ليسوا منا
فوجيء الاردنيون بصدور
بيان من لجنة تدعي انها شعبية و انها اردنية يدعو الى الوقوف مع المجرم بشار الاسد
و اعوانه الذين اوغلوا قتلا بأطفال و نساء و شيوخ و شباب سوريا المنادين بالحرية و
العدالة .ـ
لم نتخيل ان يصل قصر
النظر عندكم يا من اصدرتم البيان ان تعتبروا الثورات العربية ليست الا من صنيعة
الامبريالية و راحت عنكم فكرة ان اميركا و اسرائيل و الامبريالية تتدخل بنا منذ
زمن بعيد و انها تحاول استغلال كل الاحداث
لصالحها و هذا وضع طبيعي لكل الدول في العالم ، كل يحاول تحقيق مصالحه . اما ان
تعتبروا ثورة الشعوب العربية ليست الا
حملة امبريالية و تنسوا دماء الشهداء الذين ضحوا بانفسهم من اجل الوطن ومن اجل
الحرية و العدالة التي كنتم انتم تطالبون بها و كنتم انتم تقفون بجانبنا في الامس
القريب تنشدونها فهذا ما لم يخطر ببالنا و هذا ما يجعلنا نرد لكم التهمة بالتهمة و
نقول بل انتم عملاء النظام السوري ، انتم من يتبع مصالحه الشخصية على حساب مصلحة
الوطن و على حساب الحرية و العدالة التي اصبحت امل كل عربي حر .ـ
ان الوقوف مع الحق لا
يكون انتقائيا و لا من اجل مصالح خاصة او عامة ، فالذي يقول انا لن اقف مع الحق من
اجل مصلحة وطني فهو مخطيء كل الخطأ . فنحن جئنا على هذه الارض لتحقيق رسالة
انسانية بعد عبادة الله . من منكم يرضى ان يقتل طفله امامه ؟ و من منكم يرضى ان
يدخل الجيش مدينته يعيث بها الفساد ؟ ألم تسمعوا عن جرائم الاسد الاب و الابن ؟
ألم تسمعوا عن السجون السورية التي فتحها النظام لابناء سوريا الاحرار ؟ ألم تروا
بأعينكم كيف يمنع النظام السوري دخول لجان حقوق الانسان و الصحفيين الى سوريا حتى
يغطي على الحقيقة ؟ و هل ما يفعله الغرب مع سوريا هو فعلا حملة ضدها ؟ أليست
كل عقوباتها صورية على النظام السوري
؟ و هل تعدت هذه التدخلات الغربية حد
المطالبة فقط للنظام بأن يفعل كذا او يمتنع عن ذلك ؟ أليس النظام السوري يضمن بقاء 23 مليون سوري تحت قبضة حديدية ليضمن
الامن لإسرائيل ؟ و هل اطلق النظام السوري طلقة واحدة على اسرائيل منذ عشرات
السنين ؟ ماذا فعلوا لغزة التي دكتها القنابل الاسرائيلية دكاً ؟ ماذا فعلوا
للبنان الذي احرقته الطائرات الاسرائيلية اكثر من مرة ؟
اخواني السياسة مصالح ،
والنظام السوري يحاول المحافظة على مصالحه و اهمها البقاء في الحكم . فعندما كان الشعب السوري ساكتا على النظام و
متحملا للظلم و القهر كنا نحن ساكتون عليه
ايضا . أما و قد اختار الشعب السوري طريق الثورة و بدأ بالنضال من اجل الحرية و
الديمقراطية فلا يحق لأحد ان يقف مع
النظام الذي استخدم ابشع الطرق و اقذرها في منع المظاهرات .ـ
اخواني أفيقوا و ازيلوا
الغشاوة عن عيونكم . النظام السوري لا يمثل الشعوب الحرة . انه نظام الحزب الواحد
انه اصبح نظاما وراثيا . نظاما عرف بالقتل و التنكيل بكل من هو ضده . هذا لا يمثلكم او على الاقل لا يمثل بعضكم
الذين عرفناهم احرار و لا زلنا نأمل ان يرجعوا عن قرارهم فالرجوع عن الخطيئة هو قمة الشجاعة و نحن
سنستقبل عودتكم الى الحق بكل التقدير و الاحترام و سنمسح ما في قلوبنا فنحن اهلكم
و عشيرتكم ، و لا ادري كيف مشت عليكم هذه
الخدعة . فنحن في زمن الفتن فالانتباه واجب و تمحيص الامور و التدقيق و معرفة
العواقب على الوطن من مواقفنا يجب ان تكون في مقدمة أولوياتنا , انكم بموقفكم
هذا أسأتم لكل الشعب الاردني .ـ
اخواني ، لا تراهنوا على
الانظمة بل راهنوا على الشعوب ، فخيار المقاومة هو خيار الشعوب لا خيار الانظمة ،
و الانظمة العربية على اختلافها الا انها من صناعة واحدة فلا تربطوا انفسكم بها .
ألم تشعروا بالخزي و العار عندما هاجمتم ثورة الشعب الليبي و سكتم عن المجرم
المجنون القذافي . أليس عارا ان تسكتوا عن جرائمه و انتم كنتم بالامس تطالبون
بالحرية ؟ اخواني ، انا ارى انكم لو كنتم
على زمن فرعون و موسى لوقفتم مع فرعون و لأتهمتم سيدنا موسى بمحاولة التخريب و العمالة
للخارج . و لو كنتم على زمن المجرم هتلر لوقفتم معه .
اخواني ، المقاومة لن
تموت و هي باقية عند الشعوب . أما
الانظمة فهي تحاول ان تجمل وجهها
القبيح بالمقاومة و بمحاولة ايهامنا بأنها
تقف مع تحرير فلسطين ، ان الذي يقاوم لا يقتل ابناء شعبه و ان الذي يريد تحرير
فلسطين لا يربي ابناء سوريا على الخضوع و
الذل و الطاعة العمياء . ـ
اخواني الموقعين على
البيان ، انتم قلتم انكم لا ترون طريقا ثالثا فإما مع أو ضد و انتم اخترتم مع
النظام السوري . انا اقول لكم ان هناك طريقا ثالثا و بإمكانكم ان تسلكوه و هو الذي
سينقذ سوريا من المجهول ، بامكانكم مطالبة الاسد ان يعلن الان للشعب السوري انه سينهي نظام الحزب الواحد ، و
سيبدأ بتطبيق الديمقراطية و ستجري انتخابات بشكل نزيه و شفاف تشارك بها كل الطوائف
و الاتجاهات و الاحزاب في سوريا . ما المانع من ذلك ؟؟ اما الوعود بالاصلاحات فهذا
كلام فارغ لم يعد ينطلي على الشعوب العربية التي سئمت من وعودهم و اصلاحاتهم
الكاذبة . هل تجرؤون يا من اصدرتم بيانا ان تصدروا بيانا آخر توجهوه الى النظام
السوري تخيرونه بين ان يبدأ بالاصلاح الحقيقي و الاعلان عن تعديل الدستور و اعادة
السلطات للشعب أو التخلي عنه و عدم مؤازرته ؟؟ ان فعلتم هذا فانتم تقدمون خدمة
عظيمة لسوريا نظاما و شعبا .
اخواني ، اننا كأردنيين
احرار ننتظر منكم العودة الى الحق ، و انا
على ثقة بأن منكم من فيه خير و قادر على تسجيل موقف رجولي سيحسب له عند كل
الاردنيين .ـ
و في النهاية ، اوجه
كلماتي الى الاحرار في سوريا و الى المنادين بالحرية و الديمقراطية و اقول لهم ،
هؤلاء ليسوا منا نحن الاردنيون معكم و ندعو لكم و ننتظر انتصاركم بإذن الله . و
اقول لشهداء سوريا و و نساء سوريا و اطفال سوريا هؤلاء ليسوا منا ، ليسوا منا ،
ليسوا منا .
و عذرا من الكاتب الاردني
محمد ابو رمان لاستخدامي عنوان المقال من عبارة اطلقها قبل اسابيع " ليسوا
منا "ـ فلم اجد افضل منها عنوانا لهذا الموضوع .ـ
Abdullah Allawama
6/7/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق