الأربعاء، 27 فبراير 2013

الكيان الصهيوني ( اسرائيل )


الكيان الصهيوني  ( اسرائيل )
مقدمة
عقد مؤتمر الصهيونية بقيادة هرتزل عام 1898 و بعد ذلك بخمسين عاما قام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين عام 1948 في نفس اليوم الذي انهت فيه  بريطانيا احتلالها لفلسطين الجمعة 14/5/1948  و كانت قد اعلنت مسبقا انها ستنهي تواجدها في فلسطين بحلول 15/5/1948 و جاء ذلك بعد ان تشكلت عصابات مسلحة من المهاجرين اليهود الذين ساعدتهم بريطانيا في القدوم وفق وعد بلفور عام 1917  الى ارض فلسطين التي يعتبرونها " ارض الميعاد " بحجة ان الرب وعدهم بها في العهد القديم " التوراة " بالرغم ان رجال الدين اليهود بشكل عام يقولون ان العودة لفلسطين لم يحن موعدها بعد ، و يقدر عدد اليهود في فلسطين عند صدور وعد بلفور بحوالي  55 ألف نسمة و عندما قام الكيان كان عدد اليهود في فلسطين 500 ألف بفعل حركة الهجرة اليهودية . فكان قيام الكيان الصهيوني الذي اطلقوا عليه  اسم " اسرائيل " نسبة الى اسم النبي يعقوب ابو اليهود و جاءت هذه التسمية بشكل متعمد لخلط ما هو ديني بما هو قومي و لحل اشكالية هوية الدولة هل هي تحوي امة ام شعب و هل هي دينية ام قومية و يذهب البعض لتسميتها  " الدولة العبرية  " حيث يعتبرونها بهذا المصطلح اكثر وضوحا  و اقرب الى الدقة من ناحية ان هذا المصطلح يحدد اليهود بقومية تجمعها لغة واحدة  لكن هذا لا ينطبق مع الواقع بشكل كامل  . و كان اليهود قد توجهوا قبل مئات السنوات من ميلاد المسيح مع سيدنا موسى من مصر الى فلسطين حيث كان يعيش فيها الكنعانيون مما ينفي أحقية اليهود في امتلاك فلسطين من الناحية القومية ، كما انهم رفضوا الدخول مع النبي موسى و أخيه هارون  الا انهم دخلوها بعد اربعين عاما ففسدوا فيها و خالفوا الاوامر الالهية مما اوجب العقاب عليهم وهذا ينفي عنهم الاحقية في امتلاك فلسطين من الناحية الدينية و تكرر الامر عندما حاولوا قتل المسيح و صلبه بعد الميلاد .

تاريخ الكيان الصهيوني
قام الكيان الصهيوني عام 1948 على جزء كبير من فلسطين شمل كامل اراضيها باستثناء الضفة الغربية و قطاع غزة بعد حرب مع الجيوش العربية و بعد ارتكاب العصابات الصهيونية الكثير من المجازر في سكان الارض الفلسطينيين . و خاض الكيان العديد من الحروب مع العرب ابرزها الهجوم على مصر عام 1956 الذي فشل بعد تدخل الولايات المتحدة مع العرب بدعوتها للقوات البريطانية و الفرنسية و الاسرائيلية بالانسحاب من مصر حيث استجابت لذلك . و استطاع الكيان ان يهزم الجيوش العربية باستخدام عنصر المفاجأة و التخطيط الجيد عام 1967 حيث احتل الضفة الغربية و قطاع غزة  وسيناء و الجولان . مما جعل الكيان الصهيوني او اسرائيل قوة كبيرة يحسب لها كل حساب في منطقة الشرق الاوسط . و رغم هزيمتها في معركة الكرامة من الجيش الاردني عام 1968 الا انها بقيت محافظة على قوتها و حتى بعد حرب 1973 احتفظت بالكثير من القوة رغم عبور القوات المصرية لخط بارليف على قناة السويس و تداخل القوات المصرية و الاسرائيلية و ايضا رغم تقدم القوات العربية المحدود على جبهة الجولان في سوريا . و كانت زيارة الرئيس المصري محمد انور السادات لاسرائيل عام 1977 نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة حيث خرجت مصر الدولة العربية الكبيرة من الصف العربي ووقعت اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل عام 1979  قبل ان يتم اغتيال السادات عام 1981 و استمرت بعلاقة استراتيجية و بتوجيه من الدول الكبرى حتى اليوم و توسعت في علاقاتها مع العديد من الدول العربية . و عام 1982 تدخلت القوات الاسرائيلية في لبنان ووصلت الى بيروت قبل ان تنسحب تدريجيا الى ان انهت تواجدها على ارض لبنان عام 2000 بعد مقاومة الجنوب بقيادة حزب الله . بدأت في بداية التسعينيات مفاوضات السلام مع الفلسطينيين  ( رابين _ عرفات ) ووقعت اتفاقية عام 1993 التي على اساسها تم انشاء السلطة الفلسطينية على جزء و ليس كل ارض 67 ( الضفة الغربية و قطاع غزة ) و تبادلت السلطة بقيادة ياسر عرفات الاعتراف مع اسرائيل التي كان اسحاق رابين رئيسا لوزرائها . ووقعت اتفاقية سلام مع الاردن عام 1994 تسمى اتفاقية وادي عربة . واجه الكيان الصهيوني انتفاضتين كبيرتين من الفلسطينيين بدأت  اولاها نهاية عام 1987 و بدأت الثانية عام 2000 التي اندلعت على اثر دخول شارون مع جنوده داخل المسجد الاقصى . ووجه الكيان ضربة عسكرية  للبنان عام 2006 و ضربة عسكرية اخرى لغزة عام 2009 سبب فيهما خسائر فادحة ماديا و بشريا الا انه فشل فيهما معنويا و استمرا لاسابيع .  يرفض الكيان الصهيوني اي حل يقوم على انشاء دولة فلسطينية على ارض فلسطين المحتلة عام 1967 حيث انه يقوم يوميا بزيادة المستوطنات و البناء داخلها لفرض الامر الواقع على الشعب الفلسطيني و حرمانه من اقامة دولته على جزء من ارضه التاريخية .
هل الكيان الصهيوني دولة ؟
قامت الامم المتحدة بتقسيم فلسطين عام 1947 بين العرب و اليهود ، و في عام 1948 و بعد اعلان قيام الكيان سارع الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الاعتراف به تبعتها كل الدول الكبرى بعد ذلك و اصبح الكيان دولة مفروضة على المنطقة على جزء من ارض فلسطين . و بعد تشكل الكيان و بالرغم من عدم اعتراف المنطقة به الا انه شكل مقومات الدولة من شعب و حكومة و جيش و مؤسسات رسمية مما صبغ عليه مسمى دولة  ، الا ان العرب و معظم دول العالم لم يعترفوا به حتى نهاية القرن العشرين ، لكن الاهم ان الشعب الفلسطيني و معه كل الشعوب العرب و معهم مجموعة كبيرة من شعوب العالم لا تعترف بالكيان و تعتبره كيانا مغتصبا لأرض غيره .
من هم الاسرائيليون ؟
هذا المصطلح يطلق على ابناء اسرائيل ( يعقوب ) حيث اليهود المنحدرين من ابنائه الاثني عشر ، لكن سياسيا و بعد قيام الكيان اصبح هذا المصطلح يطلق على كل من يحمل الجنسية الاسرائيلية من كل العرقيات داخل الكيان الصهيوني .
هل الكيان الصهيوني دولة عنصرية ؟
يعتبر الكثيرون الكيان دولة عنصرية كونها تفرق بين مواطنيها حيث تفرق بين العرب و اليهود و لا تعتبرهم متساوين امام القانون بالرغم من ادعائها عكس ذلك . و من اهم مظاهر العنصرية عزلها لمواطنيها عن بعضم لاعطاء اليهود الامتيازات الاكبر و محاولتها لتهويد الدولة و فرض اللغة العبرية عليها ،  اضافة الى اختلاف الاحكام التي تصدر ضد مواطنيها في المحاكم حيث هناك فرق كبير في التعامل بين اليهود و العرب .
ما هي عاصمة الكيان الصهيوني ؟
حسب القانون الاسرائيلي فإن القدس هي العاصمة للكيان الصهيوني بينما تعتمد  كل دول العالم مدينة تل ابيب كعاصمة للكيان و تقع فيها كل السفارات للدول التي تقيم علاقات مع الكيان . و يوجد مجموعة من القنصليات لبعض الدول في مدينة القدس . اما الشعب الفلسطيني و معه الشعوب العربية و شعوب العالم فيعتبرون القدس الموحده عاصمة لفلسطين ، و تعتبر السلطة الفلسطينية و الحكومات العربية ان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية المنتظرة .
لماذا يطالب الاسرائيليون  اليهود بأن تكون لهم " دولة يهودية " ؟
يطالب اليهود في الكيان الصهيوني ان تكون لهم دولة يهودية و يحددون حدودها بأض 1948 من فلسطين  و هم بذلك يعنون ان تكون دولة خالية من غير اليهود ، و الخطورة في الموضوع انهم يريدون اخراج العرب منها بعد اعلانها دولة يهودية ، اضافة الى انهم يريدون انشاء دولة دينية بشكل اوضح من الوضع الحالي .
هل الكيان الصهيوني يريد الحرب ام يريد السلام ؟
الكيان الصهيوني يعشق الحرب و يحب الاستقواء على جيرانه لكنه يخشى الدخول في الحرب مع اي طرف قوي وهو يعرف ان الحرب مكلفه عليه اقتصاديا وعسكريا ومعنويا وهو حاليا يبقي الخيار العسكري للتلويح به و الحصول على مكاسب سياسية و اقتصادية و امنية ، اما السلام فالكيان الصهيوني لا يريد السلام لانه اذا حصل السلام فسيفقد الكثير من الدعم الخارجي وسيكون كيانا مفتوحا على جيرانه وهذا يشكل خطرا كبيرا جدا عليه اذ ان اليهود يعيشون في حياة منعزلة و لهم افكارهم الغريبة و اعتقاداتهم الخاصة واذا حصل تواصل حقيقي بين شباب اليهود مع جيرانهم العرب فمن المحتمل جدا ان يكونوا هم الخاسرين ثقافيا ودينيا و اجتماعيا ، ان الكيان يعتمد على تربية مواطنيه اليهود و تعبئتهم وتشبيعهم بالافكار الحربية و الدينية و تحريضهم ضد العرب و ضد الديانات الاخرى .
اليهود في العالم
يبلغ عدد اليهود في العالم نحو 15 مليون و هو رقم غير دقيق فربما يقل بمليون او اكثر . يعيش حاليا نحو 5.9 مليون يهودي في فلسطين ، و نحو 6 مليون يهودي في الولايات المتحدة الاميركية ، و 2 مليون في اوروبا ( 650 ألف في فرنسا ، 270 ألف في بريطانيا ، 230 ألف في روسيا ، 220 ألف في ألمانيا ، 100 ألف في المجر ، 100 ألف في اوكرانيا ،30 ألف في بلجيكا ، 30 ألف في ايطاليا ، 48 ألف في اسبانيا ، و 30 ألف في هولندا ، 30 ألف في ملدافيا ، و 25 ألف في بولندا ، السويد 18 ألف ، 14 ألف في سويسرا ، ..... ، اضافة الى  اعداد بالاف في معظم دول اوروبا الاخرى ) ، 370 ألف في كندا ، 250 ألف في الارجنتين ، 130 ألف في البرازيل ، 105 ألاف في جنوب افريقيا ، 125 ألف في استراليا ، 30 ألف في تركيا ، 20 ألف في ايران ، 45 ألف في المكسيك ، 30 ألف في اوروغواي ، 25 ألف في تشيلي  ، 20 ألف في فنزويلا ، اضافة الى  اعداد بالاف في العديد  من دول العالم ايضا . و يوجد نحو 5 ألاف يهودي في المغرب ، و ألفين في تونس ، اضافة الى العشرات في اليمن و البحرين و مصر و سوريا و العراق و الجزائر .
السكان
يتكون السكان في ارض فلسطين 1948 من مجموعة من القوميات المختلفة و الاديان و المذاهب  حيث يحملون الجنسية الاسرائيلية  و ينقسمون الى  يهود و عرب و دروز و الى مسلمين و مسيحيين و يهود اضافة الى معتقدات اخرى مثل البهائيين و السامريين و غيرهم  و ينقسم اليهود الى يهود شرقيين و يهود غربيين . و يوجد تمييز عنصري عميق داخل المجتمع اليهودي حيث هناك تمييزا و احتقارا لليهود الشرقيين من نظرائهم الغربيين الاشكناز الذين يرون انفسهم متميزين و طبقة عليا . و يوجد تكتلات سياسية و اجتماعية و قومية و اقتصادية مختلفة في الكيان حيث عرب الـ 48 و المهاجرين الروس و الدروز و غيرهم .
و يشكل هذا النسيج المجتمعي المعقد منظومة غريبة يصعب جمعها في دولة حقيقية حيث لا يوجد اساسيات راسخة لتكوين دولة واقعية مما يفسر عدم كتابة دستور للبلاد حتى الان حيث ان كتابة دستور سيولد مشاكل كبيرة و سيخلق نزاعات في هذا الخليط غير الطبيعي .
يبلغ عدد السكان في الكيان الصهيوني  7.7 مليون   يشكل اليهود نسبة 75%   ( 5.9 مليون يهودي ( 4.3 مليون سابرا ( مولودون في اسرائيل) و 1.1 مليون عوليم ( من اوروبا و اميركا  )  و نصف مليون من اسيا و افريقيا )  منهم 200 ألف يهودي  في القدس الشرقية  و 270 ألف يهودي  في مستوطنات الضفة  و 20 ألف يهودي في الجولان   )  و العرب 20%  1.4 مليون  ( 2.1% مسيحيين  ( 150 ألف ) و 16% مسلمين ( 1.2 مليون ) ، و يبلغ نسبة البدو حوالي 10%  ( 140 ألف ) من السكان العرب  )  و 1.8% دروز ( 140 ألف )  . و يسكن في القدس الشرقية 250 ألف فلسطيني  .
و هناك نحو 2.6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية  ، و 1.6 مليون فلسطيني في قطاع غزة . اضافة الى نحو 5.6 مليون فلسطيني خارج حدود فلسطين منهم قرابة 3 ملايين في الاردن و مليونيين في باقي الدول العربية و 600 ألف خارج الوطن العربي .
و يبلغ عدد الفلسطينيين داخل حدود فلسطين 5.6 مليون بينما اليهود 5.9 مليون ، و من المتوقع ان يتساوى العدد بعد سنوات نظرا لأن معدل النمو في المجتمع الفلسطيني اكبر من معدل النمو في المجتمع اليهودي و الذي يبلغ 1.6 % عند الاسرائيليين .
و تبلغ مساحة فلسطين كاملة 27 ألف كم مربع ، منها  20.7 ألف كم مربع ارض 1948 ، و 5.8 ألف كم مربع الضفة الغربية ، 360 كم مربع قطاع غزة . و تبلغ الكثافة السكانية في الكيان 355 نسمة لكل كيلو متر مربع .

الدين اليهودي و المذاهب
يؤمن اليهود بالديانة اليهودية و يعتمدون على الكتاب المقدس عندهم وهو التوراة ( كتاب سماوي ) اضافة الى التلمود ( كتاب من وضع البشر )  . حيث تؤمن اليهودية الارثوذكسية بالتوراة و التلمود و ممارسة الطقوس الدينية ، بينما تؤمن اليهودية الاصلاحية التي نشأت في العصر الحديث بالتوراة فقط دون التلمود الذي يعتبرنه من كتابة البشر  دون ممارسة الطقوس الدينية ، بينما تؤمن اليهودية المحافظة بالتوراة و التلمود دون ممارسة الطقوس الدينية .
و نشأت حركات يهودية ابرزها الحركة الصهيونية و هي حركة قومية يهودية تؤمن بعودة اليهود الى فلسطين و تعمل على ذلك ، و اخذت التسمية نسبة الى جبل صهيون في القدس كما يسميه اليهود .
و تعتبر منظمة أيباك التي شكلها اللوبي الصهيوني او اليهودي في الولايات المتحدة من اشهر المنظمات التي تدعم الكيان الصهيوني و تسخر له وسائل القوة خصوصا التأثير على السياسة الاميركية الخارجية لتصب في مصلحة الكيان .
و يرى الكثيرون ان الماسونية تعتبر حركة يهودية و هي حركة سرية عالمية تعمل على استقطاب كبار السياسيين و كبار رؤوس المال في العالم و تستخدم كل الوسائل من اجل السيطرة على العالم و التحكم في تسيير الاحداث فيه ، بينما يرى البعض ان الحركة الماسونية ليست بهذه القوة التي ينشر عنها و انما يقوم اصحابها بتهويل قوتها من اجل استغلال ذلك في التأثير على السياسيين و المشاهير لضمهم إليها .
و يستخدم اليهود مصطلح  " معاداة السامية " في توجيه التهمة لكل من يهاجم اليهود او يدينهم  او ينكر ما يسمى بالمحرقة ( يدعي اليهود ان ألمانيا النازية بقيادة هتلر قد أبادت اكثر من ستة ملايين يهودي في اوروبا و انهم حرقوهم في افران الغاز ، لكن معظم  المؤرخين ينفون هذا الادعاء و يعتبرون ان ما تعرض له اليهود من النازية لا يختلف عما تعرض له جميع العرقيات و اصحاب الديانات و المذاهب الاخرى ) و قد تم محاكمة الكثير من المفكرين و الكتاب في الغرب بحجة معادة السامية و تم تجريد بعض المثقفين من شهاداتهم العلمية و زجوا في السجون لهذا السبب . و يطلق اليهود لقب الاغيار ( الغوييم ) على غيرهم من الشعوب .
و ينقسم اليهود الى اشكناز ( يهود غربيين يشكلون نحو 80% من اليهود في العالم حاليا ) و السفارد ( يهود شرقيون يشكلون نحو 20% من يهود العالم علما انهم كانوا يشكلون الاغلبية حتى القرن التاسع عشر ) ، و حاليا يعتمد الجميع على اللغة العبرية الا ان اللهجة مختلفة بينهم اضافة الى النظرة المتعالية من قبل الاشكناز على السفادر و يهود الفلاشا المنحدرين من شرق افريقيا . و الاشكناز متأثرون بالثقافة المسيحية بينما السفارد متأثرون بالثقافة الاسلامية ، كما ان الاشكناز يعتبرون متشددين و منغلقين دينيا بينما السفارد يعتبرون منفتحين دينيا و فكريا .
و هناك السامريون ( السمرة ) و هم طائفة يعتقد المنتمون لها  ان الكتاب الذي لديهم هم التوراة الحقيقي و لهم طقوس خاصة و يعيشون في نابلس و قرب تل ابيب و يبلغ عددهم قرابة 800 شخص .
الكيان الصهيوني التاريخ و الآثار
لم يعثر احد من علماء الاثار على اي دليل علمي قاطع بوجود اثار يهودية في ارض فلسطين و كل ما يعتمد عليه اليهود من معلومات يعود الى التوراة . و قد حاول اليهود البحث كما يسمى الهيكل او هيكل سليمان و هو كما يدعو انه بناء او معبد يوجد في القدس و يتوقوا انه تحت المسجد الاقصى الا انهم لم يعثروا على اي دليل اثري على وجود مثل هذا البناء .
المؤسسة الامنية  الاسرائيلية
قام الكيان الصهيوني على مجموعة من العصابات المسلحة ابرزها عصابة الهاجاناه . و بعد اللتأسيس عام 1948 اصبح هناك جيشا يسميه " جيش الدفاع الاسرائيلي " يتبع له الاستخبارات العسكرية ( آمان ) و جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ( شاباك ) ووكالة الاستخبارات الإسرائيلية ( موساد ) .
و يخدم معظم الاسرائيليين بعد سن 18 باستثناء العرب داخل اسرائيل في الجيش مدة ثلاث سنوات للذكور و سنتين للاناث و يبقوا كإحتياط حتى سن الاربعين مما يؤكد ان الكيان الصهيوني هو كيان يقوم على القوة العسكرية و الامنية .
يقدر عدد الجيش النظامي في الكيان الصهيوني بـ 170 ألف جندي  و اكثر من 400 ألف جندي احتياطي  اضافة الى حوالي ثلاثة ملايين متدرب يعتبرون   احتياط  من الشباب و الشابات . و العرب في داخل الكيان الصهيوني لا يتم تدريبهم او إلزامهم بالخدمة العسكرية مع العلم ان البدو يخدمون في الجيش الاسرائيلي اضافة الى الدروز الذين يعتمد عليهم الكيان في كثير من المهمات الصعبة .

النظام السياسي
النظام السياسي في الكيان الصهيوني هو ديمقراطي برلماني جمهوري . حيث ان منصب رئيس الجمهورية الذي ينتخب مباشرة من الشعب هو منصب فخري . بينما السلطة تكون بيد رئيس الوزراء الذي يشكل حكومته بناء على الاكثرية النيابية في البرلمان ( الكنيست ) .
و رغم الصراع السياسي و التغيير الدائم للحكومات الاسرائيلية الا ان النظام يبدو متماسكا في ظل التوافق على طريقة الحكم وفي ظل اللجوء الدائم للشعب في اختيار من يحكمه .

الوضع السياسي
يعتبر الاسرائيليون و معهم الكثير من الدول الكبرى  الكيان الصهيوني دولة ديمقراطية برلمانية فيما يعتبرها الكثير من العرب و معهم معظم دول العالم الثالث انها دولة عنصرية و انها دولة محتلة .
يعيش الكيان الصهيوني في حالة من الاضطراب السياسي الذي تتبدل فيه الاحزاب و الاتجاهات السياسية و بشكل سريع و بدون ضوابط معروفة او معينة ، حيث يقوم السياسيون بتغيير اقوالهم و احزابهم و اعتقاداتهم السياسية كما يقومون بتغيير ملابسهم كما وصف ذلك احد الاسرائيليين . و لا يوجد ثقة من الاسرائيليين بسياسييهم او بأحزابهم او حتى بكيانهم ومع هذا تجد ان الاسرائيليين يستجيبون للتغيرات السياسية و يتماشون مع الواقع المفروض عليهم .

الاحزاب السياسية  الاسرائيلية في الكيان الصهيوني :
يتكون البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) من 4 تيارات رئيسية:
• التيار العلماني الصهيوني: كاديما ( معتدل ) ، ليكود ( يمن متطرف ) ، العمل ( يسار ) ، إسرائيل بيتنا.
• التيار اليهودي الديني الصهيوني: شاس.
• التيار العربي غير الصهيوني: القائمة العربية الموحدة ، بلد.
•  التيار الشيوعي: حداش.
الاحزاب الاسرائيلية في الكنيست حسب انتخابات  2009  :
1.حزب كاديما  ( إلى الأمام)  ، تسيبى ليفنى ،  28  مقعد .
2.حزب الليكود ، بنيامين نتنياهو ، 27 مقعد .
3.حزب إسرائيل بيتنا   ، روبرت إيلاتوف ، 15 مقعد .
4.شاس  (  إتحاد الشرقيين المحافظين على التوراة ) ،  أبراهام ميخائيلي   ، 11 مقعد .
5.حزب العمل  ، شيللى يحيموفيتش   ، 8 مقعد .
6.حزب الاستقلال (هعتسماؤوت )  ، ايهود باراك ، 5 مقعد .
7.يهودية التوراة    ، يسرائيل أيخلير  ، 5 مقعد .
8.القائمة العربية الموحدة الحركة العربية للتغيير -راعم تاعل ، ابراهيم صرصور ، 4 مقعد .
9.حزب الاتحاد الوطني ، ياكوف كاتز ، 4 مقعد .
10.حداش   (  الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة  ) ، حنا سويد، 4  مقعد .
11.ميرتس الحركة الجديدة (الحزب الاجتماعي الديمقراطى ) ، حاييم أورون  ، 3 مقعد .
12.البيت اليهودى المفدال الجديد    ،  أوري شراغا أورباخ  ، 3 مقعد .
13.بلد   ( حزب التجمع الوطنى الديمقراطي  ) ، جمال زحالقة  ، 3 مقعد .

 و ينتظر في انتخابات يناير 2013 ظهور تكتل  الليكود مع حزب " اسرائيل بيتنا"   بين نتنياهو و ليبرمان ، و حزب العمل  بقيادة يحيموفيتش ، وحزب الحركة  بقيادة تسيبي ليفني ، و حزب "هناك مستقبل" بزعامة يائير لبيد ، وحزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت ، وحزب "شاس" برئاسة ارييه درعي .

النظام الانتخابي في الكيان الصهيوني
يتألف البرلمان ( الكنيست ) من 120 مقعد ، يتم انتخابهم وفق القائمة النسبية المغلقة مع تجاهل القوائم التي لا تحصل على نسبة 2% من الاصوات ، و تعتبر الدولة دائرة انتخابية واحدة حيث تجري الانتخابات و تتنافس القوائم على مستوى الوطن . والناخب يختار فقط القائمة دون ان يحدد الاسماء وفق هذا النظام ، و الحزب هو الذي يرتب الاسماء في القائمة ، و يحق لكل من بلغ 18 سنة الانتخاب و لكل من بلغ 21 سنة الترشح . و يبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت في انتخابات يناير 2013 حوالي 5.6 مليون ناخب اسرائيلي ( يبلغ عدد سكان الكيان حسب الاحصاءات الاسرائيلية وبما فيهم سكان القدس 7.88 مليون نسمة ) .و تقوم اكبر كتلة برلمانية او اكبر مجموعة من الكتل بتشكيل الحكومة و تسمية رئيس الوزراء .

المشاكل الداخلية
يوجد في  الكيان الصهيوني العديد من المشاكل الداخلية من جميع النواحي الدينية و العرقية و الاجتماعية و الاقتصادية و السكانية والسياسية ، فهناك ازمة دينية تتمحور داخل المكون اليهودي حيث ان هناك اختلاف في الاعتقاد الديني و تشكيك متبادل بين مكونات اليهود من حيث الاصل و الجذور للطوائف اليهودية المختلفة ، و يتكون المجتمع اليهودي في فلسطين من عدد كبير من العرقيات المختلفة مما فتح الباب امام التفرقة العنصرية و النظرة المزدرية من بعض العرقيات الى عرقيات اخرى ابرزها نظرة اليهود الغربيين الشوفينية و الازدرائية الى اليهود الشرقيين . و يعاني المجتمع اليهودي من الانعزال و الانحلال الخلقي و عدم وجود الصفات الحميدة مثل الصدق و الامانة و حتى الاخلاص للوطن هناك من يعتقد ان الاسرائيليين من السهل ان يخونوا بلادهم مقابل المال بخلاف ما يعتقده الكثيرون عنهم ،و رغم الرخاء الاقتصادي و ارتفاع الميزانية الا ان الاسرائيليين يعانون من ارتفاع الاسعار و هناك بطالة و ازمة عمل داخل الكيان و تخرج مظاهرات بين الفينة والاخرى مطالبة بالعدالة . و تشكل الكثافة السكانية مشكلة كبيرة داخل الكيان حيث تحاول السلطات بناء المستوطنات المتتابعة لحل مشكلة السكان لكن الحكومة الاسرائيلية تتعمد بناء المستوطنات في الاراضي داخل الضفة الغربية بحيث تحل مشاكلها على حساب الفلسطينيين . و سياسيا تتبدل الحكومات باستمرار و يوجد فساد سياسي كبير و فساد مالي يتعلق في استغلال المال للوصول الى السلطة و كثير من السياسيين الاسرائيليين متهمون بالفساد المالي و السياسي ، و هناك غياب للثقة بين المواطنين الاسرائيليين و من يمثلهم في الكنيست و الحكومة . و يوجد صراع قوي بين العلمانيين الذين يدعون الى عدم اعتماد التعاليم الدينية و العطل و العادات اليهودية في الدولة  مع المتدينين الذين يدعون الى الاخذ بالتعاليم الدينية في الدولة .

الوضع الاقتصادي
يبلغ الناتج المحلي الاجمالي  ( قيمة الانتاج ) في الكيان حوالي 200 مليار دولار  منه ما يقارب الـ 50 مليار انتاج عسكري  . و يبلغ دخل الفرد السنوي 28 ألف دولار و هو الاعلى في العالم . و تذهب ربع الميزانية على الانفاق الامني .
يعتمد الاقتصاد الاسرائيلي على صناعة التكنولوجيا و البرمجيات و يعتبر الكيان الصهيوني متقدما جدا في هذا المجال ، اضافة الى الصناعات العسكرية المتقدمة تقنيا  حيث ان الكيان يحتل مرتبة متقدمة جدا في سلم الدول المصدرة للاسلحة ويصدر مئات الانواع من الاسلة لمختلف لكثير من الدول و هناك اكثر من 200 شركة مصنعة للسلاح تتبع للجيش الاسرائيلي ، ثم على الزراعة حيث انه تقريبا مكتفي ذاتيا و يصدر كميات كبيرة من المنتجات الزراعية ، و تدر السياحة عليه دخلا كبيرا ، و يتلقى الكيان دعما خارجيا اكثره من الولايات المتحدة يقدر بالمليارات سنويا و على مدار سنوات طويلة .
يستخدم الكيان الصهيوني عملة الشيكل الذي ينقسم الى 100 أغورات . علما بأن الدولار يساوي 4 شيكلات تقريبا .
و الاقتصاد الاسرائيلي يعتبر في ازمة حاليا بالرغم من  النمو الذي يمكن ان يصل الى اكثر من 3% في حالة القدرة على تصدير الغاز الطبيعي لعام 2013 و اقل من ذلك بقليل في حالة عدم تصديره . و هناك عجز في الميزانية التي قد تصل الى 90 مليار دولار يبلغ 4.2% و هذا رقم كبير و لم يتم الاستعداد له ماديا حيث من الممكن رفع الضرائب لسد هذا العجز بعد انتخابات 2013 .
الوضع التعليمي
ينفق الكيان الصهيوني مبالغ طائلة على التعليم و يخصص جزء كبير من الموازنة للتعليم و البحث العلمي ، و لديه 8 جامعات معظمها فاز في مراتب متقدمة كأفضل جامعات في العالم . و يوجد في الكيان مدارس دينية و يدرس باللغتين العبرية و العربية .

الوضع العسكري
يعتبر الكيان الصهيوني من اقوى الدول في الشرق الاوسط  و يعتبرها البعض انها قادرة على مواجهة كل الدول العربية مرة واحدة و تتفوق عليها عسكريا او انها قادرة على ضرب اي دولة او مجموعة دول في الشرق الاوسط و ربما يكون كلامهم هذا صحيحا الى حد ما اذا اخذنا بعين الاعتبار امتلاك الكيان لاسلحة متطورة و لطائرات حديثة و سلاح مشاة مدجج بالدبابات و المدافع عالية التقنية والقوة اضافة الى امتلاك الكيان للاسلحة الكيماوية و النووية ، الا ان هذا الكلام يبدو متهافتا امام هزيمة الكيان في جنوب لبنان 2006 من حزب الله و ايضا هزيمته من غزة عام 2009 من حماس بالرغم ان البعض يشكك في هاتين  الهزيمتين و يعتبرهما نصرا للكيان الا ان عدم قدرة سلاح المشاة الاسرائيلي بالتقدم على الارض و الخوف الذي انتاب الجنود الاسرائيليين يصل الى حد الفضيحة لجيش يعتبر نفسه من اقوى جيوش العالم . و يمكن ان نعتبر ان الكيان الصهيوني قادرا على التدمير و إلحاق اذى كبير في عدوه الا انه بات غير قادر على احتلال اي متر خارج حدوده . و قد شكل انسحاب الكيان من سيناء في نهاية سبعينيات القرن الماضي و انسحابه من لبنان عام 2000 و انسحابه من غزة 2005 عاملا مساعدا لدعم من يعتقد ان الكيان الصهيوني يتقوقع و ينحصر و هو غير قادر على الامتداد و انه اقرب الى التقوقع مرة اخرى .
مستقبل الكيان الصهيوني
يعتمد الكيان الصهيوني على القوة العسكرية المفرطة و تاريخيا ثبت ان كل الدولة و الانظمة التي اعتمدت على القوة و غالت فيها سقطت سقوطا مدويا و الشواهد كثيرة و ليس أولها ألمانيا النازية و لا آخرها الاتحاد السوفيتي الذي سقط رغم ترسانته العسكرية الضخمة و انهار على نفسه و تقوقع و اختفى من التاريخ . و سبق لليهود ان انقسموا قبل الميلاد الى دولتين في فلسطين ( يهوذا و السامرة  او مملكة اسرائيل و مملكة يهوذا ) .
ان سيناريوهات المستقبل للكيان الصهيوني متعددة و مختلفة فمن توسعه و سيطرته على ما حولة اما عسكريا باعتقاد البعض او اقتصاديا باعتقاد البعض الاخر  الى انتهائه قريبا و بطريقة قد لا تخطر على بال احد عند آخرين . و بعيدا عن النظريات و النبوءات الدينية التي توضح بما لا يدعو للشك ان الكيان زائل لا محالة و لو استخدما الطرق العلمية في قياس مدى استمرارية الكيان في الحفاظ على نفسه على الاقل فإننا نجد ان مسألة هزيمة الكيان او ازالته من الخارطة هي امر غير معقول في ظل الواقع الحالي و هذا يتطلب من العرب و من الدول المجاورة ان تتعامل بواقعية و بعدم الاستهانة و ايضا بعدم التنازل عن الحقوق و الحرص على قيام توازن معه بحيث لا تتجه المنطقة لحرب او ان يحدث صراع مستمر لا تكون فيه اي فائدة لجميع الاطراف .
و ان على الكيان الصهيوني ان يعرف ان نقاط الضعف فيه كثيرة و انه جسم غريب ليس لانه مصطنع و قادم من الخارج فقط بل ايضا لأنه كيان منغلق على نفسه لا يثق بأحد و لا يترك مجالا لاحد ان يثق به . و عليه ان يعرف ان الطريق الذي يسير به لا يؤدي الا الى ادخال المنطقة في حرب لا جدوى منها . وان الشعوب عاشت في هذه المنطقة التاريخية لقرون طويلة و تأقلمت مع بعضها و تعايشت لكنها اليوم تبدو عدائية و سلبية نتيجة لسلبية النخب السياسية عند جميع الاطراف .
ما هو الحل ؟
باختصار المطلوب و ضمن هذا الواقع و هذا الفارق في القوة بين الاطراف المختلفة تحقيق سلام دائم و شامل بحيث يحقق رغبات الجميع بما يمنع نشوب حرب تؤدي بحياة الناس و بما لا يسلب حقا من احد مع التركيز على ان حق العودة للشعب الفلسطيني هو حق مقدس و شرعي وواجب وممكن و ايضا ان اقامة دولة فلسطينية على ارض فلسطين هو حق لا يقبل الرفض و يجب ان تكون الدولة قابلة للحياة . و ان حق الشعوب في المقاومة هو حق شرعي كفلته كل الشرائع للانسان الذي تحتل ارضه و ان من حق الفلسطينيين ان يقاوموا الاحتلال و بجميع الطرق حتى تتحرر ارضهم بشكل كامل . و الارض التي سكن فيها الانبياء و عاشت فيها شعوب الارض ينبغي ان لا تسال فيها الدماء و ان لا يشرد فيها الاطفال و النساء و ان الاختلاف الديني و العرقي و الثقافي يجب استثماره لخلق جو من التعايش و هذا لن يحصل الا اذا اختار جميع الاطراف ان يحكمهم العقلاء و المحبين للسلام و الذين لا يسعون لمصالحهم الضيقة او الخاصة . و ان شعوب المنطقة يجب ان يكون لها الكلمة الفصل و يجب على هذه الشعوب ان تختار من يمثلها تمثيلا حقيقيا بما يخدم البعد عن العنف و بما يحقق السلام و المحبة و التعايش .
ـ
عبدالله اللواما
16/1/2013
ـ
ـ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق