من بعض الانظمة العربية و الاسلامية و بطرق مختلفة  سواء التي تقيم علاقات معها او التي تدعي انها مقاومة و ممانعة لها ، انني عندما اقول اننا يجب ان نختار الكنفدرالية الحقيقية او السلام العادل و الدائم و الشامل فهذا لا يعني تضييع حق العودة او منع المقاومة فحق العودة لا يقبل التنازل و المقاومة بشتى انواعها هي حق مكفول لجميع من احتلت ارضه ولا يملك احد ان يتنازل عنها ، و لكن لا بأس من ان نملك كل الخيارات المتاحة ، وان  اختيار طريق السلام و الحل الممكن افضل وانجع واكثر فائدة من اي حل آخر طالما ان السلام يحقق على الاقل جزءا كبيرا من طموحاتنا كشعوب مختلفة تعيش في منطقة تعتبر متوترة و قابلة للاشتعال في اي لحظة و ان الحل السلمي يزيل الاحتقان السياسي و العسكري و الاقتصادي في المنطقة و يجعل الشعوب تنطلق في مرحلة البناء و التنمية و الازدهار ، و هذا الامر لن يتحقق الا في ظل حكومات ديمقراطية و في ظل اعطاء الشعوب الحق بالحديث عن نفسها و بالتعبير عن رأيها و نشر مباديء السلام والعدل و المساواة و الحرية و الحوار البناء و التعايش ، ان السلام يحققه الديمقراطيون و لا يمكن ان يحققه الدكتاتوريون ، و لا يمكن لسلام ان يتحقق و لا لحل ان يأخذ مجراه دون موافقة الشعوب عليه . و ان على المجتمع الدولي و على العقلاء في العالم و في المنطقة ان يدفعوا المنطقة باتجاه السلام و ان يضغطوا على اسرائيل من اجل ايجاد حل يضمن ارضاء شعوب المنطقة .
لهذا يجب علينا ان نطالب بتحقيق الكنفدرالية بشكلها الكامل و الصحيح ، فالكنفدرالية بين الاردن و دولة فلسطين التي تحقق استقرارا هي خيار استراتيجي ولها فوائد كثيرة لجميع الاطراف سواء العرب او اليهود ، و هي خطوة لتحقيق السلام الذي هو ايضا خيار استراتيجي و مفيد لجميع الاطراف و يبعد شبح الحرب عن المنطقة و يزيل احتمال الانزلاق الى الهاوية السياسية و الاقتصادية و العسكرية  لا سمح الله .
حفظ الله الاردن و فلسطين من كل خطر و ابقى المنطقة تعيش في امن و سلام .
ـ
عبدالله اللواما
9/2/2013
ـ
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق