الأحد، 28 أكتوبر 2012

الحل في سوريا عند انصار النظام


الحل في سوريا عند انصار النظام
لا يمكن لمن  يحاول ان يقف على الحياد من الوضع في سوريا الاستمرار على موقفه فالازمة تشتعل و لهيبها يمتد و سيجد من يحاول ذلك انه مجبر على   الانحياز الكامل للثورة و ذلك لأن النظام السوري لم يترك مجالا لمن يؤازره ان يستطيع الدفاع عنه و هو أي النظام يريد اسقاط نفسه بنفسه و كأنه يسوق نفسه للهلاك و لو كان الامر يقتصر على ذلك لما أبهنا به أما و هو يحاول ان يجر معه سوريا كاملة الى الهلاك و الدمار فهذا لن يكون له و يجب على الجميع مجابهته و حصره و طرده من ارض سوريا الطيبة ، فهو نظام فاسد لم ينتج الا الفساد و و اليوم يريد انتاج الدمار بل انه دمر الاحياء و المدن و الطرقات و حرق الغابات و ارتكب افضع الجرائم ضد الانسانية ، فذبح الاطفال و انتهك الحرمات و لم يبق شيئا لأعداء الامة بل انه زاد على كل اعداء الامة في اعداد القتلى و اساليب القتل البشعة .ـ
الوضع بين الشعب السوري و النظام السوري كرجلين يحملان السلاح و يصوب كل منها على الاخر احدهما شجاع و اصيل و الاخر جبان غدار  ، فهل نشير على الشجاع ان ينزل سلاحه   لايقاف المعركة  حتى لو كان بالاتفاق بينهما ؟؟  النظام جبان و سيغدر بالتأكيد ، النظام قاتل  و الشعب ضحية ، هل نساوي بين القاتل و الضحية ؟....ـ
لم  يكن النظام وطنيا في يوم من الايام ، ولم يحافظ على التعليم  فبالرغم انه مجاني الا انه متدني المستوى و الامية منتشرة بين السوريين خصوصا في الريف ، و النظام كفكر طائفي و قيادة أشبه ما يكون بالاحتلال ؟ و بالتأكيد أن الجميع   يتذكر مجازر حماة و حمص و درعا  وكل المدن السورية و ايضا المجازر التي ارتكبها النظام السوري  في لبنان ؟ كما ان هناك غضب شديد من الشعب على النظام من الناحية الاقتصادية حيث ان آل الاسد و آل مخلوف و حلفاؤهم يسيطرون على الاقتصاد السوري في مشهد لا يختلف كثيرا عن مشهد الفساد في الدول العربية الاخرى التي ثارت شعوبها  ، و المزارعون الذين  يشكلون عددا  كبيرا في سوريا غير راضين عن توزيع الاراضي و نظام الاقطاع للاراضي و الزراعة في سوريا هو نظام قديم و ظالم و هذا الامر يعترف به النظام نفسه ومنذ سنوات وهو  يقول انه سيقوم باصلاحات لهم  لكنه لم يفعل شيئا .ـ
و النظام يعاني من فساد و من ترهل و دكتاتورية و قد ذكر الدكتور سفيان التل انه و بعد سقوط النظام العراقي ذهب  مع وفد و قدموا نصيحة للنظام السوري بأن يقوم باصلاحات سياسية و يطلق الحريات  و ان يستقطب و يتصالح مع المعارضة الخارجية و ويقوم باصلاحات اقتصادية لكن النظام رفض ذلك و لم يأخذ بالنصيحة ، مما  يعني ان النظام السوري يعرف نفسه انه فاسد و قد تلقى دعوات الاصلاح منذ سنوات و ليس من فقط من عام 2011 .ـ
 و اذا كان الاسرائيليون لا يأتون لسوريا فلأنهم يعتمدون على من ينوب عنهم فيكفي شبيحة الاسد و يكفي المجرمون داخل سوريا  فهم اي الاسرائيليون  يجدون من ينوب عنهم .ـ النظام السوري مخترق من رأسه حتى اخمس قدميه و الضباط الروس موجودون في صفوف الجيش و يشاركون في القيادة ، و الروس لهم قاعدة كاملة في طرطوس ، أليس هذا احتلالا ؟ هل تعتقدون  ان الضباط الروس يختلفون عن الضباط الاميركيين ؟ كما ان رئيس مركز الامن القومي و مدير المخابرات سابقا و هو هشام اختيار فارسي الاصل و تابع لايران و هو مسؤوا التشيع في سوريا و أصف شوكت عميل للغرب و معروف ان كثير من  المسؤولين السوريين لهم علاقات مع الغرب و باريس وجهتهم بالاضافة الى علاقاتهم مع روسيا  ، و بشار الاسد لم يستلم الرئاسة الا بعد استقباله في باريس لترضى عنه فرنسا و بالتالي الغرب  ، و باريس تعتبر هي الموجه السياسي لسوريا بمقابل موسكو التي تسيطر على الجانب العسكري، و طهران التي تعتبر قبلة النظام السوري من الناحية الطائفية و الحليف الاستراتيجي . في المقابل هناك انعزال كامل عن اسرائيل بما يوحي بأن هناك عداء بين الطرفين بالرغم من عدم وجود اي صراع حقيقي و كل الدعم الذي يقدم لحماس لا يزيد عن الدعم المعنوي حيث يستضيفها و يفتح لها المكاتب ، اما حزب الله فيدعمه لتوازن القوى داخل لبنان أو للظهور بموقف المقاومة  اسرائيل  ، فالبرغم  من حدوث تصادمات بين حزب الله و اسرائيل وصلت الى الحرب بين الطرفين عام 2006 الا انه بشكل عام  كان لحزب الله فوائد كثيرة على اسرائيل مثل حماية حدودها الشمالية و كسب التمويل و الدعم بالسلاح و المال من اميركا و العالم ، وايضا كسب حزب الله شعبية كبيرة لبنان و في الوطن العربي و حصل على كثير من الدعم الايراني و السوري ،  و هذا ليس غريبا فقد سبق لاسرائيل ان تصادمت مع الانظمة العربية و تحاربت معها و قتل الكثير من جنودها ثم تبين ان هذه الدول ليست عدوة لاسرائيل بالمعنى الذي تفهمه الشعوب العربية .ـ
 سوريا ارض خيرات و فيها شبة اكتفاء ذاتي و لو كانت مع نظام ديمقراطي لاصبحت أقوى دولة في الشرق الاوسط فسكانها ليس بالعدد الكبير  23 مليون مقارنة مع مساحتها  و فيها النفط و جميع المعادن و الصناعات و الثروات المختلفة و فيها الانهار و لها ساحل و ارضها خصبة و فيها ثروة حيوانية و مراعي و اهلها حرفيين و اصحاب مهن ولهذا تجد الاسعار فيها رخيصة و اقتصادها قوي و ليس حكمة او اجتهادا من النظام السوري الذي يفرض الضرائب على الناس و يزاحمهم على مصدر رزقهم في الزراعة و التجارة ، كما ان موظفي الدولة في سوريا يعتمدون على الرشوة بشكل كبير و المواطن السوري لا يستطيع اكمال معاملته الى بدفع الرشاوي و الاعطيات و هذا قديم و ليس جديد في سوريا .ـ
النظام السوري نظام دموي و قاتل و هو عميل لاسرائيل .... نعم هو عميل لاسرائيل ... قد تستغربون ذلك .... لكنني سأذكركم  بأن الغرب يتعامل معنا بذكاء شديد و يقسمنا الى مقاومين و معتدلين كما يريد .... أليست الانظمة العربية قبل 1967 كانت عميلة و مع هذا كان الناس يعتقدون انها مقاومة و الاذاعات تصدح باغاني الثورة و المعركة .... ثم بعد ذلك  وفي 1973 حارب الجميع اسرائيل حتى حسني مبارك و السادات و الاسد حاربوا  شكليا و يعتقد الكثير انهم ابطال في وقتها لكن هذا الامر لم يكن صحيحا و السنوات التي تلت 73 وضحت ذلك ، فالاسد ذهب لقمع شعبه و ذبحهم و اذلالهم ليكون تفكيرهم الوحيد هو كيف يتخلصون من قمع و سجون نظامهم ،و رفع الاسد شعار القومية ليلعنوا القومية ، و السادات ذهب بعد سنوات للسلام مع اسرائيل و اكمل مبارك المهمة ليذلوا المصريين و يجعلونهم شعب فقير لا يرفع رأسه  .ـ
 و كلام المقاومة و الممانعة هذا كله كذب و دجل و هو تبادل مصالح  فالنظام السوري طائفي ورئيسه طائفي  أي انه مضمون من الخارج فيكون باستطاعته ان يعمل امورا لا يعملها الاخرون من العرب  وحتى يتوهم الناس بأن سوريا هي المقاومة فيركنون عليها  و قد تم اختيار طريق المقاومة لسوريا لأن طبيعة الشعب السوري تميل للعروبة و المقاومة فاختاروا لهم ما يناسبهم . لكن في الواقع  سوريا ليست الا  لامتصاص حماس العرب و امتصاص ثورة شباب العرب ليتم تدجينهم و حماية اسرائيل منهم و دليل ذلك ان طلقة واحدة لم تطلق على اسرائيل منذ 73 التي وصلت فيها القوات الاسرائيلية الى مشارف دمشق لولا ان الامم المتحدة اعادتهم ...... و اسرائيل لو ارادت السلام مع سوريا لفعلت ذلك منذ سنوات و لكنها تتخذ من وجود حزب الله و سوريا ذريعة للدعم الغربي و الصهيوني لها ماديا و معنويا  و الاسد حاول ان يعمل سلاما معهم لكنهم لم يوافقوا و الجولان ليست الا حجة واهية فاسرائيل تستطيع اعادتها لسوريا لتكون خالية من السلاح كما كانت سيناء المصرية ..... اذا خلاصة القول هنا ان النظام السوري عميل و لو كان غير ذلك لربى الجيل على العزة و الكرامة و لأعد العدة للحرب مع اسرائيل .....ـ
 الشعوب العربية تقف امام انظمتها بدون سلاح و الانظمة عميلة متآمرة و تتسلح بالخارج و تبيع كل شيء للخارج من اجل بقائها .... الشعوب العربية تقف امام خيارين اما ان تقاوم انظمتها و يكون لها فرصة الخروج من الذل  أو ان تبقى خاضعة للانظمة فتدفن نفسها للأبد ، و هذه المرحلة مرحلة تغيير و هي فرصة نادرة في التاريخ للتحرر و قد لا تأتي مرة اخرى و اعتقد ان الله هيأ الظروف لقيام ثورات عربية متتالية فهي قامت وفق تضارب و توافق المصالح بين القوى المختلفة عالميا و اقليميا و الامة العربية الان تعيش مخاضا قويا و اذا تم استغلال الظروف جيدا فستنهض الامة و ستصنع لها مستقبلا زاهرا لا يقل عما فعلته اوروبا قبل قرنين من الزمان ..... ـ
و الذي يجب علينا هوان نقاتل بكل الطرق من اجل الحصول على الحرية حتى يكون امامنا  او امام الاجيال القادمة فرصة للتقدم و البناء .... الانظمة تستقوي بالخارج و لولا دعم اسرائيل و اميركا وروسيا و ايران  لها لما بقيت كل هذه  الانظمة لحظة واحدة ... و اليوم تأتي الشعوب و تطلب من الانظمة ان ترحل عنها فترفض الانظمة و هذا الطلب لم يأتي ترفا و حبا في الديمقراطية بل ان الشعوب العربية قد اجبرت عليه اجبارا و تم قيادتها للثورة بشكل اجباري فالانظمة عملت كل ما  بوسعها من اجل ان تجعل الشعوب تثور في المقابل لم تتنازل للشعوب عن الحكم و لو حتى جزئيا  و هذا يعزز من النظرية التي تقول ان النظام هو الذي يريد اسقاط النظام  ، لهذا فإن الشعوب تقع بين خيارين صعبين اما البقاء على الحال و انتظار السقوط في الهاوية او استغلال المواقف و اللعب بكل الاوراق ومنها التهديد اللجوء للخارج من اجل ارغام النظام على الامتثال لرأي الشعب و بالتالي انقاذ ما يمكن انقاذه و الذي يشجع على ذلك ان الغرب و خصوصا اميركا يتعاملون معنا بعقلانية  هذه الايام و يعرضون علينا الديمقراطية و نحن نعرف ان هذا ليس لسواد عيوننا بل لمصالحهم و قد اثبتوا انهم صادقين معنا في تونس و مصر و ليبيا و فعلا اعطوا مجالا للشعوب لتختار من تريد بل ساعدتنا في تخطي العقبات التي صنعناها بايدينا ، لكن الديمقراطية و النهضة لم تحصل لحد الان في هذه البلدان لاسباب كثيرة اهمها تفرقنا و عدم توحدنا على رأي واحد لهذا فنحن نصنع مشاكلنا بايدينا لكن مصر و تونس و ليبيا تسير في الاتجاه الصحيح .ـ
 و المطلوب اليوم التعلم من الدرس العراقي ( و انا كنت مؤيدا للنظام العراقي بقوة مثل ملايين العرب ) حيث انهم طلبوا من النظام  العراقي تطبيق الديمقراطية و ترك السلطة لكنه رفض و حدث ما حدث للعراق و هذا هو اليوم مدمر و مقسم و اصبح بيد ايران التي ساعدت قوات التحالف على السيطرة عليه و حمت الجنود الاميركان ، فهل سنتعلم الدرس ام اننا سنلدغ  من نفس الجحر مرتين و ربما اكثر ؟   
مطلوب منا الان ان نقف صفا واحدا و ان نتجنب الخلافات و نبتعد عنها و نطلب من النظام السوري الرحيل و تسليم السلطة للشعب وفق اسس ديمقراطية او وفق خطة عنان التي يوافق عليها النظام نفسه  حتى لا نجعل هناك مجالا للتدخل الخارجي و يجب على انصار النظام السوري و الاحزاب اليسارية و القومية في سوريا و جميع الساسيين و المثقفين و العلماء ان يطلبوا ذلك من النظام السوري و اجراء انتخابات نزيهة ليفوز بها من يفوز و بذلك  ننقذ سوريا من الخراب و الدمار ...أما اذا رفض النظام السوري ذلك فهذا يعني انه اصبح خطيرا جدا و خطره يفوق اي احتلال و هو بذلك  يثبت انه خائن لسوريا عميل للخارج و لا يستحق الا الموت و بذلك يكون مستعدا لقتل ملايين الناس من اجل الكرسي و من اجل ان يبقى جاثما على صدر الشعب ، و لأن الشعب أعزل و غير مسلح ( و الجيش الحر عدده قليل نسبيا و اسلحته متواضعة ) عندها يجوز للشعب السوري ان يطلب تدخلا خارجيا ( وفق اسس معينة مثل تدخل عربي او تركي او عمل مناطق عازلة او حظر للطيران الجوي دون تدخل قوات اجنبية على الارض الا كقوات امم متحدة لحفظ السلام)  ..... و اعتقد ان هذا حدث جزئيا ....ـ
  و الذي لم يحدث لحد الان هو ان الداعمين لبشار الاسد في سوريا و الاردن و لبنان و غيرها لم يطلبوا منه ذلك و قد حان الموعد  و هم من يتحمل كل الدماء و كل الارواح التي تزهق .... و عليهم ان يعلموا  ان الشعب السوري ليس خائنا و انه اذا تسلم السلطة فسيعلمهم المقاومة على اصولها الصحيحة و عليهم ايضا ان يعرفوا ان السلطة ليست ملكا لهم و يجب ان يكون الجميع شركاء فيها و بهذه الطريقة نسلم و نسلم بلادنا من الحرب والدمار و لا نترك مجالا للاعداء ليدخلوا بيننا و يحتلوا ارضنا  ، و الكرة الان في ملعب الداعمين لنظام الاسد  و هم من يقرر ...  و الامر ليس تحديا لهم ابدا بل هو واجب عليهم ان يعملوه و سينزلون للانتخابات و اذا كانوا يمثلون الاغلبية فسيفوزن بأغلبية المقاعد لكن  الشعب السوري و بعد القمع و التزوير لارادته لن يقبل بأن يدير هذا النظام عملية الانتخاب و عليه ان يتنحى جانبا حتى يصبح الجميع متساووين امام صندوق الانتخاب و الشعب هو الذي سيحدد من يحكمه فإذا نجح النظام فسنبارك له اما اذا فشل فعليه  ان ينخرط مع الشعب في بناء سوريا مثلما اطاعه الشعب لمدة تزيد عن الاربعين سنة الماضية  ..... فهل بقي عقلاء يسمعون هذا الكلام أم ان الامة اصبحت خاوية على عروشها .... الامل في ابناء الامة كبير .... و هدى الله الجميع لما فيه خير الامة ........ـ
و السلام عليكم
ـ
عبدالله اللوما
30/7/2012
ـ
ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق