السبت، 14 يوليو 2012

رسالة الى المعارضين و احزاب المعارضة الاردنية



رسالة الى المعارضين و احزاب المعارضة الاردنية

بداية أحييكم على كل جهودكم التي بذلتموها طيلة الاشهر و السنوات الماضية في مسيرتكم السياسية و في كل خطوة خطيتموها من اجل الوطن و من اجل مصلحة الشعب ، و في وقوفكم مع الحراك الشعبي و تحملكم لكل انواع الاذى من اجل ايصال صوت المواطن فبارك الله فيكم و جزاكم كل خير .ـ
و اننا اليوم اذ نقف على منعطف حاد في طريق الاصلاح حيث الانتخابات النيابية على الابواب فإن المعارضة الاردنية اصبحت على المحك ، و ان الشعب ينتظر من المعارضة الكثير و ان على المعارضة ان تكون ممثلة لهذا الشعب العظيم الذي يواجه اكبر عملية كتم لصوته عبر وسائل متعددة ، وواجب المعارضة هنا ان تكون بقدر المسؤولية و بحجم الحدث ، فلا يجوز التخلي عن المبادىء و لا يحق للمعارضة ان تخدع الشعب في الوقت الذي تتكلم باسمه ، فإن فعلت ذلك و خدعت الشعب فهي جريمة لا تقل عن جريمة تزوير الانتخابات بل انها تزيد عليها اضعافا لإنها هنا تأتي ممن يرجى منه ان يكون منحازا للشعب و الوطن ، و لا تظنوا ان الشعب خاذلكم بل ان الشعب الاردني العظيم ينظر لكم بكل تقدير و احترام ويعلق آماله عليكم فأنتم دليل كل مواطن غيور و انتم تشكلون طموح كل شاب و فتاة و كل طفل ينظر الى الوطن فأنتم النافذة التي يرون الوطن منها دون ان تشعروا بذلك او تحسوا به ، و الاجيال تعلق الآمال عليكم فكونوا على قدر المسؤولية وسجلوا مواقفكم التاريخية بحروف من الذهب ، و لا تخذلوا الشعب و الوطن .ـ
ان المطالبة بقانون انتخاب عادل هو حق لا احد يلومكم عليه بل هو واجب على الجميع ان يطالب بهذا الحق ، لكن الخطأ يكون عندما يتجه البعض الى المشاركة بالانتخابات ، فحتى لو ان قانون الانتخاب كان يحقق كل رغبات الشعب فإن هذا لن يقدم شيئا لمصلحة البلاد في ظل مجلس نواب مقيد و صلاحيات محدودة ، و لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فإن الواجب يحتم ان لا ننخدع كما حدث سابقا و خصوصا في انتخابات 1989 حيث نتج مجلس نواب قوي لكن سرعان ما تم القضاء عليه لأن الدستور لا يكفل للمجلس الاستمرار او القدرة على مواجهة التحديات الوطنية الكبيرة و يمكن حله في اي لحظة ، و لأن الدستور الاردني يجعل لمجلس الاعيان الذي يأتي أعضاؤه بالتعيين من النظام سلطة أعلى من سلطة النواب و ايضا يعطي الحكومة المعينة امتيازات تجعلها تتغول على السلطة التشريعية ممثلة بالنواب فيكون مجلس النواب هزيلا منزوع الدسم لا يقوى على شيء . فهل هذا ما تريدون ايها المعارضون ؟ ألسم انتم من نادى طيلة الاشهر الماضية بالاصلاح الحقيقي الذي يعيد السلطات للشعب ؟ هل ترضون بالمشاركة في انتخابات ستنتج مجلس نواب هزيل حتى لوكان قانون الانتخاب كما تريدون ؟ـ
ان الحرية لا تعطى على جرعات و ان الحرية لا تجزأ ، و ان المكتوب يمكن معرفته من عنوانه ، فواضح من اجراءات النظام انه لا يريد اعادة السلطة للشعب وهو يستكثر عليه قانون انتخاب عصري في مجلس هزيل فكيف تريدون ان يسلمكم السلطة او جزء بسيط من السلطة ؟. لا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، و لا تكونوا كالجمل الذي يحرث الارض و يخرب الحرث ، و لا تكونوا كمن صام ثم افطر على بصله .ـ
و المطلوب مقاطعة اي انتخابات قبل الحصول على تعديلات دستورية تطال المواد 34 و 35 و 36 من الدستور الاردني مع ضمانات باجراء انتخابات نزيهة وبدون اي تزوير بعد اقرار قانون انتخابات عادل يضمن مشاركة الجميع و ينتج مجلس نواب بيده الصلاحيات التي تجعله قادرا على انتاج حكومة برلمانية فلعلها تستطيع الانتصار للوطن و حمايته واسترداد ما نهب منه .ـ
و ان مستقبل الوطن يتوقف على مواقفكم التي تتخذونها الآن . و ان الوطن يئن تحت الفساد ، فلا تقولوا كما قلتم سابقا سنشارك من اجل الوطن فكانت مشاركتم ليست الا شهادة زور على بيع الوطن ، و كانت مشاركتم انقاذا للفاسدين و تجميلا لوجوههم ، و قد تعلمنا منها دروسا كثيرة . أما اليوم فلا عذر لأحد بعد ان اتضح امام الشعب كل شيء و اصبح الجميع أمام مسؤولياته ، و ان مصلحة الوطن الآن هي في المقاطعة . و ان لم تستطع المعارضة ان تقاطع فقط مجرد مقاطعة فأي معارضة هذه ؟ و ان لم تستطع فعل ذلك فليس امامها الا الاعتذار من الشعب و ان ارادت ايضا الاعتذار من النظام و الانسحاب من المشهد السياسي حتى لا تكون شاهد زور و حتى لا تكون شريكة في ذبح الوطن و سيسجل لها التاريخ ذلك .ـ
الشعب يريد منكم ان تكونوا على مستوى الحدث و بقدر المسؤولية ، فهل انتم كذلك ايها المعارضون ؟ 
ـ
عبدالله اللواما
3/7/2012
ـ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق