رسالة الى الاميركان حول فلم الاساءة للاسلام
لقد صدمت الشعوب العربية والاسلامية من حجم الافتراء والكذب ومن انحدار التقديم ومن سوء المعالجة في الفلم
المسيء للاسلام و للرسول الكريم محمد رسول الاسلام المرسل الى كافة الناس و المكمل
للرسالة التي جاء بها كل الانبياء و منهم اخوانه الرسل موسى رسول اليهود وعيسى
رسول المسيحية .
لم يستند الفلم المسيء الى اي روايات تاريخية او اي اقوال لعلماء في جميع
الاديان وعبر كل العصور بل لجأ اصحاب الفلم الى الخيال السيء عندهم فأختلقوا
المشاهد و صنعوها ومثلوها و جعلوها رواية تروي احداث لم تقع لرسول الله محمد او
لصحابته الكرام ، و قاموا بتقديم شخصية رسول الله وشخصية اصحابه على انها شخصيات
منحرفة عن الاخلاق وعن القيم الانسانية .
هذا الفلم لا يمكن اعتباره تعبيرا عن الرأي ، و لا يمكن ان يكون ضمن الحرية
في الكتابة او التأليف . و لا يقبل عاقل ان يكتب اي انسان ما يريد عن شخصية يكرهها
و يقدمها للناس على انها شخصية مبتذله . و
لا اعتقد ان الاميركان يقبلون ان يكتب احدا عن تاريخهم و تاريخ ثورتهم العظيمة او
شخصياتهم التاريخية منذ زمن التأسيس كتابة لا تستند الى ادلة علمية تاريخية او ان
يقدمها على انها شخصيات مبتذلة و منحرفة . و كذلك المسلمون لا يقبلون ان يقدم
تاريخهم و سيرة نبيهم الكريم الذي كان المثال العالي في الاخلاق بهذا الشكل الذي قدم به . انها ثقافة الشعوب و
تبادل الاحترام بينها و بناء علاقات الحب و الاخلاص و ليس تبادل الاساءات و انتاج
الاعمال المسيئة .
و ان العرب و المسلمين يتطلعون الى بناء علاقات قوية و متينة مع الولايات
المتحدة ومع الشعب الاميركي و لا يرغبون في توتير العلاقات او الدخول في نزاع و
حروب معها . و ان الحرب على العراق والحرب
على افغانستان ما زالتا ماثلتين امام اعين العالم والسجون الاميركية و على رأسها سجن غوانتنامو
سيء الذكر و كذلك انحياز الولايات المتحدة لاسرائيل ماثل امام الجميع و ايضا دعم
الولايات المتحدة لبعض الانظمة العربية الدكتاتورية ما زال موجودا و مع هذا فإن
العرب و المسلمون يرغبون بالدخول في علاقلات متينة تقوم على تبادل المصالح
المشتركة و تعتمد على الاحترام المتبادل بينهما .
كما ان العرب و المسلمين ينظرون الى القوانين الغربية في اوروبا و الولايات
المتحدة المختصة بحرية التعبير او منع حرية التعبير على انها قوانين تكيل بمكيالين
فهي تمنع كل من يتكلم عن اليهود او عن المحرقة و تضع عليه القيود و العقوبات
الصارمة بينما تسمح للاساءة للاسلام دون اي عقوبة بل ان هناك من يحتضن اولئك الذين
يهاجمون الاسلام و النبي محمد و يقدم لهم العون .
اننا ندين و بشدة كل اساءة للاديان السماوية جميعها و كل اساءة لجميع
الانبياء و ندين و نستنكر العمل الذي قامت به مجموعة حاقدة على البشرية انتجت فلما
تريد اشعال الفتنة و الحرب بين شعوب الارض و بالتحديد بين الولايات المتحدة و
العرب عن طريق الزج بمكونات المجتمع العربي بانتاج هذا الفلم المسيء للاسلام ، و
نعتقد ان انتاج هذا الفلم جاء من طرف ثالث يريد الايقاع بين الولايات المتحدة
حكومة وشعبا و بين الشعوب العربية ، و ان هذه المجموعة التي انتجت الفلم و الطرف الثالث لا يريدون ان يحل السلام في
بلاد العرب و منطقة الشرق الاوسط وهم لا يرغبون بتطبيق الديمقراطية و الحرية في
البلاد العربية لهذا فهم يلجأون الى اشعال الفتنة .
و اننا ندين و بشدة كل الاعمال التي حدثت للاميركان عقب نشر الفلم في
البلاد العربية و ندين مقتل السفير الاميركي في ليبيا وجميع الاعمال التي حدث فيها
عنف عند السفارات الاميركية و نعتقد ان من قام بها العمل فإنما يرغب بتوتير
العلاقات مع الغرب و له مصلحة في ايقاف عجلة الديمقراطية و حركة النهوض و التطور
للشعوب العربية التي بدأت مع الربيع العربي و الذي تساهم به الولايات المتحدة
مساهمة ايجابية نسبيا .
و نأمل من الولايات المتحدة حكومة و شعبا ان تتنبه الى ان اطرافا اخرى تريد
جرها للمواجهة مع العرب والمسلمين و تحاول استخدامها كأداة ضد شعوب الارض . و نأمل
ان تقوم الادارة الاميركية بإتخاذ كا الخطوات الضرورية والقانونية لمنع عرض الفلم
المسيء و معاقبة كل من ساهم فيه و تقديمهم للقضاء و اعتبارهم مثيري فتنة ومعتدين
على مقدسات الشعوب وعلى رموزها الدينية و التاريخية .
و ندعو الله ان يحفظ شعوب الارض و ان يديم السلام بين جميع الدول و الشعوب
و ان يجعلهم اخوة يبنون الحضارة الانسانية جنبا الى جنب بكل محبة و احترام .
ـ
عبدالله اللواما ـ
مواطن عربي ـ
الاردن ـ
Abdullah_allawama@hotmail.com
ـ
ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق