الأربعاء، 27 فبراير 2013

مغارة الغول


مغارة الغول
قصة من التراث الاردني
كان اهل القرية مجتمعين في الليل يتسامرون ويتدارسون امر القرية ، لكن هاجس مغارة الغول القريبة من القرية والقصص التي تروى عنها منذ اجيال ظل يسيطر على الناس و على حديثهم ، لم تنفع كل محاولات الرجال السابقة من الوصول للمغارة ليلا بالتحديد لاعتقادهم الجازم ان الغول ينام فيها والقصص عن المغارة التي رويت لهم من ابائهم وأمهاتهم منذ الصغر مخيفة ومفزعة ومثيرة للاهتمام ،  وتنسج حول المغارة و الغول الذي يسكنها ليلا روايات خيالية لكنها مصدقة عند اهل القرية الطيبين . بدأ الرجال وهم يتسامرون بالحديث عن الرجولة والبطولة والشجاعة لكن مغارة الغول كانت تقف في طريق كل واحد منهم بعد ان يروي قصة بطولية حصلت معه عندما يُسأل عن امكانية ترجمة هذه البطولة على ارض الواقع والوصول الى مغارة الغول ودق وتد داخلها او وضع غطاء رأسه فيها والعودة ليتأكد اهل القرية في اليوم التالي نهارا من انجاز هذه المهة ، توقف الرجال عن رواية بطولاتهم ولم يستطع احد ان يغامر أو يتحدى ليعلن انه ذاهب للمغارة ، و كان هناك رجل عرفت عنه الشجاعة والبطولة وقوة القلب فخشي ان يلحق العار برجال القرية وان تتكلم النساء عن الرجال وتصفهم بالجبن فقرر ان يقوم بالمهمة . ذهب الرجل يحمل وتدا ليدقه في المغارة حسب الاتفاق مع اهل القرية وعندما دخل المغارة المظلمة و بقلب جامد وبكل قوة وهو يقنع نفسه  ان الغول غير موجود ، جلس وسط المغارة وكان يلبس عباءة فقام بدق الوتد في الارض لكنه دقه في طرف عباءته لانه لم يكن يرى من الظلام الدامس داخل المغارة فأصبحت العباءة مثبته في الوتد دون ان يعلم الرجل بذلك ، فقام الرجل واتجه للباب بسرعة ليتفاجىء ان شيئا يمسكه من الخلف عندها اصبح لديه يقين بأن الغول قد قبض عليه فوقع الرجل مخشيا عليه ومات على الفور .  تأخر الرجل عن العودة الى اهل القرية الذين لم يستطيعوا اللحاق به فذهبوا للمغارة صباحا ليجدوا الرجل ميتا فأدركوا ان الغول قتله لكن رجلا حكيما كان مارا من الطريق قرب المغارة وبعد ان رأى الرجل الميت  شرح لهم ان الرجل لم يقتله سوى المفاجأة والرعب الذي تكون لديه عبر السنين وقال لهم انتم والخوف من قتل الرجل ولا يوجد غول  ، الغول لايوجد الا في خيالكم ايها القوم . عندها ادرك اهل القرية خطأهم وتوقفوا عن رواية القصص الخيالية عن مغارة الغول لأبنائهم الذين اصبحوا يذهبون لها ليلا و يمرون من الطريق القريب منها دون خوف  .
ـ
عبدالله اللواما
17/1/2013
ـ
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق