السبت، 14 يوليو 2012

الحراك الاردني مشاكل و حلول و مكاسب


الحراك الاردني  مشاكل و حلول و مكاسب  ...

بدأ الحراك الشعبي الاردني  مسيرته  ( 19 شهر/ 554 يوم / 80 جمعة ) منذ  7/1/2011 في  بلدة ذيبان و انطلق بعدها بإسبوع  في عمان ثم امتد خلال اشهر الى مختلف المدن الاردنية ، و يعتبر الحراك الاردني حيا من ناحية الاستمرار و الديمومة الا انه ضعيف من ناحية العدد و التأثير الفاعل على الساحة السياسية .ـ
و يمكن حصر اسباب الضعف و قلة العدد في الحراك الى ما يلي :ـ
  1. قلة عدد سكان الاردن  ( 6.3 مليون )مقارنة مع الدول الاخرى التي جرت فيها حركات شعبية مثل  تونس ( 10 مليون ) و مصر( 85 مليون ) و سوريا ( 23 مليون )  و اليمن ( 24 مليون ) و المغرب ( 32 مليون ) .ـ
  2. اختلاف النظام الاردني عن بقية الانظمة العربية في مستوى  الحرية  التي يمتلكها المواطن .ـ
  3. تخوف الكثير من المواطنين من القمع الذي قد يواجه الحراك .ـ
  4. تخوف المواطنين من الهتافات عالية السقف التي يطلقها بعض شباب الحراك .ـ
  5. عدم وضوح الرؤية لدى المواطن و لدى الحراك بالنسبة لما ستؤول إليه الاوضاع بعد الخروج بأعداد كبيرة .ـ
  6. طبيعة تركيبة السكان في الاردن التي تتكون من اردنيين و فلسطينيين و التخوف من لجوء النظام لهذه الورقة  و هي ورقة مكونات الشعب الاردني .ـ
  7. عدم الاتفاق على مطالب موحدة يجمع عليها معظم التيارات السياسية و الحراكات و احزاب المعارضة .ـ
  8. عدم وجود قيادة فاعلة للحراك او للمعارضة تكون مسموعة الكلمة من الجميع .ـ
  9. اعتماد الحراك  على الاحزاب في بعض المناطق و لو بشكل جزئي .ـ
  10. عدم توحيد الشعارات و اليافطات و الاعلام التي تكون حزبية احيانا .ـ
  11. حالة الركود السياسي و العزوف عن المشاركة من قطاعات كثيرة في المجتمع و من معظم ابناء الشعب نتيجة اليأس من التغيير .ـ

ملاحظات الحراكات الشعبية في الدول العربية  :ـ
  1. لو تتبعنا الثورات العربية لوجدنا ان اول ثورتين التونسية و المصرية  انتهت فيهما المهمة الصعبة خلال شهر او اقل من شهر بينما الثورات التي تلتها  امتدت لأشهر طويلة مثل  ليبيا   او انها لم تنتهي بشكل حاسم مثل اليمن او انها لم تنجح حتى الان مثل سوريا .ـ
  2. ليس شرطا ان تنتهي الثورة او ينتهي الحراك  بالنجاح  فالبحرين لم ينجح الحراك فيها و الجزائر و العراق و السعودية و بعض الدول الاخرى لم ينجح الحراك بتأسيس نفسه او الخروج أكثر من مرة واحدة .ـ
  3. النجاح في الجمهوريات ( تونس ، مصر ، اليمن ، ليبيا )  فرصته اقوى من الملكيات ( المغرب ، البحرين ، الاردن ، السعودية ).ـ
  4. في الملكيات يوجد اصلاح و ليس اسقاط للنظام .ـ
  5. في المغرب نجح الحراك بشكل جزئي و لكنه يعتبر تقدم كبير بالنسبة لطبيعة النظام الملكي المغربي و مدى الغطرسة التي كان يمارسها و أيضا  بالنسبة للمعاناة التي واجهها الشعب المغربي  ، و ما كان للحراك ان ينجح لولا انه وحد مطالبه بشعار الملكية الدستورية .ـ
  6. العدد الكبير ليس شرطا في النجاح ففي اليمن خرج الملايين و اعتصموا طويلا دون نجاح حاسم .ـ
  7. الاعتصامات المفتوحة ليست دائما حاسمة فاليمنيون اعتصموا في الميادين لأشهر دون تحقيق سريع للمطالب .ـ
  8. التدخل الخارجي كان له اثر كبير في حسم الامور حيث لم يغادر زعيم و لم ينتهي نظام الا بتدخل من الخارج أو برفع الغطاء عنه .ـ
  9. في جميع الدول التي قامت فيها حركات شعبية لم ينجح الحراك الا بتوافق معظم التيارات على اهداف و مطالب واحدة .ـ
  10. في الدول التي كان فيها السقف عاليا كانت الخسائر كبيرة و كانت التكاليف و الحاجة الى التدخل الخارجي أكبر .ـ

و هذه بعض النقاط التي قد تحقق زيادة المشاركة الشعبية في الحراك الاردني :ـ
  1. تحديد السقف الاعلى من المطالب ، و هذه النقطة مهمة جدا و بدونها لن يزيد العدد و لن يشارك الناس في الحراك حسب رأيي .ـ
  2. طمأنة الناس بأن الحراك لن ينادي باسقاط النظام و ان شعاره هو اصلاح النظام و لن يغيره مهما  كان الامر .ـ
  3. عدم مهاجمة رأس النظام  و الاكتفاء بمطالبته بالاصلاح و رفع شعارات تحثه على تلبية رغبة الشعب بالحرية و الديمقراطية ، فهذه تأثيرها اقوى و اعمق و ترسل رسالة واضحة و مقبولة من الجميع .ـ
  4. التوحد على مطالب تجمع عليها جميع التيارات السياسية التي ترغب بالاصلاح .ـ
  5. رفع شعار الملكية الدستورية   ( تعديل مواد الدستور 34 و 35 و 36  و حكومة برلمانية و  قانون انتخاب عادل و انتخابات نزيهة و رفع القبضة الامنية عن الحياة السياسية و الاجتماعية و العلمية )  فهي جامعة  لكل  مطالب الحراك و المعارضة المتوافق عليها .ـ
  6. وضع أجوبة منطقية و قابلة للتطبيق للاسئلة التي تواجه الحراك او تواجه التغيير و منها مسألة المواطنة و مسألة المشاركة السياسية للفلسطينيين و موضوع هيمنة الاخوان على الساحة السياسة فيما لو اجريت انتخابات شفافة و موضوع المعاهدات مع الدول الاخرى و منها اسرائيل و علاقة الاردن مع دول العالم و مسألة الحريات و مدى الالتزام بها بعد التغيير .ـ
  7. إلتزام الاحزاب و شبابها بالمشاركة الدائمة في الحراك و حثهم على جعل الوطن عندهم اهم من الحزب الذي ينتمون له .ـ
  8. الالتزام بالسلمية الدائمة للحراك و رفع شعار " سلمية سلمية  " بشكل مستمر و خصوصا عند وقوع مواجهات و هي التي يجب الابتعاد عنها بكل الطرق الممكنة .ـ
  9. الالتزام بالقانون و عدم احداث مشاكل و هذا الامر يلتزم به الحراك و لكن يجب التشدد بالالتزام به .ـ
  10. عدم اقامة اعتصامات مفتوحة و تحديد ساعات محددة للفعاليات ، فالاعتصامات المفتوحة تؤدي الى ابتعاد الناس عن الحراك و تؤدي الى مواجهات و هو الامر الذي يقود لمواجهة الأمن مما يقلل من اعداد المتظاهرين و يسبب مشاكل مثل الاعتقالات التي تستنزف طاقة الحراك و ايضا تسبب مشاكل امنية في البلاد .ـ

ان الوطن هو مسؤوليتنا جميعا ، و يجب ان نعطي الوطن الاولوية على المصالح الضيقة و المطالب الفئوية و لا يجوز لنا ان نطلق العنان لرغباتنا الشخصية .  كما و يجب علينا ان نضبط مشاعرنا و غضبنا الذي هو ناتج عن حبنا للوطن و ان نسير بخطوات موزونة و هادئة و بدون تسرع او استعجال . و ان تطبيقنا للنقاط السابقة قد يحتاج منا لعدة  اسابيع  حتى يثق الناس بالحراك و يتجاوبوا معه  و ان اعتقاد البعض ان الشعارات و السقوف المرتفعة هي التي تحقق المطالب هو اعتقاد خاطيء و هو الذي ادى بالحراك الى البقاء في المربع الاول .ـ

و الحراك الشعبي الاردني حقق الكثير من المكاسب على مدى 19 شهرا  منها :ـ
  1. كشف قضايا فساد و كشف عن فاسدين باعوا الوطن و ثروات الوطن  .ـ
  2. أوقف عمليات البيع لثروات البلاد .ـ
  3. كشف الحراك مدى الترهل في الدولة و مدى ضعف الحكومات المتعاقبة و خطورة القبضة الامنية  .ـ
  4. وضع الحراك يده على الجرح و حدد العيوب التي قادت البلاد الى هذا الوضع .ـ
  5. نبه الشعب الاردني الى الاخطار التي تحيق به .ـ
  6. أخر و منع رفع الاسعار بشكل كبير .ـ
  7. تم تداول  اربع حكومات على عهد الحراك ازاح ثلاثة منها بعد ان كشف ضعفها  و الرابعة على الطريق .ـ
  8. نمى الحراك الروح الوطنية لدى الشباب الاردني .ـ
  9. قام الحراك بتوعية المواطنين و تنبيههم الى حقوقهم المهضومة .ـ
  10. استطاع الحراك ان يجعل المواطن الاردني قادرا على انتقاد الحكومة و انتقاد النظام و كسر معظم او كل الخطوط الحمراء التي كانت تقف امام المواطن الاردني .ـ
  11. رفع الحراك  مستوى  المشاركة السياسية للمواطن الاردني .ـ
ـ
ـ
عبدالله اللواما
15/7/2012
ـ
ـ
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق