الأربعاء، 27 فبراير 2013


مناظرة بين مشارك في الانتخابات و مقاطع لها ، ( الانتخابات الاردنية 2013 )   :
المشارك : المشاركة افضل حتى لا نترك مجلس النواب للفاسدين ، و ان يكون لنا صوت افضل من ان يغيب صوت الوطن من المجلس .
المقاطع : ان المشاركة تعطي شرعية للفاسدين الذين يسيطرون على المجلس و هم الاغلبية فيه لأن التزوير وقانون الانتخاب يمنع الشعب من تمثيل نفسه تمثيلا حقيقيا . و المقاطعة تنزع الشرعية عن هذا المجلس الذي لا يوافق عليه الشعب .

المشارك : الحكومة هذه المرة جادة في محاربة المال السياسي و هي تقوم بتحويل المخالفين الى القضاء و السجن ، فلماذا لا تشاركون ؟
المقاطع : ان الحكومة تقوم بإجراءات انتقائية و هي تحاسب عدد قليل جدا من المخالفين حتى تظهر انها جادة في نزاهة العملية الانتخابية . بينما المال السياسي يستخدم بشكل كبير عند المرشحين و الحكومة تركتهم منذ اسابيع يروجون للمال السياسي حتى تزيد من عدد المشاركين في الانتخابات و جاءت الان في آخر يومين تدعي انها تحارب المال الاسود او المال السياسي .

المشارك : لماذا لا نشارك و نقوم بالتغيير من داخل المجلس و ننقذ الوطن ؟
المقاطع : لقد جربنا هذا عشرات المرات و منذ عام 1989 اي منذ انهاء الاحكام العرفية جرت سبع انتخابات شاركت المعارضة في معظمها لكن احدا لم يستطع ان يغير شيئا و ذلك لأن الحكومة وضعت قانون الصوت الواحد لتحدد من خلاله شكل البرلمان و طريقة ادائه  ثم تقوم بالتدخل في الانتخابات و تزويرها بطرق متعددة حتى تحدد اسماء النواب الفائزين و معظمهم يكونوا من المقربين من الحكومة او من الذين يقفون على الحياد و لا يعارضون قرارت الحكومة و تسمح فقط لنسبة قليلة من المعارضة بالوصول للبرلمان من اجل اظهار ان الديمقراطية مطبقة في البلاد و تظهر المعارضة و كأنها أقلية .

المشارك : لو كانت المعارضة فعلا تملك الشارع فلماذا لا تنزل للانتخابات و تحاول حصد معظم المقاعد ، و اذا كانت فعلا لها الاغلبية فماذا يؤثر عليها قانون الصوت الواحد ؟  كما ان هناك 27 مقعد للقائمة الوطنية  فلماذا لا تحصل عليها المعارضة ؟
المقاطع : ان قانون الصوت الواحد يقوم على اساس تقسيم الاصوات و بالتالي لا تستطيع اي كتلة ان تحصل على اكثر من مقعد واحد ضمن الدائرة الواحدة و هي لن تحصل على اكثر من 23 مقعد في 45 دائرة انتخابية هو مجموع الدوائر في البلاد لأنها تتنافس مع غيرها ، اما القائمة الوطنية فهي فقط 27 مقعد من اصل 150 اي انها بكاملها تشكل فقط  18% من البرلمان و تعتمد على قانون القائمة النسبية اي ان مقاعدها تتوزع بين القوائم و بالتالي تمنع تشكيل كتل برلمانية كبيرة تؤدي دورا ايجابيا في البرلمان . و ايضا تقوم الحكومة بتضييق الخناق على المرشحين من المعارضة عن طريق التخويف و دعم مرشحين منافسين لهم و تقديم الدعم لنواب و قوائم محددة و هناك مناطق تعتبر محتكرة على اتجاهات معينة بفعل اداء الحكومة السلبي حيث تمتنع الحكومة عن  نشر قيم الديمقراطية و الحرية .

المشارك : لماذا لا تقوم المعارضة بالمشاركة و الاستحواذ  على غالبية المقاعد و تغير القوانين و تغير الدستور في البرلمان فحسب القانون يستطيع عشرة نواب ان يقدموا طرحا لتعديل قانون او تعديل مادة في الدستور  و يتم التصويت عليه ؟
المقاطع : حتى لو كان كل مجلس النواب من المعارضة فلن يستطيعوا ان يغيروا الكثير من الوضع الحالي ، حيث ان البرلمان من الممكن حله في اي لحظة من الحكومة حسب المادة 34 في الدستور كما ان الحكومة يتم تعيينها من الملك الذي يعرضها على البرلمان و في حالة اعتراض البرلمان على الحكومة يستطيع حله و الدعوة لانتخابات جديدة و في هذه الحالة تكون دعوة للشعب بأن لا ينتخبوا المعارضة حتى لا تحدث ازمة سياسية في البلاد ، كما ان اي قرار للنواب لا يمر الا بموافقة الاعيان ثم موافقة الملك . و اي تعديل مادة دستورية لا تتم الا بموافقة ثلثي النواب و الاعيان و هذا لا يكفي وحده حيث يستطيع الملك رد اي تعديل دستوري حتى لو وافق عليه كل النواب و الاعيان حسب المادة 93 من الدستور . بعد كل هذا اي تغيير يمكن ان يحصل و اي اصلاح يمكن ان يتم وفق هذه القوانين و هذه المواد الدستورية ؟

المشارك : ما هي الجدوى من مقاطعتكم ؟ أليس المقاطعة ستؤدي الى فراغ ؟ و لو قاطعها الشعب كاملا كيف سيكون مصير الوطن ؟
المقاطع : ان المقاطعة هي رسالة يوجهها الشعب الى الحكومة والنظام بضرورة الدخول فورا الى الاصلاح وعدم المماطلة ، و ان افشال الانتخابات او عدم الحصول على برلمان يمثل الشعب بفعل المقاطعة لا يعني ان خطورة ستحصل اذ ان الحكومات في الاردن اعتادت على العمل وحدها و رفع الاسعار و اصدار قوانين مؤقتة ،  والبرلمان على صورته الحالية ليس اكثر من تابع للحكومة و منفذ لارادتها فوجوده و عدم وجوده نفس الشيء بل ان عدم وجوده ضمن هذه المعطيات افضل حتى يتم توفير الاموال التي تذهب هباء كرواتب و مصاريف على المجلس . لهذا نحن ندعوا للمقاطعة .
المشارك : ممكن ان نعرف ماذا تريدون حتى تقبلوا بالمشاركة في الانتخابات ؟
المقاطع : ما نريده هو الاصلاح و اعادة السلطة للشعب حيث يتم ذلك عن طريق تعديل الدستور بحيث يكون الشعب مصدرا للسلطات كما ورد في المادة 24 من الدستور و تعديل جميع المواد المتعارضة مع هذه المادة حيث المواد 34 و  35 و 36 من الدستور ، و اقرار قانون انتخاب توافقي و عادل يرضي الجميع ، و رفع القبضة الامنية و عدم تدخل الاجهزة الامنية في الحياة السياسية و المدنية ، و البدء بتطبيق الديمقراطية و اطلاق الحريات العامة .
ـ
عبدالله اللواما
22/1/2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق