الأربعاء، 27 فبراير 2013

تقريب الاتجاهات المختلفة


 تقريب الاتجاهات المختلفة
جميع الاتجاهات و الافكار في الوطن العربي فيها او في جزء منها على الاقل خير كثير و من الممكن الاستفادة من الافكار السليمة التي تحويها و انتاج اتجاه واحد يقوم على مبدأ التعايش و الاحترام المتبادل و اطلاق الحريات و حفظ الاخلاق . و انتاج مثل هذا الفكر الموحد لكل الاتجاهات ممكن و قابل للتطبيق و هو لا يعني الاندماج بقدر ما يعني المشاركة و التعاون و تقريب وجهات النظر المختلفة .ـ
لقد تميز السلفيون في الفهم العميق للاسلام و تميز الاخوان في التطبيق العملي له و تميز الليبراليون في الحريات و تميز القوميون في العروبة و تميز الوطنيون في حب الوطن .ـ
و لا يمكننا ان نقول ان الوطن يجمعهم كلهم لأن الاسلامي و القومي حدوده أوسع من الوطن ، و ايضا لا يمكننا الاستماع فقط للاسلاميين لأنهم لا يعيشون وحدهم في البلاد ، كما لا يمكننا ان نجعل الليبراليين يحكمون وحدهم لأن حريتهم لا حدود لها ، و العلمانيون لا يعترفون بالدين ، و القوميون لا يعترفون بالاسلاميين و لا بالوطنيين ، و الاخوان لا يملكون الاغلبية المطلقة من الشعب و لا يعترفون بالعلمانيين ، و السلفيون لا مجال عندهم للحريات .......
اذا ابتعدنا عن جوهر هذه الدعوات و الاتجاهات و نظرنا الى السلوك السلبي لأصحابها فسنجد أننا لو اطلقنا العنان للسلفيين لمنعونا من الرسم و من مشاهدة التلفاز ، و لو فتحنا المجال للاخوان لأستحوذوا على كل المناصب و المقاعد ، و لو أعطينا أمرنا لليبراليين لفقدنا الكثير من الاخلاق و لأنحدر المجتمع أخلاقيا و سلوكيا ، و لو أطلقنا العنان للعلمانيين فلن يسمحوا للناس بالصلاة ، و لو حكمنا القوميون لذبحونا بإسم العروبة و القومية ، و لو تركنا الحبل للوطنيين لأتهمونا بالعمالة للخارج و الاجندات المشبوهة .....ـ
اذا ما الحل ؟؟
الحل هو في الدولة المدنية التي تطبق الديمقراطية بحيث تعتبر ان الشريعة الاسلامية مصدرا
للتشريع و يتم تطبيق الاحكام الدينية في الاحوال المدنية و الميراث و من الممكن و بالاتفاق بين الجميع تطبيق بعض الامور الاقتصادية لمنع تغول الرأسمالية وانحراف الاشتراكية في الاقتصاد ..... و اطلاق الحريات بشكل كامل وواسع و ضمن القانون بحيث لا تتجاوز الاخلاق العامة ..... التأكيد على حقوق الانسان ..... و التأكيد على ان الوطن جزء من الامتين العربية و الاسلامية لضمان التعايش الوطني و القومي و الاسلامي . التأكيد على حقوق الاقليات الدينية و العرقية بممارسة طقوسها ضمن القانون العام للدولة و بما لا يضر بحقوق الانسان أو بالمساواة ..... ـ
ان الاتجاه الاسلامي الليبرالي هو الاتجاه الذي يمكن ان يحقق أكبر كتلة مؤثرة قادرة على حمل السلطة في الوطن العربي ، فالاسلام هو الذي يجذب معظم المواطنيين في البلاد العربية و لكنهم في نفس الوقت يميلون الى الحرية في السلوك و الحياة اليومية و هذا يتحقق من خلال الليبرالية ، كما ان الليبرالية تحقق تقاربا كبيرا مع مختلف الاتجاهات الاخرى ، و ان الذين يتخوفون من الليبرالية من السلفيين عليهم ان يتذكروا ان الليبرالية تحقق لهم الحرية التي افتقدوها و التي هم بحاجة لها ، أما الوطنيون و القوميون فهم سيسعدون في هذا الجو الديمقراطي لأنهم قد يكونوا اسلاميين او ليبراليين أو كليهما ، و العلمانيون الذين يتخوفون من الدين و يسعون الى الحرية ستتحقق لهم أمانيهم بنسبة كبيرة و الاسلاميون بشكل عام سيجدون انفسهم في بيئة من الحرية و الديمقراطية ضمن دولة تحافظ على الاسلام و تحفظ الاخلاق .ـ
أليس خيار " الاسلام الليبرالي في دولة مدنية ديمقراطية
" يحقق أكبر قدر من مطالب كل اتجاه فكري ؟؟
ـ
عبدالله اللواما
9/8/2012
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق