الأربعاء، 27 فبراير 2013

جماعة الاخوان المسلمين في الاردن .. السفينة اذ تتموضع .....


جماعة الاخوان المسلمين في الاردن .. السفينة  اذ تتموضع .....
تمر جماعة الاخوان المسلمين في الاردن بشكل خاص والحركة الاسلامية بشكل عام بفترة تغيير و تموضع بما يتوافق مع المتغيرات و استجابة للسيل الجارف في التغيير حيث الربيع العربي و نتيجة للهزات الارتدادية الناتجة عن سلسلة زلازل الربيع العربي التي اطاحت بعدة انظمة عربية و ما زالت تطيح بالاخرى ، انها فترة عصيبة و احداث ستسجل في التاريخ كأسرع احداث متتابعة تحدث داخل الوطن العربي و تحدث تغييرا كبيرا و سريعا و تقلب كل الموازين و تحطم كل التوقعات و توقع العقلاء في حيرة من الامر . فهذه سفينة الاخوان او سفينة الحركة الاسلامية الراسية على الشاطيء تتعرض لموج عظيم لكن تبدو متانة الحبال و قوة الرجال اكبر من الموج و اقوى من العاصفة ، انه صمود ممتد من صمود الحركات الاسلامية في بلدان الربيع العربي و تقدمها على نظيراتها و تسلمها السلطة ، لكن الى اي حد يمكن ان تبقى الحركة الاسلامية في الاردن صامدة ؟ وهل بامكانها التموضع بما يتيح لابنائها مساعدة الشعب الاردني على التغيير و الاصلاح ؟
نشأت جماعة الاخوان في مصر على يد المؤسس حسن البنا عام 1928 ، و تهدف الجماعة الى اصلاح المجتمع دينيا و سياسيا و اجتماعيا و تربويا و اقتصاديا  وفقا للنظرة الاسلامية للمجتمع و الدولة حيث تسير الجماعة وفق قاعدة  " الاسلام هو الحل " و ترفع الجماعة شعار " "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا   ".
 و تم انشاء جماعة الاخوان المسلمين في الاردن عام 1945 على يد عبداللطيف ابو قورة الذي تأثر بفكر حسن البنا و نظرته لفلسطين و الجهاد ضد الاحتلال ، و في تلك الفترة اكتسبت الجماعة شهرة واسعة و تقبلا من الجماهير ، و قاد ابو قورة سرية مكونة من 120 مقاتلا عام 1948 مدافعا عن فلسطين و استشهد عدد منهم ، و بقي على رأس الجماعة في الاردن حتى عام 1953 حيث تسلم القيادة منه محمد عبدالرحمن خليفة الذي بقي حتى عام 1994 .  وفي فترة الخمسينات تطورت الجماعة في الاردن تنظيميا و اصبح لها فروع و قامت بفتح مدرسة الكلية العلمية الاسلامية في عمان و شاركت في مظاهرات 1954 ضد الاستعمار البريطاني و وقفت ضد حلف بغداد و شاركت في انتخابات 1956 و فازت باربعة مقاعد حيث كانت تلك الفترة تشهد تناميا سريعا في المد القومي و اليساري و تم تشكيل حكومة برلمانية يسارية في الاردن عام 1957 برئاسة سليمان النابلسي و اقيلت بعد عدة اشهر حيث اعلنت الاحكام العرفية . و في فترة الخمسينات و الستينات من القرن العشرين كانت هناك محاربة للمد الاسلامي مما ولد انحسارا للتيار الاسلامي حيث منعت الحكومة الاردنية اصدار مجلة الكفاح الاسلامي التي يرأس تحريرها يوسف العظم بعد ان صدر منها 11 عددا و تم سجن المراقب العام للجماعة في اعوام 1954 و 1958 و 1960 و تعرض الكثير من منتسبي الجماعة للاعتقال. و شاركت الجماعة في انتخابات 1963 و فازت بمقعدين في البرلمان ، كما تم افتتاح جمعية المركز الاسلامي التي ساهمت كثيرا في بناء المجتمع الاردني و رعاية الفقراء و الايتام . و بعد هزيمة 1967 حدث تغير في العالم الاسلامي حيث ازداد اقبال الشباب على التيار الاسلامي و حدثت صحوة اسلامية فانطلقت جماعة الاخوان للتوعية و التربية للمجتمع مما ساهم في بناء جيل من الشباب الواعي دينيا و فكريا ، و شاركت الجماعة في انتخابات 1989 حيث فازت  بـ23 مقعد من اصل 80 مقعد في البرلمان و شاركت في الحكومة  مما ألهب الغيض ضدها و لم يجد النظام طريقة لمعاقبتها و ابعادها الا بقانون الصوت الواحد الذي تم تطبيقه في انتخابات 1993 حيث فازت الحركة بـ 16 مقعد ، و تم تأسيس حزب جبهة العمل الاسلامي عام 1992 كذراع سياسي لجماعة الاخوان بعد اقرار قانون الاحزاب الاردني ، و رفضت جماعة الاخوان عملية السلام مع اسرائيل حيث انسحب نواب الاخوان من جلسات البرلمان عند اقرار اتفاقية وادي عربة و عند زيارة الرئيس الاميركي بل كلنتون للبرلمان الاردني مما اعطى رسالة بأن الشعب الاردني يرفض عملية السلام ، لكن هناك من انتقد و عارض مشاركة الاخوان المسلمين في انتخابات 1993 و من ابرزهم المعارض ليث شبيلات .   في عام 1994 تولى عبدالمجيد الذنيبات منصب المراقب العام ، و في عام 1997 قاطع الاخوان الانتخابات و قاموا بمعاقبة و فصل اعضائهم الذين ترشحوا  للانتخابات و خالفوا تعليمات الجماعة . و رفضت الجماعة قرار ابعاد قادة حماس و اغلاق مكاتبهم في الاردن عام 1999 ، و شاركت الجماعة في انتخابات 2003 و فازت بـ 17 مقعد كما شاركت بانتخابات 2007 و فازت بـ 6 مقاعد فقط حيث تبين بعد ذلك تزوير الانتخابات ، و تولى سالم الفلاحات عام 2006 منصب المراقب العام للجماعة و بقي به حتى عام 2008 حيث تسلمه همام سعيد الذي مازال به حتى الان ، و قامت حكومة معروف البخيت في عام 2007 بحل ادارة جمعية المركز الاسلامي و تعيين ادارة مؤقتة عليها في خطوة اعتبرت تصعيدية ضد الاخوان .  وقاطعت الجماعة انتخابات 2010 و 2013 حيث انها تعترض على قانون الانتخابات و تطالب بتغييره كما تطالب بتعديل الدستور بما يتوافق مع المادة 24 من الدستور التي تنص على ان الشعب مصدر السلطات . و قد شاركت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن بالربيع العربي منذ بدايته و إلتزمت بمشاركة نوعية و احيانا رمزية مع الحراك الشعبي الاردني بناء على رغبة اطياف الحراك الشعبي و اقطاب المعارضة الاردنية ووفقا للظروف السياسية حيث تشن الدولة الاردنية حملة اعلامية و تضييق على الجماعة لمنعها من المشاركة و جر الشعب للخروج للمطالبة بالتغيير و تستخدم الحكومة اسلوب الترهيب و الترغيب مع المعارضة ايضا إلا ان هذا لم يمنع جماعة الاخوان المسلمين من تنظيم فعاليات كبيرة و بالاشتراك مع الحراك الشعبي  ووصلت اعداد المشاركين بها الى عشرات الالاف في مسيرة 5 اكتوبر 2012 كما شارك ابناؤها  في كل الفعاليات الشعبية للحراك ابرزها يومي 24 و 25 اذار 2011 و 15 تموز 2011 ، وساهم ابناء الجماعة في هبة تشرين التي نتجت عن رفع الاسعار من قبل الحكومة .
ساهمت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن بالكثير من الاعمال الخيرية و الاجتماعية و السياسية و الدينية  ،  كما ان اطروحاتها تتناسب مع طبيعة المجتمع الاردني الذي يغلب عليه الطابع الاسلامي و في نفس الوقت كانت تحافظ على مسافة عازلة مع النظام بحيث لا يحدث صدام معه  ، ووقفت سدا منيعا امام المطامع الصهيونية و امام الاختراق الخارجي للمجتمع الاردني ، و عملت الجماعة على تربية الشباب و توعيتهم و تثقيفهم و تنبيههم الى المخاطر التي تحيط بالاردن و فلسطين و بالامة بشكل عام . و تعتبر الجماعة اكبر كتلة في المعارضة و لا يمكن تجاوزها سياسيا حيث يشار لها بالبنان و لا يأخذ القرار مصداقيته و لا يمكن اعتباره شعبيا الا بموافقة الاخوان حيث انهم يمثلون عددا كبيرا من ابناء الشعب و قادرين على الحشد و تجميع الناس و يمتلكون الادوات اللازمة للعمل سياسيا و لتعطيل الكثير من القرارات الحكومة او على الاقل الوقوف بقوة في وجهها .
الحركة الاسلامية في الاردن هي الكتلة الاكبر و الاكثر تأثيرا و تنظيما ، و هي صخرة يصعب تحريكها ، تتحرك وفق محصلة مجموعة من الاتجاهات لعلها الاتجاه الديني و الاتجاه القومي و الاتجاه الوطني ، و هي تمثل صمام الامان للدولة و للشعب و للمعارضة ، تمثل النبع الذي لا ينضب في انتاج المعارضينيحسب لها عقلانيتها و يؤخذ عليها انفرادها ، و ايضا يؤخذ عليها تباطؤها .
و رغم كل التضييق الذي يمارس على الحركة الاسلامية من النظام و رغم ان الحركة لا تشارك في الانتخابات حاليا و لا تشارك في الحكومة و رغم منع رموزها من إلقاء الخطب في المساجد و مصادرة جمعية المركزالاسلامي و اعتقال الكثير من ابنائها الا ان هناك من يقول ان النظام والحركة متفقان و ينسى ان العلاقة بين الانظمة و المعارضات لا تكون دائما في جفاء فهناك ضرورات لا بد من اللقاء عليها .
و يعتقد الكثيرون ان الجماعة تمر الآن بأزمة و معرضة للانشقاق من جزء من اعضائها و تحديدا من اعضاء المبادرة الاردنية للبناء ( مبادرة زمزم )  او للحل من الحكومة فيما يعتقد آخرون بأن الجماعة لن يحدث لها اي تغيير من هذا النوع و انها ستسير في طريق الاصلاح و بنفس النهج و الطريقة . و تتلخص مطالب القائمين على مبادرة زمزم بالتركيز على الشأن الاردني و تقوية الجبهة الداخلية و اشراك المجتمع الاردني و المحافظات و ابناء العشائر الاردنية في عملية الاصلاح و التغيير ، و هم يعتقدون ان جماعة الاخوان المسلمين في الاردن تولي اهتماما كبيرا في الشأن الفلسطيني و اكثر من  الشأن الاردني الذي يجب ان ننطلق منه و لكن بعد بنائه وتقويته من الداخل . لكن آخرين يردون عليهم ويقولون ان ضعف الجبهة الداخلية و عدم مشاركة الناس في عملية الاصلاح ليس لأن الجماعة منشغلة بالشأن الفلسطيني بل لأن النظام و الحكومة يقومان بتأليب الرأي العام على جماعة الاخوان و يقومان بحرمان الاخوان من الادوات التي من خلالها يمكن كسب الجماهير و استمالتهم اضافة الى التضييق على الاخوان و منعهم من ممارسة الكثير من الاعمال و منعهم من  اقامة الفعاليات و المحاضرات . و من الواضح ان جماعة الاخوان ترفض رسميا  المشاركة في المبادرة حيث تفيد الانباء ان قرارا رسميا وجه لاعضاء الجماعة بعدم المشاركة كونها تمثل انشقاقا . و يقول بعض اعضاء الجماعة الذين يدعون لمبادرة زمزم ان قيادة الجماعة لن تستطيع رفض المبادرة علنا لأنها بذلك تبدو و كأنها لا تريد ان يكون جهد الجماعة منصبا على العمل الوطني الاردني لكن هذا الكلام يبدو غير منطقي اذ من الممكن الرد عليه بأن جماعة الاخوان في الاردن تعمل من اجل الوطن و في نفس الوقت لا تترك الشأن الخارجي و لا تترك الشان الفلسطيني حيث ان الترابط الاردني الفلسطيني لا يمكن فصله و لا يمكن التخلي عنه لا سيما من التيار الاسلامي الذي مهمته الدفاع عن المسلمين في اي مكان فما بالك بفلسطين .
هل حل الجماعة ممكن و ماذا يترتب عليه ؟
ان قرارا من هذا النوع يعتبر خطوة متسرعة و غير محسوبة و عشوائية اذ لا يستطيع احد ان يتوقع ماذا يترتب على ذلك بالضبط حيث انه من الممكن زيادة التطرف و احداث فراغ كبير في العمل السياسي و الاجتماعي  و بروز جماعات بشكل عشوائي و غير منظمة  و زيادة العنف في المجتمع ، كما ان النظام يعتمد دائما في تبريره لعدم اقدامه على الاصلاح على خوفه من سيطرة جماعة الاخوان على الحكم  وعند زوال هذا الخطر الافتراضي فإن الكثير من الذين كانوا يصدقون هذا الكلام سيجدون انفسهم امام وضع مثالي للتغيير و هو الامر الذي سيضر النظام و لن يكون وقتها من يستطيع ادارة الجماهير مما سيصنع الفوضى دون القدرة على الوصول للاصلاح المنشود . و يعتقد البعض ان حل الجماعة غير ممكن و لا يمكن الاقدام عليه فالجماعة ليست فقط مكاتب و اوراق بل لها رجالها و اتباعها و منظمة و يوجد ترابط وثيق بين اعضائها الامر الذي يجعل قرار حل الجماعة لا يتعدى الورقة التي يكتب عليها . كما يعتقد آخرون ان قرار الحل سيحول الجماعة الى جماعة محظورة و هذا الامر لم يمنع الجماعة في مصر مثلا من العودة بقوة الى الواجهة مع قدوم الربيع العربي و الثورة المصرية و تسلمها زمام الامور في اكبر دولة عربية  . و قرار الحل او الحظر قد يأتي بنتائج عكسية  و قد يجعل الناس يقبلون على الجماعة كعقوبة للحكومة عند كل قرار حكومي غير شعبي .
هل يوجد ازمة داخل جماعة الاخوان و لماذا ؟
من الواضح ان هناك ازمة و الجماعة ليس جديدا عليها الدخول في ازمات فهي جماعة تاريخية و عريقة و لها باع طويل في مقارعة الخصوم و الخروج بسلام من تحت الركام ، لكن السؤال الى اي مدى يمكن ان تؤثر الازمة الحالية خصوصا اننا نمر بفترة حرجة و احداث متسارعة في المنطقة و القطار يبدو  سريعا و لا بد من الركوب به قبل فوات الاوان . و قد نتجت الازمة عن انقسام الجماعة في الرأي حول كيفية مواجهة المخاطر الحالية و كيفية التصرف حيالها و هذا ناتج من مكونات الجماعة حيث انها تتكون من مجموعة من المكونات المختلفة و التي لا تتفق على كل الملفات المفتوحة مثل الموقف من العلاقة الاردنية الفلسطينية و الموقف من مطلب التعديلات الدستورية و الموقف من قانون الانتخاب و توزيع المقاعد على المحافظات و ربما ايضا الموقف من التجاوب مع الديمقراطية و تطبيق الاحكام الشرعية و شكل الدولة التي يجب الوصول لها هل هي مدنية ام اسلامية و مدى التجاوب مع النظام و الدخول في حوار معه او عدم الدخول و سقف الشعارات التي ترفعها الجماعة في فعالياتها و غير ذلك .
مشاكل تواجه الجماعة :
  1. عدم انخراط الجماهير بشكل كبير مع الجماعة ، و هذا ناتج من طبيعة الشعب الاردني الذي لا يحبذ كثيرا الانخراط في المظاهرات و العمل السياسي و ايضا ناتج عن اخطاء من الجماعة حيث ضعف التوعية الجماهيرية و ضعف اعلام الجماعة و الصمت الذي تمارسه كثيرا و عدم حسم الملفات و اتخاذ قرارات متوافق عليها لكي يعرف الناس ما هو توجه الجماعة بشكل دقيق حتى ينخرطوا معها في العمل .
  2. التضييق السياسي و الامني و الاقتصادي و الديني و الاعلامي  الذي تمارسه الحكومة ضدهم و ابعاد الناس عنهم و تخويفهم من الانتساب للجماعة بشكل مباشر و غير مباشر .
  3. صعوبة الملفات المفتوحة على الساحة الاردنية و تداخلها  وعدم القدرة على حسم المواقف منها  مما يولد ضبابية في موقف الجماعة الامر الذي يبعد الجماهير عنها .
  4. موقع الاردن الجغرافي و اهميته بالنسبة للدول الكبرى و لاسرائيل و صعوبة التغيير في الاردن بسبب تشابك القضايا و تداخلها .
  5. خبرة النظام الاردني و قدرته على التعامل مع الجماعات و الاحزاب و قدرة الاجهزة الامنية على تحجيم قوتها .
  6. تخوف بعض اعضاء الجماعة  من الانخراط في العمل السياسي او المشاركة في الفعاليات نتيجة عدم وضوح الرؤية وعدم معرفة النتائج المترتبة على الاصلاح .
  7. تركيبة السكان في الاردن التي تتكون من اردنيين و فلسطينيين و التي تجبر الاخوان على عدم  اخراج الجماهير بشكل كبير .
  8. عدم قدرة الاخوان على تحديد مواقف واضحة تبدد الخوف لدى الجميع من قضايا تثيرها القوى المناوئة للاصلاح مثل التوطين و الكنفدرالية و توزيع مقاعد البرلمان حسب الكثافة السكانية .
  9. تخوف الكثيرين و خصوصا النظام و قوى المعارضة اليسارية و القومية من سيطرة الاخوان على الحكم بعد الاصلاح .

خيارات امام الجماعة :
  1. البقاء على الوضع الحالي و على نفس النهج و نفس الاسلوب ، فالخطأ ليس من النهج ولا من الاسلوب و لكن الظروف الحالية لا تسمح بالتغيير و استقطاب الجماهير بشكل كبير .
  2. الانخراط في المبادرة الاردنية للبناء ( زمزم) فهذه المبادرة ستزيل شبح الاتهام الدائم للجماعة بأن اهتمامها بالشأن الخارجي بما فيها الشأن الفلسطيني اكبر من الاهتمام الداخلي .
  3. التركيز على الدعوة وعلى بناء الشباب الاسلامي، فالفترة الاخيرة اثبتت ان هناك ضعفا في الاقبال على العمل الدعوي و ضعفا في اشتراك الناس و خصوصا الشباب منهم بالعمل السياسي و الوطني .
  4. المشاركة في العملية السياسية بعد الدخول في حوار مع الحكومة و اخذ ضمانات بأن الاصلاح سيتحقق وفق جدول زمني مكتوب .
  5. فتح حوار صريح مع اشراك القاعدة الجماهرية بين اطياف جماعة الاخوان المختلفين في الرؤى و الاتجاهات و الوصول الى توافق على جميع الملفات المفتوحة .

مقترحات للخروج من الازمة :
  1. الدخول في حوار مفتوح للوصول الى توافق بين جميع مكونات جماعة الاخوان و عدم الانقسام .
  2. على اعضاء الجماعة ان يدركوا ان الوقت الحالي هو وقت تغيير و بالتالي لا بد من تغيير الافكار بما يتوافق مع المصالح الوطنية و بما يخدم الاصلاح في الاردن و يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني .
  3. لا بد من طمأنة الداخل و الخارج بعدم الانفراد في السلطة في حال تم الاصلاح و بالتجاوب مع قيم الديمقراطية و التعددية .
  4. من الافضل لاصحاب مبادرة زمزم اقناع جميع مكونات الاخوان بالذهاب معهم و إلا توجيه دعوتهم خارج اطار الجماعة و عدم شق الصفوف ، و عليهم ان يعلموا ان مهمة اقناع الاخوان اسهل كثيرا من مهمة جلب مؤيدين للمبادرة من خارج الاخوان .
  5. من المهم الاطلاع على التجربة التركية في التغيير و استخدام البراجماتية السياسية و قيم الديمقراطية و الليبرالية . و كذلك تعلم الدروس من الربيع العربي خصوصا تونس و مصر حيث حزب النهضة و حزب الحرية و العدالة .
  6. التغيير في اي بلد عربي لا يتم دون موافقة الغرب الذي له مصالح في المنطقة ، لهذا فليس من السياسة اطلاق الشعارات المناوئة للغرب ، و محاولة الحصول على الحقوق مرة واحدة يبدو مستحيلا من الناحية المنطقية ، و لكل مقام مقال ، و في السياسة لكي تحصل على مكاسب  ممن هو اقوى منك يجب ان يحصل منك على مكاسب ايضا او على الاقل ان تتوقف عن مهاجمته .
  7. سيطمئن الجميع و بما فيهم المنتسبين للاخوان عندما تعلن قيادة الاخوان التصور العام لشكل الدولة بعد الاصلاح و طريقة و حجم مشاركة الاخوان بها مع طمأنة القوى اليسارية و القومية .
  8. البقاء في نفس المكان قد يكون مضيعة للوقت ، و مقولة اما ان نذهب جميعا او نبقى جميعا تبدو مناسبة للوضع الان ، فذهاب البعض في طريق مختلف و ان كان صحيحا قد يفضي الى نتائج سلبية و يقسم الصفوف و يحدث انشقاقا .
  9. من الضروري تذكر ان فكرة الجماعة مهمة و ان الذئب يأكل من الغنم القاصية .

ما هو مستقبل الجماعة ؟
اعتقد ان ما يحدث لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن هو اعادة تموضع ، فالسفينة التي تأتيها العواصف العاتية لا بد لها من الحركة و تغيير المكان و لو قليلا ، و لا خوف على سفينة اخشابها متينة و حبالها مشدودة و بحارتها رجال اشداء ، هكذا نظن في الجماعة التي ينتظر الشعب الاردني منها الاصلاح و التغيير كأكبر كتلة في المعارضة و صاحبة صولات و جولات و تاريخ مجيد  .
ـ
ـ
عبدالله اللواما
24/2/2013
ـ
ـ








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق